أكد محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس أن عملية إختيار الأئمة لإقامة صلاة التراويح بمساجد فرنسا ودول أوروبية تتواجد بها الجالية المسلمة في شهر رمضان المقبل، تمت على أساس مسابقة وطنية. صرّح الوزير على هامش إستقباله لوفد مجموعة الصداقة فرنسا-الجزائر بمجلس الشيوخ الفرنسي "خلافا للأعوام السابقة تم اختيار الأئمة الذين سيتكفلون بالإمامة في التراويح خلال شهر رمضان المقبل، في مساجد فرنسا وأوروبا على أساس مسابقة شارك فيها 650 مترشح"، وأشار في هذا الصدد إلى أنه إضافة إلى التحكم في التجويد، فإن القدرة على بث خطاب ديني معتدل ومنير من ضمن الشروط الأساسية التي تم على أساسها اختيار الأئمة من المترشحين وذلك من أجل إعطاء صورة حسنة عن الدين الإسلامي. في السياق ذاته أكد محمد عيسى، على أهمية الدور الذي يلعبه الإمام في المساجد التي يؤمون بها لنشر ثقافة التعايش في فرنسا، وبث خطاب فكري يجعل من الإسلام غير منظور إليه على أنه دين التشدد والتطرف، وكذا مساعدة الجالية الوطنية المقيمة بالخارج والمسلمين ذوي الأصول الفرنسية في الاندماج في مجتمعاتهم –يقول الوزير-. من جهة أخرى أشار المتحدث بخصوص محادثاته مع الوفد البرلماني الفرنسي، الذي يقوده السيناتور ألان نيري، إلى أنه تم تناول قضايا ذات الصلة بالجانب الديني والثقافي، حيث تم التأكيد في هذا الإطار على أهمية العمل من أجل إرساء عالم يسوده التعايش والحوار، واعتبر في هذا الشأن أن تجربة التعاون الثنائي بين الجزائروفرنسا في هذا المجال تعد نموذجا للتعاون بين بلدان ضفتي البحر الأبيض المتوسط، بعدما ذكر أنه وفي إطار لجنة العمل المشتركة التي نصبت نهاية 2014، تم التأكيد في آخر اجتماع لها على ضرورة مواصلة تكوين الأئمة لصالح مساجد فرنسا وتجديد برامج التكوين لصالح المرشدين الدينيين الذين يعملون في السجون والجيش وفي المستشفيات. السيناتور الفرنسي الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر من 11 إلى 17 مارس الجاري، شدد على أهمية مواصلة الحوار والنقاش بين البلدين في مثل هذه المسائل، وقال "إنه الوسيلة المثلى للوصول إلى مواقف مشتركة".