دعا منسق اللجنة القطاعية لمكافحة الآفات الاجتماعية لفائدة المتمدرسين لولاية الجزائر طارق غلاب بداية الأسبوع الجاري بالجزائر إلى ضرورة ترسيخ ثقافة التبليغ لدى المواطنين عن المتاجرين بالمخدرات بهدف حماية ووقاية أبنائهم من هذه الآفة الخطيرة التي أضحت "مشكلة اجتماعية حقيقية". وأوضح غلاب بوصفه منسق اللجنة ورئيس فرقة مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات بأمن ولاية الجزائر أن" واقع الانتشار الرهيب لظاهرة تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب لاسيما بين أوساط القصر والمتمدرسين والجامعيين والفتيات يستوجب بالضرورة ترسيخ ثقافة التبليغ عن المتاجرين بالمخدرات من طرف المواطنين لوقاية فلذات أكبادهم من هذا السام القاتل. وأبرز قائلا أن ترسيخ ثقافة التبليغ عن هؤلاء المجرمين يكون عن طريق تكثيف الحملات التحسيسية المناهضة لظاهرة الإدمان على المخدرات في البيئات الشبانية على غرار المؤسسات التعليمية بجميع مستوياتها والمراكز الثقافية والنوادي الرياضية وجميع الفضاءات التي يرتادها الشباب والمستهدفة من طرف مروجي المخدرات. وأضاف أن "القانون الجزائري يضفي حماية خاصة على المبلغ حيث تبقى هويته محاطة بالسرية ولا يذكر اسمه في محاضر التحقيق" مبرزا انه "بإمكان المبلغ أن يبلغ عن بائعي المخدرات سواء الحضور الفعلي على مستوى مراكز الأمن أو عن طريق الهاتف أو رسائل مجهولة أو عن طريق الفيسبوك. وأبرز في ذات السياق أن مصالح الأمن بعد حصولها على المعلومة تقوم بالتحقيق والترصد للمبلغ عنهم للتأكد من صحة المعلومة قبل اتخاذ أي إجراء قانوني ضدهم. ودعا المسؤول إلى العمل على "صناعة رأي عام مناهض لظاهرة تعاطي المخدرات وكل ما ينجر عنها من الانحرافات حتى يدرك المواطن أنه طرفا في المعادلة وأن مساهمته في مكافحة هذه الظاهرة السلبية أضحى أمرا مصيريا لإنقاذ أبنائه من خطر الوقوع ضحية لمروجي المخدرات. وقال عن أسباب تفشي ظاهرة استهلاك المخدرات بين أوساط الشباب أن" غياب السلطة الأبوية وكذا الفراغ الثقافي والأخلاقي يعدان من أبرز الأسباب التي تجعل الشباب عرضة لمروجي المخدرات داعيا إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس اتجاه هذه الفئة من المجتمع عن طريق إشراك مدمني المخدرات سابقا في مهام التوعية بسرد تجاربهم المؤلمة حول مسارهم المرضي في ورشات أو مخيمات أو نشاطات ترفيهية أو رياضية تجمع الشباب. ولكي تعطي هذه الحملات التحسيسية ثمارها المرجوة لفائدة الشباب دعا المتحدث إلى"تفعيل وإشراك وسائل الإعلام من أجل تبني قضية مناهضة استفحال ظاهرة الإدمان على المخدرات بين أوساط الشباب بحكم احتكاكها المستمر مع المواطن كمستمع أو مشاهد أو قارئ حتى يلاحظ ويلمس استفحال هذه الظاهرة السلبية بين أوساط الشباب ويتحول إلى عنصر فعال للقضاء على هذه الظاهرة. وبعد أن دق ناقوس الخطر حول ميل الشباب أكثر فأكثر نحو تعاطي المؤثرات العقلية والمخدرات الصلبة نظرا لسهولة تناولها قال أن "عددهم في ارتفاع مستمر مما جعل أولياء المدمنين يطلبون استشارات ومساعدة على مستوى مراكز الأمن أين توجد فرق مختصة في مجال مكافحة المخدرات مدعمة بأطباء نفسانيين. ودعا في نفس السياق إلى إنشاء شبكة داخلية تضم أطباء مختصين في الأمراض النفسية والعقلية وصيادلة من أجل تنقيط أي مريض يعاني من أمراض عقلية أو عصبية ممن استفادوا من مؤثرات عقلية للعلاج لمعرفة الكمية التي وصفت له ومدتها لتفادي تحويل المؤثرات العقلية من مسارها العلاجي إلى المسار الادماني والإجرامي. ارتفاع عدد الشباب المتمدرس المدمن على المخدرات المحول لمراكز العلاج في 2016 إن عدد الشباب المتمدرس المدمن على المخدرات والذي تم تحويلهم على مستوى المراكز العلاجية قد ارتفع سنة 2016 بالمقارنة مع 2015 بنسبة 40.90 بالمائة حيث كان عددهم 44 شابا في 2015 ليرتفع إلى 62 عام 2016 حسبما أكده عميد الشرطة رابح زواوي المكلف بالإعلام بأمن ولاية الجزائر. وأضاف أن خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي التي تنشط عبر 13 مقاطعة إدارية استقبلت في غضون 2016 ما يعادل 83 شابا مدمنا على المخدرات تتراوح أعمارهم من 13 إلى 23 سنة وتبين للأخصائيين النفسانيين أن 62 منهم بحاجة ماسة إلى العلاج على مستوى مراكز مختصة. وأبرز أن هذه الخلايا قامت خلال 2016 ب 262 حملة تحسيسية على مستوى المؤسسات التربوية بهدف حماية المتمدرسين من مختلف الآفات الاجتماعية وعلى رأسها آفة المخدرات مع تنظيم 103 أبواب مفتوحة و66 زيارة بيداغوجية لمختلف مصالح الأمن لولاية الجزائر وكذا المتاحف بالإضافة إلى 91 تظاهرة رياضية وثقافية وترفيهية.