يتساءل سكان كل من حي جعفري والونشريس في الرغاية شرق العاصمة عن سبب تهميش السلطات المحلية لمطالبهم التي سبق لهم أن رفعوها مؤخرا والمتعلقة بتوفير المرافق التي يحتاجون لها ويأتي مطلب تهيئة الطريق الرابط بين الحيين ومقر البلدية وتوفير الأمن به على رأس قائمة المطالب التي رفعوها وتأخرت السلطات في الاستجابة لها ما جعل قاطني الحيين يعانون التهميش وهم يهددون بالاحتجاج في الأيام المقبلة في حال بقاء الوضع على حاله بالمنطقتين. قال سكان الحيين، أن المشاكل التي يعانون منها نتيجة تراكمات السنوات الفارطة، إذ – حسبهم- تجاهلت المجالس المحلية المنتخبة معاناتهم ومطالبهم المرفوعة في عدة مناسبات والتي بقيت حبيسة الأدراج دون الاستجابة لها، حيث لم تأت كل الشكاوى التي رفعوها للمنتخبين المحليين المتعاقبين على تسيير البلدية من أجل رفع الغبن عنهم بأية نتيجة، وبقي الوضع على حاله بالمنطقتين اللتين يعيش قاطنوهما حياة متعبة في ظل النقائص المسجلة بهما ما أفقدهم الشعور بالانتماء إلى بلدية واقعة بعاصمة البلاد. سوق مغطاة هيكل بدون روح ما يزال السوق الذي تم تدشينه منذ أشهر قليلة من قبل والي العاصمة عبد القادر زوخ، مغلقا في وجه التجار والزبائن لأسباب يجهلونها، وهذا رغم حاجة السكان إليه في ظل غياب بديل آخر، حيث يتنقلون إلى وسط البلدية من أجل اقتناء مستلزماتهم بعد قطع مسافة تزيد عن 3 كلم، مما أثار استيائهم وتذمرهم الشديدين، مؤكدين أن فرحتهم بالسوق لم تدم طويلا، حيث كان من المفترض أن يفتح أبوابه قبل حلول السنة الجارية، وما زاد من متاعب السكان نقص المحلات التجارية بالمنطقة والتي من شأنها تلبية احتياجاتهم ما يجبرهم في كل مرة للتنقل إلى السوق اليومي لمقر البلدية لقضاء مستلزماتهم. ورغم تواجد بعض الباعة الفوضويين الذين استغلوا مداخل الطريق المؤدية للحيين، إلا أنهم يعرضون سلعا بأسعار مرتفعة مقارنة بأسعارها بالسوق اليومي للبلدية فضلا عن عرضها وسط ظروف غير ملائمة قد تهدد بصحة المستهلك، خاصة في الأيام الحارة التي يتم خلالها عرض السلع تحت أشعة الشمس. وقال سكان حي الونشريس، أن المرفق أصبح مهجورا، وتحول إلى مأوى للمنحرفين الذين يقصدونه لقضاء أوقاتهم بالقرب منه متسببين في إزعاج السكان القاطنين بجواره، وهو ما أثار غضبهم. وجدد القاطنون بالحيين رفع مطلبهم المتعلق برد الاعتبار للسوق الذي من شأنه امتصاص البطالة من جهة وتوفير متاعب السكان في التنقل إلى وسط المدينة من أجل اقتناء كل حاجياتهم خاصة بالنسبة للذين يعتمدون على حافلات النقل الخاص في تنقلاتهم. السكان يشتكون الاعتداءات اليومية بالطريق أصبح المرور عبر الطريق الرابط بين حيي الونشريس وجعفري في الرغاية يشكل خطرا على مستعمليه في الفترتين الصباحية والمسائية، بسب تواجد عدد من المنحرفين الذين يقصدون المكان الذي يعرف نقصا في الإنارة العمومية، مما ساعد البعض منهم على التعدي على الآخرين والاستيلاء على هواتفهم النقالة وحتى أموالهم. وحسب أمين قاطن بحي جعفري، فإن اللصوص يختارون ضحيتهم بدقة، والتي غالبا – حسب محدثنا- تكون من فئة النساء سواء كن طالبات جامعيات أو موظفات. وأرجع أمين، سبب هذه الوضعية إلى غياب الأمن ونقص الإنارة العمومية، مشيرا إلى تسجيل عديد الاعتداءات بالمنطقة خلال الفترة الفارطة، كان آخرها اعتداء على شيخ في السبعين من العمر، حيث تم سلبه مبلغا من المال والوثائق التي كان يحملها وهذا في المساء حيث كان عائدا إلى منزله بحي جعفري. وأشار سكان المنطقة إلى حوادث سرقة أخرى متبوعة بالجرح العمدي لطالبة كانت متجهة للدراسة وهذا منذ أشهر على مستوى الطريق السالف ذكره والتي خلفت استياء كبيرا لدى المواطنين الذين طالبوا بالتكثيف من دوريات الأمن بالطريق الذي يشهد حركة ضعيفة في الفترتين الصباحية والمسائية، وهو ما زرع الرعب بين الطالبات الجامعيات. مواقف حافلات عشوائية .. قال مستعملو الطريق الرابط بين جعفري والونشريس أن هذا الأخير يشهد فوضى كبيرة جراء التوقف العشوائي للحافلات حيث تتوقف بمعدل 10 مرات ما يزيد من الوقت المستغرق في الطريق، مما يجعل الركاب يشعرون أنهم متجهون نحو العاصمة أو بلدية تبعد عنهم بكيلومترات، بسبب الوقت الضائع بالطريق وفي كثير من الأحياء يؤدي ذلك إلى حدوث مناوشات كلامية تصل إلى حد الشجار بين المواطنين والناقلين بسبب التوقف العشوائي للحافلات التي ليس لديها أي مواقف قانونية. وفي نفس السياق، طالب السكان السلطات المحلية بمنع مرور الشاحنات الثقيلة الوزن من الطريق والتي أصبحت تشكل خطرا على المارة خاصة تلاميذ المدارس فضلا عن تسببها في ظهور حفر بالطريق الأمر الذي جعل حركة السير بها صعبة في الأيام التي تتهاطل فيها الأمطار. مسالك الأحياء تتحول إلى مكب لمخالفات الأشغال مستعمل الطريق الرابط بين الونشريس وجعفري، يلفت انتباهه كميات الردوم المتواجدة على الجوانب مشكلة قمم من مخالفات البناء وغيرها ولدى استفسارنا عن الأمر رد علينا أحد القاطنين بحي جعفري أن الطريق تحول إلى مكب لمخالفات البناء، حيث كل مقاول يقوم بأشغال البناء أو الحفر وحتى الخواص يتخلصون من بقايا الردوم في المكان وبطريقة غير قانونية ضاربين عرض الحائط ما قد يسببونه من مشاكل للسكان وحتى على البيئة. كما يشهد الحيان انتشارا قويا للنفايات التي تتراكم لأيام مشكلة منظرا مقززا مثلما جاء على لسان أحد السكان الذي أكد أن بعض المواطنين يتحملون جزءا من المسؤولية بسبب رميهم العشوائي للنفايات في غير أماكن جمعها إلى جانب عدم احترامهم لمواعيد إخراجها. السلطات مطالبة بالتدخل من أجل القضاء على الكلاب الضالة تنتشر الكلاب الضالة بشكل ملفت للانتباه بالحيين السابق ذكرهما، مما تسبب في زرع الرعب بين السكان في بعض أوقات النهار، خاصة في الصباح الباكر، حيث اشتكى المتوجهون للعمل والمترددون على المساجد من تواجدها بأعداد كبيرة بمختلف شوارع الحيين، متسببة في إزعاجهم بسبب نباحها المتواصل في الفترة الممتدة من منتصف الليل حتى طلوع الفجر، مما أثار مخاوف السكان خوفا من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان مادامت الظروف ملائمة وجعلهم يدقون ناقوس الخطر، مطالبين الجهات المعنية بضرورة القيام بحمله لإبادة هذه الكلاب التي تهدد سلامتهم والتي ازدادت أعدادها في الفترة الأخيرة نتيجة التردي الكبير في محيط الأحياء من خلال الانتشار الواسع للنفايات المنزلية وأكوام بقايا مواد البناء بشكل مقزز، وزاد من قلق السكان تأكدهم من تجول الخنازير بين البنايات بكل حرية وتختفي مع طلوع الفجر، حيث تسببت في زرع الرعب في نفوس المارة من الطريق إلى جانب تسببها في إتلاف بعض المحاصيل الزراعية المتواجدة بالقرب من السكنات. شباب يعاني الفراغ في ظل غياب مرافق خاصة بهم يطالب شباب الونشريس وجعفري السلطات المعنية بضرورة الالتفات لهم والاهتمام بانشغالاتهم وذلك من خلال انجاز مراكز رياضية ومرافق ثقافية، بالإضافة إلى إنشاء فضاء للعب ومراكز للتسلية لعلها تضع حدا للمعاناة اليومية التي يعيشونها، في ظل غياب أماكن مخصصة لهم يلجأون إليها لقضاء أوقات فراغهم، إذ الغالبية تقضي أوقات فراغها على حافة الطريق. وفي السياق ذاته عبرت بعض العائلات القاطنة بعدة أحياء تابعة لبلدية الرغاية خلال حديثها مع "السلام" عن تذمرها من الجهات الوصية لعدم اهتمامها بمشاكل الشباب وانشغالاتهم، خاصة وأن الكثير منهم يعاني من البطالة وهي الظاهرة التي أرهقت كاهل الشباب، الذين أفادوا في سياق تصريحاتهم أن هذا الوضع حالهم إلى التنقل إلى مقر البلدية أو البلديات المجاورة الذي بات يكلفهم عناء المال والوقت على حد سواء، وأشار البعض من محدثينا أنهم يحتارون في اختيار المكان المناسب لقضاء أوقات فراغهم هذا في ظل انعدام المنشآت الرياضية والثقافية والترفيهية بأحيائهم. ورغم تلقي سكان أحياء بلدية الرغاية وعود من قبل المجلس المحلي المنتخب الحالي الذي تشرف عهدته على الانتهاء بتحسين الوضع والعمل على تجسيد أهم المشاريع التي يتطلع إليها السكان، إلا أن الواقع يؤكد أن كل تلك الوعود لم تر النور ويأمل السكان أن تعمل السلطات خلال الأشهر الفترة المتبقية من العهدة الحالية لاستدراك التأخر في انجاز المشاريع وتحقيق التنمية بأغلب الأحياء خاصة الواقعة خارج المدينة.