جدد سكان مناطق عديدة بالبويرة رفع مطلبهم المتعلق بوضع سياج يحيط بممر السكة الحديدية غير المحروس بالمنطقة، والذي يمتد على طول خط السكة من أقصى غرب مدينة الأخضرية إلى أث منصور بأقصى شرق الولاية، مرورا بعدة بلديات يفصلها خط السكة الحديدية إلى شطرين والتي تتطلب تدخلا عاجلا يضع حدا للمشكل الذي يزداد حدة يوما بعد يوم، خاصة وأنه تم تسجيل عديد الحوادث التي أودت بحياة أشخاص. تعرض شخص يبلغ عمره 48 سنة لحادث على مستوى خط السكة مؤخرا أودى بحياته، دفع السكان للمطالبة مرة أخرى بتدخل السلطات المعنية وحمايتهم من خطر السكة الحديدية التي ضحاياه في تزايد. وأرجع السكان سبب تلك الحوادث إلى الفتح العشوائي للممرات القاتلة، في الوقت الذي تتحجج فيه مصالح السكة الحديدية والنقل بصفة عامة بنقص أعوان الحراسة، مطالبة بضرورة دعم البلديات لهذا الجانب حماية لأرواح المارين عبر هذه الممرات التي بلغ عددها حسب ذات المصالح، أزيد من 100 ممر منها 10 ممرات محروسة. وتعد بلديات عمر بالقاديرية، الأخضرية، البويرة، بشلول من بين النقاط السوداء فيما يخص حوادث القطارات، التي باتت تشكل تهديدا حقيقيا لمستعملي الطرقات التي يفصلها خط السكة الحديدية أو ممرات يتخذها السكان لتقليل المسافة. وفي نفس السياق، تعرف قرية بوعكاش التابعة لبلدية عجيبة دائرة بشلول 20 كلم شرق ولاية البويرة نفس المشكل حيث يقطع خط السكة الحديدية الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم 05 وقرية بوعكاش مشكلا خطرا كبيرا على سكان المنطقة في ظل غياب ممر محروس أو ممر خاص بالمشاة مما سهل وقوع الكثير من الحوادث المميتة آخرها كان منذ أيام قليلة حيث دهس القطار شاحنة نصف مقطورة مملوءة بالجبس قادمة من مصنع عجيبة ومتجهه إلى ولاية المسيلة. كما يعيش سكان حي شعبة بن شرقي الواقع بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية في قلق دائم بسبب خطر القطار الذي تبعد سكته ببضعة أمتار عن التجمع السكني وهو ما جعلهم يطالبون بتوفير ممر للمشاة من شأنه التقليل من حدة الخطر، كما تعرف قريتي تليوين والزبربورة 35 كلم غرب ولاية البويرة نفس المشكل، حيث لا حراسة ولا ممر للمشاة، وبالرغم من تسجيل عدة حوادث مميتة راح ضحيتها أناس أبرياء إلا أن المصالح المعنية لم تبادر لتوفير الحراسة ليبقى خطر القطار قائما إلى غاية التفاتة جادة من المسؤولين لتكييف السكك الحديدية مع ما تشهده مختلف التجمعات السكانية من توسع وزيادة في عدد السكان. وجدد سكان المناطق التي يفصلها خط السكة الحديدية نداءهم الذي رفعوه في عدة مناسبات عبر بلديات عمر، الأخضرية، البويرة، الأصنام، بشلول، العجيبة، أحنيف وآث منصور المحاذية للطريق الوطني رقم 05، للجهات المعنية طلبا للتدخل قصد إنجاز ممرات علوية أو سفلية لحمايتهم من التهديد اليومي لخطر السكة الحديدية، بحكم أن أغلب سكان هذه المناطق مجبرين على قطع هذا الخط للوصول إلى الضفة الأخرى لالتحاق أطفالهم بمقاعد الدراسة أو لخدمة محاصيلهم الزراعية التي أبعدها الحاجز الإسمنتي عنهم، بما يقارب الكيلومتر01 كلم باتوا يقطعونه مشيا على الأقدام، وأجبر السكان على استحداث مخرج لهم من مساحة الجدار في ظل غياب ممر علوي أو سفلي يسمح لهم بالمرور إلى الضفة المجاورة، هذه الأخيرة التي تحتضن عدة مرافق أخرى تابعة للبلدية، كما هو الحال بالنسبة لبلدية أحنيف التي عرفت سقوط عدة ضحايا خاصة وسط الأطفال وكبار السن أثناء محاولاتهم قطع خط السكة الحديدية نحو الجهة المقابلة لقضاء مصالحهم لتكون من بين البلديات الأكثر تضررا من هذا الرعب الذي يهدد عائلاتهم. وكانت مصالح السكة الحديدية بولاية البويرة، قد كشفت أنها بصدد الرفع من عدد الممرات المحروسة عبر هذا الخط الممتد على أزيد من 100 كلم نحو شرق الوطن، كما أخطرت مصالح النقل بضرورة إنجاز ممرات علوية أو سفلية، من شأنها التقليل من حوادث القطار المميتة، فيما يبقى على أصحاب المركبات وسكان هذه المناطق أخذ الحيطة والحذر وتفادي عواقب التهور والظن بأن سرعته قد تفوق سرعة القطار التي عادة ما تنهي حياته قبل وصوله إلى الضفة المقابلة خاصة بالنسبة لأصحاب المركبات.