يعمل بعض الأفراد على إثارة أنفسهم بأنفسهم من أجل تحقيق متعتهم الجنسية, وقد يصل الأمر لدرجة الاعتياد من خلال ما يعرف ب»العادة السرية», هذه العادة تعتبر من الطابوهات التي يرفض البعض الخوض فيها في مجتمعنا. وعن هذه الممارسات تطرح العديد من التساؤلات, فما هي الدوافع التي تؤدي بالفرد ذكرا كان أم أنثى لممارسة هذه العادة؟ وإن اعتبرها البعض بديلا عن الفواحش, فلِم يمارسها بعض المتزوجين؟ السلام حاولت الوقوف عند هذا الموضوع وفتحت الملف المحظور لنتعرف على الانعكاسات السلبية لتلك العادة من الناحية الطبية والاجتماعية. تعرف العادة السرية بكونها نوع من الممارسة الجنسية عن طريق التحسس بالأعضاء التناسلية الذاتية عن طريق اليد أو وسائل أخرى بغية الوصول إلى الشهوة التي تنتهي بالاستمناء بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء, وتسمى سرية لكون كل من يحاول ممارستها يحرص على أن تكون في سرية تامة نظرا لكونها فعلا مخجلا. كان من الصعب علينا أن نصل إلى بعض العينات التي تملك الجرأة الكافية للحديث عن تجربتهم مع هذه العادة ولكن المختصين يؤكدون أن نسبة كبيرة من الرجال والنساء قد مارسوا هذه العادة ولو كان ذلك لمرة واحدة, فالكثيرون جربوها وإن رفضوا الاعتراف بذلك. وفي سؤالنا عما إن كان الشباب يعرف ما هي العادة السرية, قال بعض المراهقين أنهم لا يعرفونها, فيما قال البعض الآخر أنهم سمعوا وقرأوا الكثير عنها, تقول إحدى المراهقات: «لدي بعض المعلومات فيما يخص هذا الموضوع من خلال ما نطلع عليه في بعض المجلات الصفراء وعلى صفحات الانترنت وأن العادة السرية هي ممارسة الجنس مع النفس». معاناة زوجات مع أزواج يمارسون العادة السرية تروي لنا سهام عن إحدى صديقاتها التي تزوجت من رجل مداوم على ممارسة العادة السرية, تقول: «لقد اكتشفت الأمر مباشرة بعد الزواج, أين لاحظت أن زوجها يفضل الاستمناء على مجامعتها قبل أن يقرر الذهاب إلى الأخصائي النفساني, ومن الملاحظات التي جعلت الزوجة تنتبه إلى كون زوجها من المدمنين على العادة السرية هو يده التي بالكاد ينزعها من أعضائه التناسلية وهو جالس وهو يقود السيارة, وهو نائم, وعن غير قصد منه ما جعلها تساعده على التخلي عن هذه العادة بتنحية يده من ذلك الموضع في كل مرة, وإن استعملت معه القسوة لتعبر عن عدم رضاها.تضيف القائلة أن الزوجة تعيش في جحيم, خاصة وأن زوجها لا يقترب منها ما جعلها تفكر بطلب الطلاق لولا خوفها من نظرة المجتمع لها بعد أن تحمل لقب مطلقة وهي التي لم يمض على زواجها الكثير من الوقت, ولكنها تؤكد أنها فكرت في خيانته في العديد من المرات. أما زوجة أخرى, فلا تقل معاناتها عن سابقتها, خاصة وأن زوجها يقبل كل ليلة على تدوير البارابول بحثا عن القنوات الإباحية لتصاحب ممارسته للعادة السرية تلك المشاهد الخليعة, في حين سمعنا عن زوجة أخرى أسرعت لطلب الاستشارة من الأخصائي النفسي بعد ما تفاجأت أن زوجها يطلب منها التعري أمامه في حين يقضي شهوته بممارسة العادة السرية. زوجات يلجأن للعادة السرية أحيانا تحذو زوجات المقبلين على ممارسة العادة السرية على ممارسة نفس السلوك تقريبا, خاصة وأن زوجها لا يرضي رغبتها أثناء الجماع فتلجأ هي الأخرى لممارسة العادة السرية لإشباع حاجتها الجنسية, وكثيرة هي الحالات التي تتوافد على الأخصائيين النفسانيين طلبا للحلول التي من شأنها تخليصهن من تلك العادات. وحسب الأخصائيين فإن ما يجب أن يعلمه الأشخاص عن سن ظهور هذه العادة عند البعض هو عند الاحتلام بالنسبة للذكور, وحدوث أول دورة بالنسبة للبنات, فهنا يشعرون برغبة ملحة لتفجير هذه الطاقة الجنسية الكامنة. وترتبط ممارسة العادة السرية بوضع معين مثل دخول الحمام, تغيير الملابس, أثناء النوم أو عند الهيجان, لتختلف أوقات الممارسة لدرجة أن هناك من يمارسها بطريقة منتظمة وآخرين بلغوا أقصى الحدود وأصبحت بالنسبة إليهم عادة يومية. هذا وأشار الدكتور منصور بوبكر في تحليله السيكولوجي لظاهرة إقبال الشباب على ممارسة العادة السرية أن البعض منهم يعتبرها دليل رجولته وهي نوع من الدلالات الرمزية على الرجولة, حيث تكثر الأحاديث التي يتناقلها بعض الشباب حول الطريقة السهلة التي تمكنهم من تحقيق الرغبة الجنسية, فتجد من ينصحون أصدقاءهم بممارسة العادة السرية وهنا قد تبدأ أول تجربة قبل أن تتحول إلى عادة شأنها شأن التدخين, لأن الإنسان إذا ما تعود على وضع معين فمن الصعب أن يتخلى عليه وبالتالي يصبحون يكررون هذه العادة التي تنتشر أيضا عند تلاميذ الإكماليات والثانويات. دوافع كثيرة لممارسة العادة السرية وعن دوافع ممارسة العادة السرية يقول منصور بوبكر أخصائي نفساني في المركز الجامعي لوادي سوف إلى وجود جملة من الدوافع الخارجية ويأتي على رأسها تلك القنوات الإباحية وما تعرضه من مشاهد ساخنة وصور فاضحة, والأمر لا يختلف في المواقع الإباحية على الشبكة العنكبونية علاوة على تصفح البعض لمجلات إباحية حتى أننا نجد من يحرص على اقتنائها وإخفائها في مكان لا يسهل الوصول إليه ليقبل على مشاهدتها بغية جلب الشهوة التي تجعل الفرد يمارس العادة السرية في غياب الطرف الثاني.«الخوف من ممارسة الجنس خشية الإصابة بالأمراض الجنسية هو إحدى الدوافع التي تجعل الشباب يميلون للعادة السرية, في حين يظن آخرون أن هذه الممارسة هي نوع من الوقاية من الوقوع في المحرمات, هذا وتجدر الإشارة من الناحية الاجتماعية أن من الأسباب التي تدفع الفرد لممارسة هذه العادة هي القوالب الاجتماعية, فالمجتمع لا يمكن الشباب من الزواج مبكرا, خاصة أمام غلاء المهور وضعف الجانب الديني وتوفر كل تلك المؤثرات المحيطة يقبل الشباب على تلك العادة». للعادة السرية أضرار من الناحية الطبية والنفسية ومن المعلومات الطبية التي أفادنا بها الأستاذ منصور بوبكر أن العادة السرية تنعكس على المردود الصحي للفرد الممارس من الناحية الفيزيولوجية مثل بعض الأمراض الجنسية كالسيلان والاحتقان في المجاري البولية, ومن أهم الأمراض أيضا التي قد يصاب بها الفرد آلام المفاصل, خاصة الركبتين ,الإرهاق الجسدي, وبعض الانعكاسات على مستوى حاسة البصر تصل إلى فقدان القدرة الحسية البصرية, إضافة إلى سرعة القذف واحتمال حدوث الضعف الجنسي عند من يمارسون بكثرة هذه العادة. أما من الجانب النفسي, فالانعكاسات لا تقل حدة عن سابقتها, حيث أشار نفس المتحدث أن العادة السرية ترافقها عادة مشاعر الذنب, ولكن الشباب يعتبرون تلك اللحظات التي يمارسون فيها العادة السرية هي نوع من السعادة, ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا حسبه إن كانت تلك لحظات للسعادة فعلا, فلِم ينتاب ممارسو العادة السرية ذلك الشعور بالذنب؟ وفي هذا الصدد أجاب المختص أن ممارس العادة السرية عندما ينتهي من الممارسة يشعر بحالة من الاسترخاء التام, لكن تصاحبها عادة مشاعر الذنب وهذا الشعور هو أول النتائج النفسية, إذ يعاقب ذاته من خلال ما يعرف في علم النفس بتدني تقدير الذات لدى ممارسي العادة السرية ويشعر أيضا أنه عديم الأخلاق وينتهي ذلك الإحساس بالذنب بعد مرور وقت من تلك الممارسة ولكنه يعود ليختلج نفسه كلما كررها. إضافة إلى حالات القلق والتوتر وميل الفرد إلى العزلة والانطواء التي تزيد من حالات الضغط النفسي والجنسي ما يرهق الجهاز العصبي والتناسلي على حد سواء مع احتمال حدوث نوع من الاضطرابات على مستوى الشخصية. ممارسة العادة السرية عند النساء وخطر فقدان العذرية قد تكون ممارسة العادة السرية بالنسبة للفتيات أكثر خطورة, ويمكن أن نستشف ذلك من تلك الأسئلة التي تتخلل الصفحات الطبية في بعض الجرائد لفتيات يعترفن أنهن مارسن العادة السرية وهن يسألن ما إن كانت هذه الممارسة قد أدت إلى فض غشاء بكارتهن, خاصة وأنهن مارسن أمورا قد تهدد عذريتهن, وإن اختلفت إجابات المختصين بين إمكانية حدوث هذا من عدمها, ليبقى الكشف الطبي هو الذي يحدد ذلك. لِمَ يستمر البعض في ممارسة العادة بعد الزواج؟ تزداد ممارسة هذه العادة في فترة المراهقة وتأخذ أبعادا معينة لكون هذه الفترة قد يملؤها فراغ كبير في حياة الشاب, وأمام كثرة المغريات السابقة الذكر يتخذها البعض وسيلتهم لإشباع رغباتهم على أن يتخلى عنها بعد الزواج قبل أن يفاجأ بأنه لا يستطيع تركها والتخلص منها بعد الزواج, لأنه وبكل بساطة لا يجد المتعة في سواها, وفي هذا الجانب تحديدا يشرح الأستاذ منصور بوبكر أن العادة السرية في هذه الحالة تتحول إلى شكل من أشكال الانحراف عندما تصبح مصدرا للإشباع, لأن العادة السرية في الحقيقة هي مداعبة الأعضاء التناسلية, وهذه المرحلة جد هامة في أي ممارسة جنسية, وهي الطريق لهذا الفعل الجنسي الحقيقي, ولكن عندما تصبح هذه المداعبة عادة تصبح انحرافا, هذا وتشتكي العديد من الزوجات ممارسات أزواجهن لهذه العادة ويعود ذلك حسب ذات المتحدث إلى ترسخ تلك العادة على مستوى الدماغ نتيجة الصور والأفلام التي سبق وأن شاهدها والتي يستحضرها في ذهنه كلما أراد تلك الممارسة, ولما يتزوج يواجه جملة من المشاكل منها عدم القدرة على تحقيق الإشباع الجنسي للزوجة ما يؤدي إلى الطلاق. صرف النظر عن هذه العادة يتطلب تغيير الاتجاه نحو الانشغالات يشكل موضوع العادة السرية مشكلا يؤرق العديد من الأشخاص لاسيما فئة المراهقين ويزداد قلق الأولياء بدورهم, إذ يخشون أن يكون أبناؤهم يمارسون هذه العادة. ومن أجل العمل على التقليل من تفشي هذه الممارسة, يقول الأستاذ منصور بوبكر: «إذا أردنا أن نصرف نظر أبنائنا عن تلك الممارسة لابد من تغيير اتجاهاتهم نحو أنفسهم, لأن أهم شيء يجب أن يعلموه أن الطاقة الجنسية هي المحرك الرئيسي للقيام بعدة نشاطات من دراسة وممارسة تمارين رياضية وغيرها, وإذا لم يفرغ الشاب تلك الطاقة في مختلف النشاطات فإنه سيصرفها حتما بطرقة غير صحية, ومن تلك الطرق ممارسة العادة السرية, ولكن ننصح الأولياء بعدم القلق, لأن أغلبية الشباب يمرون بهذه التجربة ويخرجون منها بعد سن معين».