فتحت الأحد، محكمة جنايات العاصمة أول ملف كُيّف في خانة التجسس لصالح دول أجنبية، متابع فيها خبير في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهو دكتور نفساني ينحدر من عين تيموشنت، فقضية الطبيب الذي يصر على براءته من هذه التهمة الخطيرة وينفي معظم ما ورد من تصريحات تنسب إليه في محاضر الضبطية القضائية.. * والتي ورد فيها أنه قام برحلة رفقة 35 طبيبا من جنسيات مختلفة، ينشطون ضمن الرابطة الدولية للأخصائيين النفسانيين الموجود مقرها في النمسا، قادتهم إلى العراق قصد التكفل النفسي بأطفال هذا البلد، ولأن الطبيب خبير في مجال مكافحة الإرهاب، انتهز فرصة وجوده بالعراق للقيام ببحث ميداني حول هذه الظاهرة، وتغيير استراتيجية الإرهابيين هناك، خاصة الإنتحاريين، فقاده بحثه - حسب محاضر الضبطية القضائية - إلى منطقة الموصل، حيث التقى - حسب تصريحه - بأشخاص يتدربون بمعسكر لتحضير الانتحاريين واستعمالهم في عمليات خارج العراق، منها دول بالمغرب العربي، تنقل أيضا إلى منطقة واقعة بمحافظة البصرة وهناك اكتشف قبوا يضم عددا من المحتجزين الأجانب وهم 5 روسيين، ثلاثة مصريين وأوربي واحد، فكان أن سلمه الروسيون وثائقهم الشخصية، طالبين منه نقل معاناتهم الى سلطات بلادهم، خاصة وأنهم دبلوماسيون. * وحسب محاضر الاستجواب، فإن الطبيب قصد السفارة الروسية بمجرد أن وطئت رجلاه أرض الوطن، ولخطورة ما سرده الطبيب على السفير الروسي، وعده بمكافأته بمبلغ من المال، إذا كانت معلوماته صحيحة، وأن الرئيس الروسي السابق سيمنحه المكافأة شخصيا، لكن السفارة الروسية قطعت اتصالاتها به، في حين أن سفارة قطر استدعته وطلبت منه معلومات، لكن الطبيب أنكر جميع هذه التصريحات أمام قاضي التحقيق، مؤكدا بأن السلطات الروسية استدعته فعلا واستقبلته، لكن لتطلب منه إلقاء محاضرة حول مكافحة الإرهاب وذلك في مدينتي لينيغراد وموسكو، نافيا اتصاله بأي سفارة لدولة أجنبية أخرى وأنكر تماما تورطه في جناية خطيرة كالتجسس ضد مصلحة دولته.