بعد أزمة الحليب التي عاشتها عدة مناطق من الوطن خلال الأشهر الأخيرة ولا تزال مستمرة في بعض الولايات، ما أدى إلى تشكل طوابير طويلة أمام محلات بيع المنتوج منذ الفجر، ها هي اليوم تتشكل طوابير أخرى أمام شاحنات بيع البطاطا التي تجول بلديات مختلف الولايات، على غرار ولاية بومرداس على سبيل المثال لا الحصر، حيث حاصرت أول أمس حشود من المواطنين شاحنة تبيع البطاطا ب 45 دج للكلغ الواحد، ما خلف تدافعا، شجارا ومشادات كلامية للظفر بكيلوغرام من هذه الخضرة واسعة الإستهلاك بهذا السعر بدل ال 80 دج. واقع الحال هذا شهدته ولايات عدة على غرار البليدة، مستغانم، معسكر، الشلف، البويرة، وغيرها، وذلك عقب عجز أو فشل الحكومة والوزارة الوصية على وجه الخصوص في كسر المضاربة كما وعدت. هذا وكانت قد شرعت أسواق العديد من ولايات الوطن نهاية الأسبوع المنقضي وبداية الأسبوع الجاري، في إستقبال الكميات الأولى من البطاطا الموسمية، الموجهة لخفض أسعار هذا المنتوج واسع الإستهلاك، إلا أن الأسعار لم تنخفض بل وصلت في بعض المناطق من الوطن إلى حدود 95 دج. هذا وأوضح ميساوي مهدي، المدير الولائي للمصالح الفلاحية بمستغانم، أنه تم الشروع في عملية جني محصول البطاطا الموسمية عبر بلديات حاسي ماماش وعين النويصي، عين سيدي الشريف، بوقيراط، وسيرات، على أن تدخل الأسبوع القادم بقوة في الأسواق، مما سينجم عنه تراجعا كبيرا في الأسعار والقضاء على المضاربة، مبررا في هذا الصدد، تأخر عملية جني محصول البطاطا الموسمية إلى الانطلاق المتأخر في عملية الغرس التي كانت أواخر ديسمبر المنصرم، بحكم أن فلاحي المنطقة رفضوا استعمال البذور المحلية ذات نجاعة أكبر بالرغم من توفرها بأسعار معقولة وانتظروا وصول البذور المستوردة –يضيف المسؤول ذاته-. في السياق ذاته أضاف المسؤول ذاته، أن سوء الأحوال الجوية التي ميزت نهاية ديسمبر وبداية جانفي الماضيين، ساهم في تأخر عملية غرس هذا المحصول ذو الاستهلاك الواسع لمدة 10 أيام، بعدما كشف أنه لم يتم تسجيل حالة واحدة لآفة "الميلديو" التي تصيب محصول البطاطا ببوقيراط على مساحة 6 هكتارات تم معالجتها باستعمال المبيدات الكيماوية. هذا وتتوقع المصالح الفلاحية لولاية مستغانم تحقيق إنتاج يتجاوز 3 مليون قنطار من البطاطا الموسمية خلال هذا الموسم على مساحة إجمالية تقارب 10 ألاف هكتار. من جهة أخرى تتواصل عملية جني محصول البطاطا المبكرة التي انطلقت منتصف شهر مارس الماضي، حيث تم لحد الآن جني مساحة 175 هكتارا بإنتاج يعادل 36.750 قنطار وفق مديرية القطاع، حيث يتوقع إنتاج يعادل 121 ألف قنطار من البطاطا المبكرة على مساحة 550 هكتارا. جدير بالذكر أنه تم الشروع مطلع الشهر الجاري في إخراج كميات البطاطا المخزنة في إطار نظام ضبط المنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع (سيربالاك)، والمقدرة ب 2.000 قنطار لتعزيز وفرة هذا المنتوج واستقرار الأسعار-يقول المدير الولائي للمصالح الفلاحية.