على غرار باقي الولايات ، عرفت ولاية مستغانم هي الأخرى ارتفاعا فاحشا للمنتجات الفلاحية وعلى رأسها سيدة المائدة " البطاطا " التي يتراوح سعرها اليوم في الأسواق اليومية ما بين 90 و 100 دج للكيلوغرام الواحد ، ما دفع عددا كبيرا من الفلاحين والمستثمرين الموزعين عبر الشريط الداخلي الممتد من ماسرى ، بوقيراط وعين تادلس للشروع في عملية الجني المبكر لمادة البطاطا ، حيث لم يمنعهم في بلوغ ذلك لا أحوال الطقس الباردة ولا التساقطات المطرية التي روت الأرض مؤخرا ، عملية جني البطاطا المبكرة انطلقت قبل موعدها حسب المتتبعين و لا زالت مستمرة إلى غاية الآن ، جاءت وسط جملة من المخاوف التي تحدق بإنتاج المحصول ، حيث تعد ولاية مستغانم رائدة في زراعته بفعل ما تزخر به من إمكانيات ومؤهلات طبيعية وبشرية ، إلا أن هذا الجانب الإيجابي لا يخلو من عيوب وهي عديدة ، حيث كشفت مصادرنا في البداية أن المنتوج المجنى غير مكتمل النمو ، بالرغم من هذا بات يسوق بأسعار ملتهبة وهو غير قابل للتخزين لأنه بحاجة إلى المزيد من الوقت ليبلغ مرحلة النضج المتطلبة طبيعيا ، إلا أن الطمع في ربح إضافي وسريع على حساب المستهلكين كان الأقوى . كما أن المضاربين و أصحاب المبردات الفلاحية لا يسوقون حسب مصادرنا إلا الكمية التي لا تؤثر على الأسعار والتي أصبحت تخنق المواطنين الذين باتوا لا يتحملون أسعارها الفاحشة خاصة وأن مادة البطاطا تعد المادة الأكثر إستهلاكا من قبل جل الطبقات الفقيرة والمتوسطة ، بالموازاة مع ذلك فإن المصالح الفلاحية بولاية مستغانم وعبر مديرها الولائي مويسي عبدالقادر ، تتوقع تسجيل إنتاج معتبر لمادة البطاطا خلال الموسم الجاري ، حيث ستغطي زراعته مساحة تقارب 3600 آلاف هكتار بمحصول تفوق كميته 800 آلف قنطار ، *****انطلاق غرس 120 ألف طن من البذور المستوردة بداية من جانفي أي بزيادة تتجاوز5% مقارنة بالموسم المنصرم وبمردود يتراوح بين 220 إلى 230 قنطارا في الهكتار الواحد ، الشيئ الذي سيخفض حسبه من سعر البطاطا وبدرجة محسوسة ، إلا أن ذلك حسب العارفين بالشأن الفلاحي قد لا يتحقق أمام التحديات التي باتت تطرق باب هذا القطاع ، بدءا بالعوامل طبيعية و المادية الراهنة ، فإلى جانب الإنتشار السريع لوباء الميليديو ومغامرات الجني المبكرة للمنتوج دون أن ينضج وعراقيل التأمين وغيرها. هناك نقائص لا تقل أهمية ستطفو حتما على السطح إن لم يسرع الكل في مواجهتها وبحزم خاصة منها الميكانيزم برمته الذي يدير العملية الفلاحية الخاصة بالبطاطا بدأ من عملية الغرس مرورا بجني المحصول ثم تسويقه ، هذه المراحل الحيوية تفرض على الدولة اليوم وقبل الغد التدخل نظرا لما لها من دور أساسي في الدفاع وحماية المستهلكين وعدم تركهم فريسة سهلة للمضاربين والمغامرين الذين يستنزفون دون رحمة جيوب المواطنين ، و بالتالي سوف لن تسلم من هذا الإرتفاع الجنوني أسعار باقي أنواع الخضر الواسعة الإستهلاك ، التمست جريدة " الجمهورية " هذا القلق في ظل تستعد فيه المصالح الفلاحية للولاية إلى جانب المخبر الجهوي ، المفتشية وشرطة الحدود حسب المدير الولائي للفلاحة " استقبال الشحنات الأولى من بذور البطاطا المستوردة من ما وراء البحر على غرار فرنسا ، بلجيكا ، هولندا و الدانمارك ابتداء من 15 نوفمبر " ، حيث من المرتقب أن يستقبل ميناء مستغانم ما يناهز 120 ألف طن من ذات البذور المخصصة لعمليات الغرس التي ستنطلق خلال شهري جانفي وفبراير المقبلين ، للتذكير وحماية للمحصول الفلاحي وجهت مؤخرا مصالح المخبر الجهوي لوقاية النباتات بمستغانم تحذيراتها للفلاحين وللمستثمرين في ذات الشعبة الفلاحية الحيوية للقيام بعمليات المعالجة الكيماوية لحقول البطاطا المنتشرة بالمساحات الكبرى بالعديد من مناطق الولاية على غرار حاسي مماش و بوقيرات وسيرات وعين تادلس ووادي الخير.