احتضنت مدينة القليعة في ولاية تيبازة، يوم الإثنين فعاليات الذكرى 61 لاستشهاد البطل بوجمعة سويداني بحضور رفاق السلاح من مجاهدي المنطقة وكذا السلطات المدنية والعسكرية والأمنية للولاية. وتميز إحياء الذكرى التي أشرف عليها والي الولاية موسى غلاي بوقفة ترحم على روح البطل بالمعلم التاريخي المخلد لذكراه على سفوح واد مزفران أين استشهد ذات يوم من 16 أبريل من عام 1956 ووضع باقة من الزهور على النصب بحضور ابنته وأحفاده. كما شكلت المناسبة فرصة أمام الأسرة الثورية لاستحضار المسار النضالي والثوري للرجل البطل ابن مدينة قالمة الذي شاءت الأقدار أن يسقط بميدان الشرف بسهول متيجة بعد رحلة طويلة من الكفاح. وأجمع الحضور بعين المكان عن قيمة الرجل "المفخرة" الذي بفضل تضحياته وتضحيات رفاق دربه تعيش الجزائر اليوم نعمة الاستقلال والحرية. وعرفانا للذاكرة ووفاء للشهداء والتاريخ والثورة -كما قال والي تيبازة - أشرف الوفد الولائي على إطلاق تسمية الشهيد زغيمي محمد على احد أحياء مدينة القليعة واسم المجاهد المرحوم عبد القادر بومشادة بأحد الأحياء الأخرى. كما تم بالمناسبة تنظيم معرض تاريخي بدار الثقافة احمد عروة إلى جانب نشاطات ثقافية أهمها ملحمة الجزائر من أداء جمعية حركة المسرح بالقليعة قبل أن يسدل الستار على الذكرى ال61 لاستشهاد البطل سويداني. ولد الشهيد سويداني بوجمعة الملقب سي الجيلالي يوم 10 فيفري 1922 بمدينة قالمة أين ترعرع وزاول دراسته إلى أن تحصل على شهادة البكالوريا. التحق بصفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1945 وكان شاهدا على فظائع وجرائم الاستعمار الفرنسي المتعلقة بمجازر الثامن مايو ثم انضم إلى صفوف المنظمة السرية أين كان له شرف المشاركة في العملية الشهيرة الخاصة بتفجير بريد وهران سنة 1949 ثم اكتشف أمره وزج به العدو في السجن لمدة 18 شهرا. وعند اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 تكفل بالتخطيط لعدة هجومات في قلب متيجة مثل الصومعة وبوفاريك والبليدة إلى أن استشهد والسلاح في يده إثر كمين نصبته له قوات الاحتلال بواد مزفران.