أحيت مدينة القليعة يوم الأربعاء في جوع مفعم بالخشوع و استحضار التاريخ الذكرى 57 لاستشهاد البطل سويداني بوجمعة بحضور رفاق الدرب و السلاح من مجاهدي المنطقة و كذا السلطات المدنية و العسكرية و الأمنية للولاية. وكان المجلس البلدي للقليعة الذي ضبط برنامج لإحياء الذكرى تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد ألغى كل المحاور الاحتفالية بعد الإعلان عن الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام اثر وفاة الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة على كافي. و تميز إحياء الذكرى بوقفة ترحم على روح البطل بالمعلم التارخي المخلد لذكراه على سفوح واد مزفران أين استشهد ذات يوم من 16 أفريل من عام 1956 و وضع باقة من الزهور على النصب بحضور ابنته و أحفاده و إلقاء كلمة تلخص المسار النضالي و الثوري للرجل. أجواء جعلت ابنة هذا البطل '' باية'' تجهش بالبكاء من شدة التأثر و الحنين إلى والدها حينما عانقت صورته بجانب النصب التاريخي لهذا العظيم الذي فارقها و هي لا تتعدى السنتين. وأعربت حين تقربت وأج منها عن "فخرها و اعتزازها لمسار والدها معتبرة مناسبة الذكرى السنوية لاستشهاده بمثابة "ميلاد جديد له و لكل من ضحى بالنفس و النفيس من اجل هذا الوطن". ولد الشهيد سويداني بوجمعة الملقب سي الجيلالي يوم 10 فيفري 1922 بمدينة قالمة أين ترعرع وزاول دراسته إلى أن تحصل على شهادة البكالوريا. التحق بصفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1945 و كان شاهدا على فضائع و جرائم الاستعمار الفرنسي المتعلقة بمجازر الثامن ماي ثم انظم إلى صفوف المنظمة السرية أين كان له شرف المشاركة في العملية الشهيرة الخاصة بتفجير بريد وهران سنة 1949 ثم اكتشف أمره و زج به العدو في السجن لمدة 18 شهرا. و عند اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 تكفل بالتخطيط لعدة هجومات في قلب متيجة مثل الصومعة و بوفاريك و البليدة إلى أن استشهد و السلاح في يده اثر كمين نصبته له قوات الاستعمار.