احتضنت مدينة القليعة بولاية تيبازة اليوم الأحد فعاليات الذكرى ال60 لاستشهاد سويداني بوجمعة الذي سقط في ميدان الشرف في مثل هذا اليوم من عام 1956 بواد مزفران بالقليعة بعد مقاومة شرسة أداها بطل الثورة المجيدة في وجه قوات الاحتلال. وتميزت مراسيم الاحتفال بالذكرى التي أشرف عليها والي الولاية عبد القادر قاضي بحضور عدد من المواطنين و الأسرة الثورية و السلطات الأمنية و العسكرية للوقوف على مناقب الرجل و بطولاته و تضحياته في سبيل استقلال الجزائر. وبعد تقديم السلاح من قبل فرقة من الجيش الوطني الشعبي و وضع باقة من الزهور على المعلم التاريخي المخلد لذكراه بواد مزفران ترحم الحاضرون على روح فقيد الجزائر بقراءة فاتحة الكتاب قبل أن يتوجه الوفد الولائي إلى دار الثقافة أحمد عروة أين أقيم برنامج تاريخي و ثقافي بمناسبة استشهاد ابن مدينة قالمة. و شكلت ذكرى استشهاد سويداني بوجمعة فرصة لحركة مسرح القليعة التي أنجزت مسرحية من كتابة و إخراج يوسف تعوينت حيث أبدع شبابها في أدائها و تفاعل كثيرا الجمهور معها. وتناول سيناريو المسرحية السيرة الذاتية لبطل الثورة ابن مدينة قالمة و بداياته الأولى في الحركة الوطنية و تشبثه بقيم الحرية و حب و الوطن و التضحية لنيل الاستقلال حيث تخلى عن الدراسة في وقت مبكر بسبب خلاف مع معلم فرنسي أراد أن يلقنه درس في الجغرافيا مفاده بأن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا حيث ثارت ثائرته وتمرد في وجه المعلم العدو. وتواصلت أطوار المسرحية في شكل درامي يلخص معانات الشعب الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي و تسلحه بالإرادة و العزيمة لافتكاك الحرية أبطالها أمثال سويداني بوجمعة الملقب باسم سي الجيلالي الذي التحق بصفوف الكشافة الإسلامية و ظهرت عليه ملامح النضال فانخرط في صفوف حزب الشعب سنة 1942. كما عرض شريط وثائقي أنجزته بلدية القليعة عن المشوار النضالي لسي الجيلالي بداية بظروف تجنيده الإجباري ثم انضمامه إلى المنظمة السرية و نجاحه في تنفيذ عدة عمليات بقالمة و تأثره العميق بمجازر الثامن ماي 1945 قبل أن يتمرس في السياسة ويواصل دربه في النضال و تخصصه في مجال الأسلحة من 1948 إلى 1950 حيث انتقل إلى الجزائر العاصمة لتدريب الثوار على استعمال الأسلحة. وقد لعب سويداني بوجمعة دورا بارزا في اندلاع الثورة حيث شكل أحد أعضاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل التي تأسست مطلع سنة 1954 تحضيرا لاندلاع الثورة أين تقلد منصب قائدا لناحية متيجة حارب فيها العدو الفرنسي بشراسة إلى أن وافته المنية إثر سقوطه في حاجز لقوات الاستعمار بواد مزفران. للإشارة فقد شكلت المناسبة فرصة أمام السلطات الولائية لتكريم عائلة فقيد الثورة رفقة ثلة من الأسرة الثورية من المجاهدين و عائلات أبناء الشهداء عرفانا و تقديرا لبطولاتهم.