ما يزال قاطنو حي كندا بمنطقة الشراربة في بلدية الكاليتوس ينتظرون نصيبهم من التنمية المحلية التي غابت عنهم طيلة السنوات الفارطة رغم الشكاوى العديدة التي توجهوا بها للمسؤولين والتي تم الرد عليها بالوعود التي بقيت مجرد كلام، ووصف غالبية السكان واقع التنمية بمنطقتهم بالضعيف، بالنظر إلى النقص المسجل في مشاريع التنمية وغياب التهيئة موجهين أصابع الاتهام للمجلس الشعبي البلدي الذي أخلف الوعود التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية والمتعلقة بالاستجابة لكل انشغالاتهم. قال سكان الحي الذي يشهد توسعا عمرانيا كبيرا في السنوات الأخيرة أنهم راسلوا السلطات المحلية مرات عديدة من أجل النظر في المطالب التي رفعوها إلا أنها كانت ترد عليهم بالوعود التي لم تر النور إلى يومنا هذا، مشيرين في حديثهم ل"السلام" إلى نفاذ صبرهم خاصة أن الوضع في تدهور بالمنطقة بسبب اهتراء الطرقات التي تشهد انتشارا كبيرا للحفر جراء أشغال انجاز قنوات الصرف التي لم يتم الإنتهاء منها بعد. مشروع ربط الحي بشبكة التطهير يسير بوتيرة بطيئة أشار السكان في حديثهم إلى بطء أشغال ربط الحي بشبكة التطهير التي تعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز، حيث أسندت أشغال انجاز الشطر الثاني منه لمقاول آخر والذي لم ينطلق بعد في الأشغال، مما تسبب في مشاكل للسكان الذين يستعجلون المصالح المعنية بإنهائه، خاصة أن الحي تحول إلى ورشة للأشغال، حيث تتراكم الأتربة في كل مكان مشوهة المحيط فضلا عن تسببها في عرقلة حركة السير، ويتخوف السكان من تهاطل الأمطار هذه الأيام بغزارة مما يزيد من تدهور الوضع. تهيئة الطرقات مطلب السكان اشتكى سكان الحي من الوضعية المتدهورة التي آلت إليها الطرقات الثانوية جراء انتشار الأتربة والحفر والمطبات ما صعب حركة السير لدى المارة والمركبات السيارة على حد سواء لاسيما في فصل الشتاء ومع هطول الأمطار، حيث قال السكان إن الوضع لم يعد يحتمل بسبب هذه الأخيرة التي لم تخضع لأي عملية تهيئة منذ سنوات طويلة ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على الراجلين أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، خلفت لأصحابها خسائر مادية معتبرة، وهو الأمر الذي أرق المواطنين كثيرا خصوصا فئة التلاميذ، حيث تتحول يومياتهم في فصل الشتاء إلى جحيم في ظل الانتشار الكبير للبرك المائية التي يصعب اجتيازها خاصة من قبل التلاميذ الذين كثيرا ما يصطدمون بها ويضطرون للعودة إلى منازلهم من أجل تغيير ملابسهم دون إكمال سيرهم إلى مؤسساتهم التربوية. ونفس المعاناة يشتكي منها السكان في فصل الصيف بسبب تطاير الغبار وما تسبب فيه من أزمات نفسية للمصابين بالأمراض والحساسية إذ وجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضع، معبرين في الوقت ذاته امتعاضهم الشديد من سياسة الإهمال واللامبالاة المنتهجة ضدهم من قبل الجهات المعنية خاصة ما تعلق بوضعية الطرقات التي تشهد أوضاعا مهترئة بالرغم من أنهم طالبوا بتهيئة هذه الأخيرة إلا أن مطلبهم لم يجد أي رد مجددين مناشدتهم للجهات المعنية بضرورة النظر إلى معاناتهم ووضع برنامج تنموي من شأنه أن يحسن وضعية المنطقة. النقل هاجس ينغص يوميات المواطنين يضطر سكان حي كندا الانتظار لساعات قدوم الحافلات العاملة على خط مفتاح – الكاليتوس أو مفتاح – الحراش، والتي تأتي مكتظة عن آخرها في غالب الأيام، ورغم هذا يفضلون ركوبها واقفين لتجنب التأخير عن الأماكن التي يقصدونها، كما تنعدم الأرصفة والمواقف المخصصة للانتظار بسبب تقادمها وتكسّرها، حيث لم تعد تصلح للاحتماء فيها عند هطول الأمطار واتّقاء أشعة الشمس. هذا وتطرق أولياء التلاميذ بعدة تجزئات بالحي إلى غياب وسائل النقل المدرسي ما يجبر أبناءهم خاصة المزاولين دراستهم في الطور المتوسط والثانوي لقطع مسافات مشيا على الأقدام والاعتماد على وسائل النقل الخاص في سبيل الالتحاق بمؤسساتهم التربوية. النفايات تحاصر الحي اشتكى المواطنون القاطنون بالحي من الانتشار الواسع لأكياس القمامة في ظل غياب الحاويات المخصصة لها. وأكد السكان أن مصالح البلدية قامت بوضعها ثم أقدمت على إزالتها بدون أي سبب متسائلين عن سبب الإزالة ما شوه المنظر الجمالي للمنطقة، مفيدين أن معاناتهم تتضاعف في فصل الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة بسبب انتشار الروائح الكريهة والحشرات والحيوانات الضالة التي أثارت الرعب في نفوس المواطنين وبالأخص الأطفال إضافة إلى أضرارها المختلفة على البيئة والصحة العامة، مطالبين الجهات الوصية بضرورة إيجاد حل للمشكل ورفع النفايات، مشيرين أن استمرار الوضع على هذا النحو قد ينجم عنه أمراض وأوبئة خطيرة قد تنعكس على صحتهم، في ظل غياب الوعي والحس البيئي لدى بعض المواطنين الذين يرمون بمخلفاتهم في الطرقات، مع وضع برنامج خاص للاعتناء بنظافة المحيط ومنع الرمي العشوائي الممارس من قبل البعض غير مبالين بما يترتب عن هذا الإهمال على صحتهم وصحة أطفالهم. شباب الحي يطالبون بمرافق ترفيهية ورياضية يناشد شباب حي كندا السلطات المحلية بضرورة توفير مراكز رياضية بالمنطقة ومراكز ثقافية وترفيهية تغني شباب وأطفال الحي عناء الذهاب إلى البلديات المجاورة. حيث اشتكى شباب المنطقة من الحالة المزرية التي تتخبط فيها بلديتهم، أمام قلة المشاريع التنموية خاصة المرافق الرياضية، والتي تسمح بامتصاص الفراغ الذي ينغص حياة ويوميات هؤلاء حسب قولهم ، ناهيك عن تفشي البطالة في أوساطهم، حيث يرى أغلبهم أن تلك المرافق باتت أكثر من ضرورية والتي من شأنها أن ترفع عنهم ولما لا إظهار طاقاتهم الإبداعية، خاصة وأن بلديتهم تضم عددا كبيرا من الشباب البطال بكل مستوياتهم. وفي هذا السياق أكد المتحدثون أن اغلبهم يلجأ إلى قضاء أوقات الفراغ بالمقاهي حيث تعتبر هذه الأخيرة المتنفس الوحيد لهم، للعب أو متابعة المباريات وحتى مشاهدة الأفلام وذلك نظرا للنقص الفادح المسجل بالمرافق الترفيهية والرياضية في حين يضطر بعضهم إلى التنقل إلى البلديات المجاورة من اجل الانضمام إلى القاعات الرياضية وهو الأمر الذي يستلزم الكثير من الوقت والمال. وعليه يأمل شباب حي كندا التفاتة السلطات الوصية والمحلية، لتهيئة مساحات الترفيه بتوفير ملاعب وقاعات متعددة الرياضات لامتصاص هذه الآفات من جهة والسماح لهم اللعب بجوار حيهم. إنجاز سوق يومي مطلب السكان في ظل غياب سوق جواري منظم يلبي احتياجات سكان الحي من خضر ومواد غذائية، انتشرت بشكل كبير التجارة الفوضوية بالمنطقة حيث احتل أصحابها مداخل المجمعات السكنية لعرض سلعهم مستغلين حاجة العائلات لهم، متسببين حسب السكان في مشاكل عديدة لهم بسبب الفوضى الناتجة عن ممارسة هذا النشاط بالطرقات مخلفين وراءهم بقايا السلع وعلب الكارتون وغيرها فضلا عن الإزعاج الذي تتسبب فيه عربات بيع الخضر. وقال السكان أن عربات بيع الخضر والفواكه التي تتجول بكثرة وسط المجمعات السكنية خففت عنهم متاعب التنقل إلى البلديات المجاورة من أجل اقتناء كل لوازمهم رغم السلبيات الناتجة عنها. وأبدى السكان استغرابهم من تأخر السلطات المحلية في انجاز سوق يومي منظم يلبي احتياجاتهم اليومية ويجنبهم عناء التنقل إلى الأحياء المجاورة أو البلديات التي تتوفر على أسواق والسماح لأصحاب المحلات التجارية برفع الأسعار. نقص الإنارة العمومية زاد من تفاقم الوضع بالحي جدد السكان مطلبهم المتعلق بتوفير الإنارة العمومية بالمنطقة التي يخيم عليها الظلام الدامس، مما يصعب من تنقلات المواطنين القاطنين بالحي في الفترتين الصباحية والمسائية، مشيرين إلى أن التنقل يزداد تعقيدا في فصل الشتاء مما يضطرهم للاستعانة بأجهزة الإنارة اليدوية. وحسب السكان فإن نقص الإنارة تسبب في زرع الرعب في نفوس طلبة الجامعات والعمال الذين يخرجون في ساعات مبكرة خاصة في فصل الشتاء. سكان حي كندا يطرحون عدة نقائص بمنطقتهم التي تشهد زيادة في عدد السكان مطالبين التفاتة جدية من قبل المنتخبين المحليين وتجسيد المشاريع التي سبق أن وعدوا السكان بها والمتمثلة في التهيئة وانجاز المرافق الضرورية وفي انتظار تحقيق ذلك يبقى سكان الحي يعيشون حياة لا تليق بهم على حد تعبير البعض منهم.