لا يزال واقع الحال بحي "الشراربة" ببلدية الكاليتوس في العاصمة، لم يتغير كثيرا، رغم توالي المجالس المحلية التي توجّه لها أصابع الاتهام من قبل السكان في استمرار الوضع القائم، فالمتجول بالحي الذي يشهد كثافة سكانية معتبرة يصطدم بالجمود التنموي الذي يتئن تحته، فالطرقات غير معبّدة، وشبكة الإنارة العمومية لم تغط كافة أجزاء الحي الذي ما يزال يغرق في الظلام، إضافة إلى نقص المرافق الخدماتية التي من شأنها أن تحسّن معيشة مواطنيها. قال سكان حي الشراربة إن الأوضاع بحيهم لم تتغير كثيرا، موجهين أصابع الاتهام للمنتخبين المحليين الذين تأخروا في تجسيد الوعود التي أطلقوها خلال الحملة الانتخابية، متسائلين "أين هي وعود المير التي قطعها معنا خلال الحملة الانتخابية، لم نر منها شيئا تحقق على الواقع"، وأضاف مواطنون بالحي أنهم راسلوا السلطات المحلية مرات عديدة من أجل النظر في انشغالاتهم إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لا يرغبون في سماعها إلى حد تعبير البعض ممن تحدثنا إليهم. الطرقات القطرة التي أفاضت الكأس اشتكى سكان الحي في بعض أجزائه من الوضعية المتدهورة التي آلت إليها الطرقات جراء انتشار الأتربة والحفر والمطبات ما صعب حركة السير لدى المارة والمركبات السيارة على حد سواء لاسيما في فصل الشتاء ومع هطول الأمطار، حيث قال سكان حي الشراربة الذي يضم مجمعات سكنية عديدة إن الوضع لم يعد يحتمل بسبب هذه الأخيرة التي لم تخضع لأي عملية تهيئة منذ نشأتها ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على السكان أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، خلفت لأصحابها خسائر مادية معتبرة، وهو الأمر الذي أرق المواطنين كثيرا خاصة في فصل الشتاء، حيث تتشكل البرك المائية التي يصعب اجتيازها والأوحال التي تصبح الديكور المميز لطرقات الحي طيلة فصل الأمطار. وفي فصل الصيف يشتكي السكان من تطاير الغبار وهو ما تسبب في أزمات نفسية للمصابين بالأمراض والحساسية حيث وجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضع. فوضعية الطرقات المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة بالحي، حيث أصبح أصحاب السيارات يرفضون ركن سياراتهم به تفاديا للطريق الذي يحدث بمركباتهم أعطابا تكابدهم مصاريف إضافية ونظرا لتفاقم الوضع يطالب سكان الحي بالتدخل العاجل لمسؤوليهم من أجل إعادة بعث الحياة في حيهم، الذي يعاني العزلة والتهميش منذ سنوات طويلة. المرافق الترفيهية في خبر كان وفي سياق متصل أعرب السكان الحي، خاصة الشباب منهم عن تذمرهم الشديد من غياب المرافق الثقافية والرياضية بالمنطقة، حيث تعتبر هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية ومن متاعب العمل مشيرين إلى أنهم يقضون معظم وقتهم في المقهى المتواجدة بالحي أو ممارسة رياضة كرة القدم في الطرقات ما قد يعرض حياتهم للخطر. هذا وأكد عدد من شباب الحي أنه حتى مركز البلدية لا يتوفر على المرافق الترفيهية والرياضية اللازمة ما يدخل شباب البلدية في فراغ قاتل ويلجأ عدد منهم إلى البلديات المجاورة. انقطاع متكرر في مياه الشرب رغم أننا في فصل الشتاء، إلا أن سكان عدد من أجزاء حي الشراربة يشتكون من الإنقطاعات المتكررة للماء الشروب، حيث تجف حنفياتهم لأيام، الأمر الذي أثار استياءهم وراسلوا الجهات المعنية مرات عديدة بخصوص المشكل لكن الوضع لم يتحسن. وأضاف السكان أن الوضع يتعقد أكثر في فصل الصيف، حيث تنقطع مياه الشرب لأيام ما يضطر السكان إلى اقتناء الصهاريج بمبالغ أثقلت كاهلهم. وقال السكان، إن شبكة الماء الشروب جد قديمة بالبلدية ما نتج عنه – حسبهم – انقطاع مياه الشرب. الحي بحاجة إلى مركز بريدي أبدى سكان الشراربة استغرابهم من غياب مركز بريدي بحيهم رغم التوسع العمراني الكبير الذي يشهده في الفترة الأخيرة، حيث يضطر السكان للتنقل إلى المركز البريدي بمقر البلدية لسحب رواتبهم وإجراء معاملات أخرى، وهو الأمر الذي أرقهم كثيرا خاصة عشية حلول المناسبات الدينية والدخول المدرسي أين يزداد الإقبال على المركز البريدي من أجل سحب الرواتب واقتناء مستلزمات المناسبة فضلا عن دفع الفواتير ومستحقات التسجيلات بالنسبة لطلبة الجامعات. وقال سكان الحي، إن غياب مركز بريدي بالمنطقة التي تضم مجمعات سكنية عديدة، تسبب في تسجيل حالة فوضى وضغط كبير بالمركز البريدي المتواجد بمركز المدينة على مدار أيام السنة، إضافة إلى عدم قدرة هذا المركز على استيعاب الزبائن الوافدين عليه بسبب صغر حجمه والذي بات مصدر إزعاج ومعاناة للسكان نظرا للساعات الطوال التي يقضونها داخل هذا المركز للحصول على الخدمات التي يحتاجونها، الأمر الذي جعلهم يطالبون مديرية البريد للعاصمة وكذا السلطات المحلية بضرورة إيجاد حلول عاجلة للتخفيف من هذا الضغط الذي يعرفه المركز منذ سنوات، انجاز مركز بريدي بحي الشراربة لإنهاء معاناتهم في التنقل إلى مقر البلدية. خدمة صحية متدنية يعاني سكان الشراربة بالكاليتوس من تدنّي الخدمات الصحية على مستوى المركز الصحي الذي لم يعد بمقدوره تلبية الخدمة العمومية للسكان لكثرة المشاكل التي تلاحقها والنقائص، لاسيما ما تعلّق بنقص الوسائل الطبية والأجهزة. يحدث هذا إلى جانب نقص الأدوية المطلوبة في الحالات الاستعجالية، كما يفتقر المركز إلى سيارة إسعاف، الأمر الذي خلّف حالة استياء شديد لدى المرضى جراء هذه النقائص التي ترسم واقعا أسودا حول المعاناة والغبن، لاسيما ما تعلق بنقل المرضى والحالات المستعجلة، فيما يبقى اقتصار عمل قاعة العلاج المتواجدة بالمنطقة على إعطاء الحقن وتضميد الجروح. وتدني الخدمات الصحية بالمركز الصحي بالمنطقة تسبب في معاناة كبيرة لفئة النساء الحوامل اللواتي وجدن صعوبة كبيرة في متابعة حملهن في ظل غياب عيادة طبية للتوليد، حيث يجدن أنفسهن مضطرات على قطع مسافة طويلة من أجل الانتقال إلى مقر البلدية مما يزيد من متاعبهن. مشاكل سكان حي الشراربة عديدة تنتظر تدخلا من قبل السلطات المحلية وإعطائه حصته من التنمية التي حرم منها لسنوات طويلة.