من المنتظر أن يشرع مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش بداية من الغد أو بعد غد، في رحلة إلى أوروبا من أجل معاينة المزيد من اللاعبين المحترفين الجدد، تمهيدا لاستدعائهم لصفوف الخضر تحسبا للاستحقاقات المقبلة. يدرك حليلوزيتش جيدا بأن مهمته الحقيقية ستبدأ من أول مباراة خاصة بإقصائيات منافسة كأس إفريقيا للأمم 2013 وكأس العالم 2014، والمقررة نهاية شهر فيفري المقبل أمام منتخب غامبيا، وبالتالي فهو يسابق الزمن من أجل تجهيز تشكيلة متكاملة وبوجوه شابة جديدة ليدخل بها المعركة بطموحات أكبر، وفضلا عن معاينة عناصر جديدة، فإنه سيستغل الفرصة لحضور مباريات المحترفين ذوي الخبرة على غرار بودبوز، قادير، غزال، جبور، مطمور، لحسن وآخرين وذلك من أجل التأكد من أنهم لا يزالون في لياقتهم ومحتفظين بروح المنافسة، التي تعتبر أهم عامل يريده أن يتوفر فيهم للبقاء ضمن تشكيلة المنتخب. كما ستكون له نظرة عن اللاعبين المصابين على غرار يبدة ومصباح، اللذان سيغيبان عن المنافسة لعدة أسابيع. يصر على ضرورة إنجاح صفقة بن طيبة وجنان وقد أعد الناخب الوطني قائمة تضم عناصر جديدة ينوي تدعيم صفوف المنتخب بها قريبا، حيث سيضع تحت المعاينة كل من ياسين بن طيبة ومهاجم ريال بيتيس الإسباني سفيان جنان، الذي قيل أنه يملك مهارات عالية فضلا عن كونه صغير السن، مما يمكنه من رسم مستقبل واعد مع المنتخب الوطني. وقد أوضح هذان اللاعبان أنهما يأملان في ارتداء قميص الخضر ذات يوم، ولذلك طلب حليلوزيتش من رئيس الفاف محمد رواروة تسوية أمور اللاعب لكي يتمكن من اللحاق بكتيبة الخضر، إذ قام بدوره بربط الاتصال بينه وبين وكيل أعمال اللاعب لكي يتمكن من استخراج جواز سفره الجزائري، الذي يكفيه لكي يكون لاعبا دوليا في صفوف المنتخب الوطني. وهناك عامل محفز آخر يساعده على التواجد ضمن قائمة المدرب البوسني، وهو أنه لم يسبق له تمثيل ألوان المنتخب الفرنسي أو المغربي، وذلك انطلاقا من كونه ولد لأب مغربي وأم جزائرية ويحمل الجنسية الفرنسية، ولكن بعد انفصال والده عن أمه تربى سفيان مع أمه، لذا هو متعلق بها وبعائلته الجزائرية وسبق له زيارة الجزائر في العديد من المرات، وعبر كثيرا عن رغبته في حمل ألوان الخضر. محترفو البطولات الخليجية يفكرون في العودة إلى أوروبا ومن جهة أخرى، يشعر نجوم أم درمان المحترفون بالخليج بأن مكانتهم في المنتخب الوطني أضحت مهددة، وذلك لعدة اعتبارات منها المعاينات المتزايدة للناخب الوطني لعناصر شابة أخرى في خطوة لضخ دماء جديدة في التشكيلة، فضلا عن المعاناة التي يعيشونها في أنديتهم وكذلك غيابهم عن الأضواء مقارنة بما كانوا يتمتعون به من امتيازات ونجومية في أوروبا. وبالتالي فهم يحنون للعودة إلى أنديتهم الأصلية التي أقلعوا منها إلى الخليج، حيث اكتشفوا بأنهم اخطأوا في التقدير، ومن بين هؤلاء مدافع الخضر عنتر يحيى الذي أكد قائلا: “سأعود إلى بوخوم بكل سرور إذا أتيحت لي الفرصة “، وفي أحد المقابلات الصحفية لمدير بوخوم الرياضي ينس تود بعد أن سئل عن إمكانية عودة عنتر يحيى قال:«لقد سمعت أيضا أن عنتر يريد العودة إلى أوروبا، إنه لاعب ماهر ولكن للأسف لدينا أهداف أخرى أولوياتنا مختلفة، أتمنى له حظا سعيدا في البحث عن فريق جديد”. يذكر أن عنتر يحيى قضى ثلاث سنوات ونصف في صوف النادي الألماني الذي يلعب حاليا في الدرجة الثانية، وقد لعب عنتر 91 مباراة مع بوخوم في الدرجة الأولى و28 مباراة في الدرجة الثانية، وبعدها إنتقل إلى الدوري السعودي وبالضبط إلى نادي النصر الذي يحل في المركز السابع، ومن المؤكد أن زملاءه الآخرين مثل مغني، زياني وبلحاج سيتخذون نفس القرار. بلحاج أمام فرصة العودة أساسيا لصفوف الخضر بسبب الإصابة المعقدة لمصباح تعرض المدافع الدولي الجزائري المحترف في صفوف نادي ليتشي الإيطالي جمال مصباح لإصابة على مستوى الساق، والتي ستجبره على الغياب عن المباراة أمام بارما المقررة اليوم وذلك لحساب الجولة 16 من الكالتشيو الإيطالي. وقالت تقارير متطابقة أن إصابة مصباح ستجبره على الإبتعاد عن الميادين لأسابيع، ما يعني أن عودته للميادين ستكون حتما بعد العودة من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وشكلت الإصابة ضربة موجعة للاعب الذي اضطرته قبل أيام إصابة أخرى إلى الغياب لأيام قبل أن يعود مؤخرا. غير أن ذلك لم يكن إيجابيا هذه المرة إذ ستجبره إصابة قوية على الإبتعاد مرة أخرى عن المنافسة، ما قد يؤثر على مستقبله مع المنتخب الوطني خاصة في ظل تعامل المدرب حليلوزيتش بصرامة مع اللاعبين المصابين. وأمام هذه الحالة، فإن الفرصة أصبحت مواتية لزميله المدافع الأيسر المحترف في السد القطري نذير بلحاج لفرض نفسه في تشكيلة الخضر مرة أخرى، حيث كان مصباح قد نجح في إزاحته من مكانته كأساسي، غير أن الإصابة الجديدة قد تعيد الأخير إلى منصبه في حال فشله في التعافي واستعادة مستواه باكرا. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب الوطني سيدخل اعتبارا من 21 فيفري المقبل في معسكر تحضيري تحسبا لمباراة غامبيا في ال 29 من ذات الشهر، وذلك لحساب ذهاب الدور الثاني لتصفيات أمم إفريقيا 2013.