يلتحق نهاية هذا الأسبوع الوزير الأول عبد المجيد تبون بمكتبه في قصر الحكومة بشارع الدكتور سعدان ومعه وزراء حكومته كل في مكتبه، بعد انتهاء عطلتهم التي دامت 10 أيام. تبون سيجد في انتظاره ملفات عديدة منها التحضير للمحليات، والدخول الاجتماعي للموسم الجديد، ناهيك عن مهمة التطهير التي أعلنها ضد المال الفاسد والتي انطلق فيها منذ توليه منصب الوزير الأول، سيما وأن حكومته تلقت دعما ومساندة من أحزاب سياسية لها شأن كان آخرها أمس عندما أعلن ولد عباس الأمين العام للآفلان أن حزبه سيواصل دعمه للحكومة الجديدة، عكس الأرندي الذي لم يُعلق عما يحدث بل شككت جهات في أن يكون أحمد أويحيى هو من وجه رسالة التحذير بالكف عن التحرش برجال المال لتبون الذي يتساءل الكثير كيف سيتعامل مع رجال المال بعد التحاقه قريبا بمكتبه؟، خصوصا بعد ظهور تكتل للوزراء الذين أجبروا عن التراجع عن بعض القرارات التي لا تخدم رجال المال الفاسد، وإلا أصبحوا غير مرغوب فيهم كما حدث لوزير الصناعة بدة محجوب وأحمد عبد الحفيظ ساسي وزير التجارة. بدة محجوب وأحمد عبد الحفيظ ساسي ورقتا التوت ونذكر بالأخص وزيري الصناعة والتجارة الذين تنتظرهم الكثير من الملفات بعد عودتهما إلى مكاتبهما أهمها التحضير للدخول الاجتماعي للموسم القادم، والتحضير للانتخابات المحلية القادمة والعديد من الملفات السياسية والقضايا الاقتصادية المطروحة حاليا في الساحة السياسية والتي أسالت الكثير من الحبر في الأيام القليلة الماضية، والتي تتطلب أكثر يقظة وصرامة من قبل المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، سيما بعدما شهدت الساحة الوطنية ضجة سياسية وإعلامية كبيرتين، سرعان ما انجرت عنها تداعيات سياسية، ظهرت من خلال الانتقادات التي استهدفت الوزير الأول، واعتبرها البعض أخطاء تسيير ارتكبها خليفة سلال، مثل الدخول في صراع مع رجال الأعمال، وعرقلة الاستثمار الصناعي وتجميد إعتمادات عديد الشركات على غرار شركة "كيا موتور" بباتنة لمالكها الوزير السابق عبد السلام بوشوارب، وتضييق الخناق على مجمع "هيونداي" بتيارت لصاحبه طحكوت وإرسال إعذارات لمجمع حداد، وكثير من المشاريع التي جمدها تبون والتي خلقت له مشاكل عديدة.
وزراء حكومة تبون هم الآخرون تنتظرهم الكثير من الملفات ومجبرون عن التراجع عن بعض القرارات في وجه تبون على غرار وزير الصناعة بدة محجوب الذي أصبح غير مرغوب فيه من طرف من عينه، جراء اتخاذه قرار تجميد تركيب السيارات، شأنه شأن وزير التجارة ساسي الذي اتخذ قرار تقنين عملية الاستيراد وهو القرار الذي أدخله في خانة المغضب عليهم، فكيف ستكون عودتهم نهاية الأسبوع، تحت لواء حكومة الوزير الأول تبون الذي قضى جزءا من عطلته في العاصمة الفرنسية باريس، التي اعتبرها فرصة لا تعوض للتأكيد للطرف الفرنسي على أن خارطة طريق حكومته، لا تستهدف الإضرار بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، ولا المساس بالمصالح الفرنسية في مستعمرتها القديمة، أين التقى بالوزير الأول الفرنسي في "الماتينيون"، في لقاء الطمأنة المعجل، وكيف سيواصل مهمته خصوصا فيما تعلق بملف تطهير الساحة السياسية من المال الفاسد؟؟ في ظل ظهور عدة ملفات للعلن بعد خروجه في عطلة؟؟.