أنهى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عشية زيارته المرتقبة إلى بلادنا الجدال القائم منذ سنوات حول إعتراف بلده بجرائمه الإستعمارية في حق الشعب الجزائري طوال 130 سنة، وطوى الملف نهائيا عندما قال وبصريح العبارة "لا إنكار ولا اعتذار"، هذا في وقت جدّد الطيب زيتوني، وزير المجاهدين تمسك الجزائر حكومة وشعبا بحقها في الإعتراف والتعويض. رافع ماكرون، في مقابلة صحفية مع قناة "تراس أفريكا" على هامش زيارته لغانا في إطار جولته الافريقية، للمصالحة بين الذاكرتين الإفريقية والفرنسية، وقال في هذا الصدد "إذا أردنا أن نبني مستقبلا بشكل كامل، فمن الضروري أن تكون هناك مصالحة بين الذاكرات .. وهو ما يهمني حقا"، رافضا إنكار جرائم بلده في القارة أو والإعتذار عنها، وقال "لا إنكار ولا اعتذار"، ما يعني أن فتحه لملف الذاكرة خلال زيارته إلى الجزائر وما يصاحبه من قضايا ذات صلة على غرار جماجم الشهداء الجزائريين المحجوزة في متحف باريس، مستبعد جدا، وأردف "لن أقول فرنسا يجب أن تدفع إعانة، أو تعترف أو تقدم تعويض، لأن ذلك سيكون مدعاة للسخرية من حيث العقلية .. فهذه ليست وسيلة لبناء المستقبل". في المقابل رد الطيب زيتوني، وزير المجاهدين، خلال نزوله ضيفا على منتدى الإذاعة الوطنية، على تصريحات الرئيس الفرنسي، وأكد عدم تراجع الدولة الجزائرية عن حق الشعب في الإعتراف والإعتذار والتعويض عن جرائم المستعمر الفرنسي، وقال "الجزائر لا تتسول الإعتذار من فرنسا، بل الأمر يتعلق بمطلب شرعي"، راهنا طي صفحة الاستعمار بحصول الجزائر على أرشيفها الموجود في باريس، وإستعادة جماجم الشهداء، وحصول المجاهدين على تعويض بسبب التجارب النووية في صحرائنا، مؤكدا في هذا الشأن أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين غير كافية لتكوين الثقة، دون إحترام الذاكرة الجزائرية. وفي سياق ذي صلة كشف الوزير عن عودة اللّجان الجزائرية الفرنسية للعمل بعد توقفها بسبب الانتخابات الرئاسية الفرنسية والتي ستحاول حسبه استعادة حق الجزائريين المسلوب قائلا "لسنا ضد فرنسا ولكن نحن ضد جرائمها، ليس لنا أصدقاء ولا أعداء غير مصلحة الجزائر ولن نتغير". من جهة أخرى أكد المتحدث، تغيير الإعلام الفرنسي لطريقة تعاطيه مع الثورة الجزائرية، مستدلا في ذلك بتغيير تسميتها من "أحداث الجزائر" إلى "معركة الجزائر"، مؤكدا أن الفضل يعود لدور الإعلام الجزائري من خلال التعريف بالثورة الجزائرية لدى الفرنسيين الذين كان 53 بالمائة منهم يجهلون حيثياتها، مطالبا الصحف الوطنية بتخصيص صفحات يومية للحديث عن الثورة ورجالاتها.