بعد 54 سنة من استقلال بلادنا.. ** حتى جماجم شهدائنا لم تسلم من إرهاب فرنسا -- يوم 5 جويلية 2016 تكون قد مرّت 54 سنة كاملة على استقلال الجزائر وتخلصها من ربقة الإرهاب الاستدماري الفرنسي البغيض.. 54 سنة كانت كفيلة ببناء الجزائر من جديد لكنها لم ولن تكون كافية لمحو آثار الإجرام الفرنسي في الجزائر فجرائم فرنسا ستبقى راسخة في ذاكرة وأذهان الجزائريين إلى الأبد. ووسط أجواء مشحونة يغلفها التوتر بين الحين والآخر نتيجة استمرار تحرش فرنسابالجزائر بطرق مختلفة مستغلة إعلامها المتصهين يأتي احتفال الجزائر بمرور 54 سنة بالتمام والكمال على ملحمة الاستقلال الذي انتزعته الجزائر بعد أن قدّمت قوافل من الشهداء الذين بلغ عددهم الملايين بينهم مليون ونصف المليون خلال أقل من ثماني سنوات من الثورة التحريرية المباركة. ويبدو أن السلطات الجزائرية قد أيقنت أخيرا أنه لا يمكن المضي في علاقات متوازنة مع فرنسا قبل معالجة قضايا وملفات الذاكرة فلا سبيل إلى إدراج جرائم الإرهاب الفرنسي البشع في أدراج النسيان مثلما تحلم بذلك باريس المصرّة على رفض أي اعتراف كامل أو اعتذار عن ما حصل في الجزائر من جرائم وحشية. وزير المجاهدين الطيب زيتوني كان قد قالها صراحة قبل أيام قليلة أن العلاقات بين الجزائروفرنسا لن تكون طبيعية إلا إذا تم معالجة ملف الذاكرة الوطنية والتاريخ مشيرا إلى أن عملية استعادة الأرشيف من فرنسا لا تزال متواصلة لكنها لا ترضينا. زيتوني صرّح بلهجة مباشرة أن العلاقات السياسية والاقتصادية موجودة بين الجزائروفرنسا لكن الملف الشائك والحساس الذي يكاد يلغم هذه العلاقات هو ملف الذاكرة والتاريخ. وأضاف: أستطيع القول إنه لن تكون هناك علاقات طبيعية وعادية مع فرنسا إلا بمعالجة ملف الذاكرة الوطنية والتاريخ بما فيه الأرشيف والمفقودين والتعويضات خاصة المتعلقة بتفجيرات الجنوب. لذلك إذا كانت نية فرنسا صادقة في العمل مع الجزائر وفق مبدأ الند للند فما عليها إلا معالجة هذا الملف معالجة نهائية. وتحدث الوزير عن قضية إعادة جماجم المجاهدين الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية معتبرا هذه القضية دليلا إضافيا على بشاعة الإستعمار الفرنسي الذي لم يتوقف عند قطع رؤوس مجاهدينا الأبطال بل راح يضعها في متاحف كأنها مجرد أشياء لكنه لم يقدم توضيحات إضافية بشأن مبادرات استعادة هذه الجماجم مكتفيا بالقول إن هناك تنسيقا منذ مدة مع وزارة الخارجية للعمل على هذا الملف. الإرهاب الرسمي الفرنسي يعتقل جماجم شهداء جزائريين! أطلقت جمعية مشعل الشهيد نداء مرفقا بعريضة توقيعات من أجل استرجاع جماجم أبطال المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي. وترمي هذه المبادرة التي أطلقت من منتدى المجاهد عشية إحياء الذكرى ال54 لعيد الاستقلال إلى تحفيز التفاف المواطنين حول هذا المطلب المتعلق باسترجاع جماجم شهداء المقاومة الجزائرية خلال القرن ال19 ضد الاحتلال الفرنسي حسب ما أكد رئيس الجمعية السيد محمد عباد. وجاء في النداء لنتجند ونقول نعم للاسترجاع التام لسيادتنا وهذا من خلال استعادة جماجم أبطالنا حتى يتم دفنها كما يليق بمقام أصحابها مع رفاق السلاح . ويبلغ العدد المصرح به لجماجم الشهداء 36 والتي يحتفظ برفاتها في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس. وأثناء تدخلها بهذه المناسبة أبرزت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم الجانب القانوني للقضية متطرقة أيضا إلى القوانين الفرنسية وكذا تلك المتعلقة بالهيئات الأممية مثل اليونسكو التي تسمح باسترجاع الجماجم ورفات هؤلاء الشهداء. وصرحت المحامية قائلة نحن مرتاحون جدا على الصعيد القانوني داعية عائلات الشهداء إلى التقرب من الجمعية حتى نتمكن من التقدم في المطلب .