لا تزال حوادث انحراف القطارات بالجزائر متواصلة، كان آخرها أمسية يوم الأربعاء الفارط، حيث أدى انحراف القطار المتجه إلى وادي عيسي بتيزي وزو عن خط السكة الحديدية ما بين محطتي الجزائر نهاية السفر وآغا إلى شل الحركة تماما على هذا الخط إلى غاية صبيحة يوم أمس، ويصل بذلك عدد الحوادث من هذا النوع إلى أكثر من 20 حادثا منذ شهر نوفمبر الفارط إلى يومنا هذا، الأمر الذي أرجعه مسؤولو الشركة إلى قدم الشبكة التي يزيد عمرها عن 40 سنة وتعود أشغال إعادة تهيئتها إلى سنوات السبعينات، وهو ما أصبح يثير قلق الزبائن الذين يزيد عددهم عن 150 ألف مسافر يوميا. يعيش يوميا زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية حالات رعب وهلع وهم على متن القطارات خاصة المتجهة نحو الضاحيتين الشرقية والغربية، بسبب كبح فرامل القطار فجأة ودون سابق إنذار مما يؤدي إلى وقوع الركاب على بعضهم البعض، فضلا عن تسجيل حالات هلع وخوف يوميا بسبب اهتزازات القطارات شعور الركاب بخروجها عن السكة.
انحراف قطار تيزي وزو يشل الحركة عاش زبائن الشركة أمسية يوم الأربعاء الفارط حالة رعب كبيرة وغليان بالمحطات بسبب انحراف القطار المتجه من العاصمة إلى ولاية تيزي وزوي عن السكة الحديدية قريبا من محطة آغا في حدود الساعة الرابعة وربع، ولحسن الحظ أن القطار كان شبه فارغ، الأمر الذي أدى إلى غلق الخط إلى غاية صبيحة أمس بعد إعادة القطار إلى مسار السكة وإصلاح العطب الموجود بها. وقد تسبب انحراف القطار في تسجيل اضطراب في الحركة إلى غاية مساء أمس، الأمر الذي أثار سخط الزبائن الذين بدت عليهم أمس ملامح القلق والتوتر خاصة أن القطار الوسيلة الأكثر استعمالا من قبل الجزائريين.
تأخرات لساعات بسبب أعطاب تقنية متكررة أصبح مستعملو القطارات لاسيما بالضاحيتين الشرقية والغربية أثناء تنقلهم عبر هذه الوسيلة من النقل ينتظرون وقوع أي شيء يمنع القطارات من مواصلة السير، وهذا بالنظر إلى الأعطاب المتكررة التي أصبحت تسجل تقريبا بمعدل مرة في الأسبوع سواء بسبب وقوع كابل كهربائي أو حدوث عطب بالسكة وغيرها. وحسب مستعملي القطارات فقد سجلت في ظرف أسبوعين، ثلاثة أعطاب، الأول وقع على مستوى محطة حسين داي بسبب وقوع كابل كهربائي أدى إلى شل الحركة تماما لساعات مما أدى إلى اكتظاظ المحطات بالزبائن وسط حالة غليان كبيرة، حادثين آخرين بسبب انحراف القطار عن السكة وقطع الكهرباء. وأكد مستعملو القطارات أن الأعطاب التقنية أصبحت تتكرر باستمرار وعلى مدار السنة، متسائلين عن الأموال الضخمة التي تسخرها الدولة لهذه الشركة بهدف عصرنة وتطوير خدماتها.
قدم السكة الحديدية السبب الرئيسي في تسجيل الحوادث ارجع ياسين بن جاب الله، المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، سبب حادث انحراف القطار عن خط السكة بالقرب من محطة آغا إلى قدم هذه الأخيرة والتي تم برمجتها في وقت سابق لإخضاعها لعملية تجديد، مضيفا أن مشروع تجديد السكك الحديدية انطلق فعليا منذ السداسي الثاني لسنة 2017 وقد مست المرحلة الأولى منه السكة الرابطة بين محطتي الحراش باتجاه محطة العفرون في البليدة والتي تعرف "تقدما ملحوظا" في وتيرة الانجاز. وقال المدير العام للشركة، أول أمس، في تصريح إعلامي أن الأشغال المبرمجة لتجديد السكة الحديدية ستمس تدريجيا كل خطوط الضواحي الشرقية والغربية، مؤكدا أن الأمر يتطلب بعض الوقت لان العمل ضمن شبكة للسكة الحديدية يتم استغلالها في نفس الوقت ليس ب"الأمر السهل" وهو ما تسبب كذلك في تأخر مواعيد القطارات بالضاحية الغربية (الجزائر-العفرون). تجدر الإشارة إلى أنه حفاظا على سلامة المواطنين قامت الشركة بغلق خط السكة الحديد بين محطتي الجزائر وآغا إلى غاية صبيحة أمس، وتم الإستعانة بحافلات النقل "إيتوزا" لنقل الركاب المتجهون إلى ساحة الشهداء وذلك على عاتقها.
انحراف 15 قطارا عن مساره خلال شهر نوفمبر فقط سجّلت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، انحراف 15 قطارا بمحطتي الجزائر وقسنطينة خلال شهر نوفمبر الفارط، مما تسبب في تأخرات وإلغاء العديد من الرحلات، فضلا عن حوادث أخرى منذ مطلع السنة الجارية 2018. وكان أخر انحراف للقطار عن السكة الأربعاء الفارط بمحطة آغا، مما أدى إلى تسجيل تذبذب كبير في حركة سير القطارات على مستوى كل خطوط النقل، خاصة بالضاحيتين الشرقية والغربية وعلق مئات المسافرين بمحطات النقل في انتظار القطارات في ظل غياب بديل آخر، خاصة على مستوى بعض المحطات أين تبعد مواقف الحافلات عنها فضلا عن الاكتظاظ الكبير بها بالنظر إلى توقف القطارات عن السير. وبمحطة القطار بقسنطينة تم تسجيل 12 انحرافا للقطارات عن مسارها، ما نتج عنه إلغاء رحلات ليوم كامل وشل تام لحركة القطار. وفي إطار تحسين الخدمات التي تقدمها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، ستستلم غدا قطار من نوع " كوراديا" يسير بسرعة 160 كيلومترا في الساعة، ويقدر طوله 110 أمتار وتمكنه استيعاب 254 مسافرا، وحسب ياسين بن جاب الله المدير العام للشركة فإن هذا القطار سيدخل مرحلة التجريب شهر فيفري الداخل على أن يدخل حيز الخدمة شهر مارس المقبل في انتظار استلام قطارات أخرى من نفس النوع ستربط عاصمة البلاد بمدن كبرى كوهران وقسنطينة وغيرها.