رغم الإجراءات التي أقرتها الحكومة للتقليل من أزمة حليب الأكياس المدعم، إلا أن المواطن في عدة ولايات من الوطن ما يزال يقف في طوابير طويلة من أجل الظفر بكيس حليب واحد وبشروط البائع أو شراء الحليب البقر الذي يفوق سعره 50 دج للتر الواحد، مما أثار موجة غضب بعدة ولايات في الأيام الأخيرة حيث اتهم مواطنون مسيري الملبنات بتورطهم في الأزمة باحتكار المادة وتوزيعها على المعارف، متسائلين من يقف وراء هذه الأزمة التي تعود لأكثر من ثلاثة أشهر. بالإضافة إلى الحديث عن احتجاجات التلاميذ على المستوى الوطني لمطالبة وزيرة التربية الوطنية بإلغاء قرارها بخصوص عزل الأساتذة المضربين وتعويضهم بمستخلفين جدد ليس لديهم أية خبرة في التعليم، لا حديث للمواطنين بمختلف الأماكن العمومية كالقطار ومحطات الحافلات وغيرها سوى عن أزمة الحليب المدعم التي لم تجد لها السلطات العليا في البلاد حلا، رغم عديد الإجراءات التي أعلنت عن اتخاذها كفتح تحقيق مع الملبنات وغيرها من الإجراءات الأخرى التي جاءت بهدف التقليل من الأزمة، إلا أن الواقع يؤكد أن كل تلك الإجراءات فشلت في إنهاء متاعب المواطن في البحث عن "شكارة" حليب.
طوابير أمام المحلات منذ الفجر أكد مواطنون من بلديات العاصمة وما جاورها أن نقص مادة حليب الأكياس المدعم بالمحلات المختصة في بيعها دفع بهم للنهوض باكرا في حدود الساعة السادسة صباحا والتوجه نحو المحلات للوقوف في طوابير في انتظار قدوم شاحنة توزيع الحليب لعل الحظ يحالفهم ويحصلون على كيسين من الحليب. وقال سكان بلديات الجزائر الوسطى، سيدي امحمد، حسين داي، باب الزوار، الدار البيضاء والرويبة بالعاصمة أنهم لا يحلمون بالحصول على حليب الأكياس المدعم في ساعات النهار، كون لا أثر له بالمحلات، وعلى الراغبين في الظفر بهذه المادة النهوض باكرا والتوجه مباشرة نحو المحلات. ترقب قدوم شاحنات توزيع الحليب في الفترة المسائية والتوقف في طوابير طويلة بعدة أحياء من مدينة بومرداس، هي يوميات المواطنين القاطنين بها والذين ينتظرون قدوم شاحنات توزيع الحليب التي أصبحت تبيع هذه المادة في الفترة المسائية بدلا من الصباحية واتخذت من بعض المساحات مكانا لها ينتظر فيه مئات المواطنين قدومها، تاركين كل أشغالهم ومصالحهم في سبيل الحصول على الحليب مثلما لاحظته "السلام" في الأيام الأخيرة وأكده لنا عشرات المواطنين من المنطقة. صور الطوابير الطويلة تشهدها أيضا عشرات المحلات ببلديات ولايات عين الدفلى والمدية والشلف وتيسمسيلت وتيارت هذه الأخيرة التي قرر قاطنوها مؤخرا مقاطعة حليب الأكياس وتعويضه بحليب البقر والماعز تحت شعار "اتركوها تروب" مثلما دعا إليه مواطنون عبر الصفحة الخاصة بالولاية على مواقع التواصل الاجتماعي.
مديرية التجارة لولاية البليدة في قفص الاتهام حسب مصادر من ملبنة بني تامو في ولاية البليدة، فإن مديرية التجارة للولاية تقوم بتحويل حصة بلدية بني تامو من الحليب المدعم مؤقتا إلى بلدية أولاد يعيش لتدعم النقص المسجل في المادة بالمنطقة وضواحيها، ما تسبب في خلق أزمة حليب كبيرة في بلدية توجد بها ملبنة للحليب. تجدر الإشارة إلى أن عددا من بلديات ولاية البليدة تعاني من أزمة الحليب المدعم واستفزازات التجار الذين يفرضون عليهم اقتناء أنواع أخرى من مشتقات الحليب مقابل الحصول على كيسين من الحليب المدعم. والملاحظ بعدد من بلديات الولاية على غرار بلدية حمام لوان تحول المواطن لاقتناء حليب البقر رغم ارتفاع أسعاره حيث قال نور الدين مواطن يقيم بالمنطقة السياحية "على الأقل حليب البقر نحصل عليه دون طوابير ولا شروط من قبل البائع فضلا عن كونه حليب صحي خاصة بالنسبة للأطفال".
مواطنو بودواو يؤكدون تورط مسؤولين في الأزمة من جهتهم، سكان بلدية بودواو التي توجد بها ملبنة تنتج الحليب المدعم "بودواو" ومختلف أنواع الأجبان، اتهموا بعض المسؤولين بها بتورطهم في الأزمة التي تعاني منها الولاية منذ أشهر، وحسب مصادرنا برروا اتهاماتهم بتعمد بعض المسؤولين بالتوزيع الغير عادل لمادة الحليب بين الموزعين. وتجدر الإشارة إلى أن مديرية التجارة لولاية بومرداس وعلى لسان المسؤولة عن القطاع سامية عبابسة في تصريح لها مؤخرا أكدت أن مصالحها اتخذت كل الإجراءات اللازمة لتفادي المضاربة في أسعار حليب الأكياس المدعم ومعاقبة المتسببين في تحويل وجهته، على غرار بيعه للمقاهي وغيرها.
تجار عاجزون عن تقديم الأعذار لزبائنهم من جهتهم، تجار التجزئة المختصين في بيع حليب الأكياس المدعم بالعاصمة أصبحوا لا يجدون أعذارا أمام زبائنهم الذين يترددون عليهم يوميا من أجل الحصول على حليب الأكياس، مرجعين سبب نفاذها بمحلاتهم في الساعات الأولى من اليوم إلى الكميات القليلة منه التي تمنح لهم، مما جعلهم في ورطة، خاصة أن البعض منهم –يقول صاحب محل تجاري بالحراش- يطالبهم بترك لها أكياس من الحليب كونهم من الزبائن الدائمين والأولوية لهم.