يشتكي العديد من الرجال من أمراض جنسية مختلفة وأهمها ضعف الانتصاب وسرعة القذف سواء كان ذلك قبل الزواج أو بعده وخصوصا في الفترة الأولى منه، ولكن الخطأ الذي يحسب على البعض منهم نتيجة غياب الثقافة الصحية هو الإقبال على المنشطات الجنسية وبعض الأعشاب الطبية دون وجود وصفات طبية تستوجب استهلاكها ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. تتوفر لدى الصيدليات بعض الأدوية التي تعالج الضعف الجنسي ومختلف مشاكل الجماع ولكن الملاحظ هو شراء هذه الأدوية ونقصد تحديدا المقويات الجنسية دون الامتثال إلى تشخيص مسبق، وهذا ما صرح به لنا خالد، صيدلي، مؤكدا أن العديد من الرجال المتزوجين وحتى العزاب منهم يقتنون هذه المقويات، إذ يقصد العديد منهم الصيدليات أو حتى باعة الأعشاب بغية الحصول على تلك المنشطات بطريقة أقل ما يقال عنها أنها عشوائية، فهم لا يدركون حتى إن كانوا بالفعل هم بحاجة إليها، لأنهم وبكل بساطة لم يقصدوا الطبيب قط، مضيفا في نفس الجانب أن البائع ليس من حقه الامتناع عن بيع هذه المنشطات، ولو علم أن المشتري ليس متزوجا، في حين تلتزم بعض الصيدليات في بيع تلك المنتجات الدوائية بضرورة توفر الوصفة الطبية، وفيما يتعلق بالمستخلصات العشبية فلايزال الطب البديل بحاجة إلى قوانين تضبط عملية بيع مختلف الأعشاب الخاصة بالأمراض الجنسية حسب ما أكده لنا السيد كمال طبيب أعشاب قائلا: «جل الأعشاب التي تعرف بكونها فعالة في علاج الضعف الجنسي تباع بطريقة عشوائية وبدون وجود وصفة، لأنه وفي الحقيقة لا يوجد تشخيص مسبق من طرف المريض».ومن جهة أخرى، يؤكد خالد أن الإقبال على شراء الواقي من طرف الشباب كبير جدا يفوق ما هو عليه فيما يخص المقويات الجنسية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الوعي بالجانب الوقائي، فيما يتعلق بالأمراض المتنقلة جنسيا. المنشطات قد تكون السبب في العديد من الأمراض الجنسية إن الاستهلاك غير المقنن للمنشطات الجنسية ينعكس سلبا على قدرة الرجال في الجماع، حيث يروي لنا الصيدلي عن بعض الحالات التي ترددت عليه ومنهم رجل متزوج منذ عامين كان يستهلك المنشطات الجنسية قبل الزواج بشكل كبير في إطار علاقة غير شرعية، واستمر على ذلك الحال حتى بعد الزواج وكانت حجته في ذلك زيادة فرص الحمل لدى الزوجة في أقرب وقت ممكن، خاصة وأنه قلق على مرور عامين دون ظهور أي بوادر حمل، يضيف الصيدلي: «كان يقول لي أنه أجرى تحليل السائل المنوي فوجد أن كمية وسرعة الحيوانات المنوية عادية وتحاليل الزوجة جد طبيعية، ولذا رأى أن الخلل يكمن في قدرته الجنسية التي يجب أن تتضاعف على حسب اعتقاده»، يؤكد: «امتنعت عن البيع له إلا بوصفة طبية، ولكنه عاد بعد فترة حاملا وصفة طبية من طبيب مختص لشراء بعض الأدوية الجنسية بعد أن أجرى تشخيصا أثبت إصابة الخصية لديه بالدوالي، وكان السبب الرئيسي حسبم ا أكده له الطبيب المعالج هو الإفراط في تناول المنشطات الجنسية التي اقتناها من بعض الصيدليات دون أي وصفة تذكر وكانت النتيجة ضرورة إجراء عملية جراحية للدوالي على الخصية». أما آخر، فأكد أنه ذهب إلى الطبيب المختص، ولكنه لم يصف له أي علاج محدد، وقال أن سبب ضعف الخصوبة عنده هو التدخين، ما أدى به إلى طلب المقويات الجنسية دون أن ينقطع عن التدخين. وعن عينة أخرى، يروي الصيدلي عن رجل آخر قصده بغية اقتناء تلك المنشطات دون وصفة، وكان السبب أنه لا يستطيع مجامعة زوجته لأكثر من مرة في اليوم، لذا يشعر أنه عاجز جنسيا، والأمر نفسه بالنسبة للكثيرين ممن وجدوا من طب الأعشاب بديلا عن الأدوية الكيميائية حتى فيما يخص المنشطات الجنسية التي عوضتها بعض الأعشاب التي تشهد إقبالا كبيرا من كلا الجنسين، وفي السياق ،يضيف محدثنا أن أحدهم كان يستعمل الأعشاب الطبية كمقويات جنسية حصل عليها من أحد الباعة، لكنه لم يسجل أي تحسن ما دفعه لاقتناء المنتجات الدوائية من الصيدلية وذلك دون أن يقصد الطبيب، بل رأى أنه يعاني نقصا في القوة الجنسية فتصرف من تلقاء نفسه.قد يفكر الرجل ألف مرة قبل أن يقصد الطبيب المختص في علاج أمراض الذكورة، كون الأمر مخجل للبعض ما يفسر الإقبال على المقويات الجنسية بدون وصفات طبية وبالتالي قد يكون الرجال هم السبب في العديد من الأمراض الجنسية التي تصيبهم دون أن يدركوا ذلك. ضعف الرقابة وقلة الوعي وراء الظاهرة هناك عدة عوامل متداخلة ترتبط بعشوائية الإقبال على المنشطات الجنسية، ويرجع الصيدلي المتحدث أهمها إلى ضعف الرقابة الدوائية عند بعض الصيدليات ممزوجة بقلة وعي الشباب فيما يخص أمور الجنس وأمراضه بطريقة صحية، لتزيد بعض الإعلانات الإشهارية من تأزم الوضع سواء ما تعلق بالأدوية الكيمائية أو حتى الأعشاب التي يقال أنها فعالة في معالجة أمراض الذكورة وعلى رأسها الضعف الجنسي، يقول: «إن هذه الأدوية لا يجب أن تباع من طرف الصيدلي بدون وجود وصفة من طبيب مختص». هذا وأشار في نفس السياق إلى ضعف الدور الوقائي ونقص الثقافة الصحية لدى المريض، مؤكدا وجود بعض الصيدليات التي تسعى للربح من خلال بيع أدوية الضعف الجنسي. وما يزيد الطين بلة أن بعض الشباب يتعاملون مع الأدوية الخاصة بالضعف الجنسي كنوع من أنواع المنشطات وأغلب هؤلاء يكونون من الشباب الذين يعانون من الانغماس في الإباحية ما يجعلهم مدمنين عليها في حين هناك بعض الأزواج يقبلون عليها دون أي استشارة طبية وهذه بداية الخطر. الخطر في المضاعفات أمام الإقبال الكبير على هذه الأدوية وبمرور الوقت تنقص فعاليتها وبالتالي يزيد من الجرعة وبعد فترة تقل استجابته للمنشطات ما يفسر أنه يأخذ جرعات عالية من الدواء ولكن لا تحدث استجابة بالقدر المتوقع، هنا يزداد شعور الفرد بالضعف حسب ما أوضحه الصيدلي قائلا: «أن المقويات الجنسية من شأنها أن تزيد من توتر الأعصاب، خاصة لما يأخذ الفرد جرعات معينة، ولكنه يرى نفسه لا يستجيب لها ما يؤدي مع مرور الوقت إلى عجز جنسي، ويشير في نفس الوقت أن الكثيرين أصبحوا يعرفون تلك الأدوية أكثر من الأطباء أنفسهم. هذا وتطلق بعض الجهات إعلانات عن بعض الأدوية الكيميائية أو العشبية على أساس أنها ترفع من القدرة الجنسية للرجل ما يؤدي بهم إلى تجربتها دون تشخيص طبي للحالة، كون قيمة الرجولة عند بعض الرجال تقتصر على حجم الخصوبة عندهم، وهنا يتجلى الدور الذي يجب أن تلعبه الجهات الرقابية حسب ما أكده لنا الصيدلي قائلا: «إن الجهات الرقابية تبقى تتحمل جانبا من المسؤولية، فبعض الصيدليات لا يهمها شيء سوى تحقيق المكاسب المادية، فأحيانا الصيدلي يعرف أن الشاب الذي يقتني تلك المنشطات أو الواقي لممارسة علاقات غير شرعية، ولكن لا يمكن أن يمتنع عن بيعها له، فأنا مثلا جاءتني مراهقة رفقة شاب كان في انتظارها بالسيارة طالبة مني شراء واق بعد أن كتب اسمه على ورقة»، يضيف: «في البداية كنت سأقول أنني لا أملكها، ولكن ضميري المهني أنبني، وأنا ليس بوسعي منعهما عما يريدان فعله، فبعته لهم لأخفف الضرر بتقديم الوقاية»، أما بخصوص المنشطات الجنسية فيقول: « غم أن بعض الصيادلة يدركون خطرها على صحة الشباب، ولكنهم لا يتوانون عن بيعها دون وصفة رغم أنهم يعلمون أن بيعها يتطلب رخصة، وهذا ما يجب أن يعلمه كل الصيادلة البائعين ولكن البعض منهم يتجاهلون الأمر بغرض المكاسب». هذا ويضيف الصيدلي أن ما يجب إدراكه أن هذه المنشطات هي في الحقيقة عبارة عن أدوية قد تنفع جسما وتضر آخر، وقد تكون فعالة لدرجة معينة ولا نلجأ إليها إلا عند الضرورة الصحية، كما أن هناك مرضى يمنع أن توصف لهم المنشطات الجنسية وهذه هي الرسالة المهمة التي يجب تبليغها لهم. وبخصوص العلاقة الزوجية، فهي دائما يجب أن تكون تلقائية، وتتم بين الرجل والمرأة دون إكراه ولا إجهادو وعدد مرات الجماع ليست مؤشرا على قوة الخصوبة.