تؤرق عملية التسنين العديد من الأمهات نتيجة الاضطرابات العضوية والعصبية التي تطرأ على الطفل, وأحيانا يحدث نوع من التأخر في ظهور الأسنان عنده مما يتطلب عناية خاصة تلتزم منا الوقوف عندها. يكون ظهور الأسنان الأولى للطفل حدثا هاما بالنسبة للأم, ولكن لا يلبث في أن يصبح مشكلا حقيقيا في حال لم تعرف كيف تتعامل مع الوضع, تقول كريمة: «فرحت كثيرا لما بدأ طفلي بالتسنين, ولكن بدأت تنتابه بعض الأعراض التي غيرت مزاجه كثيرا ففقد شهيته للأكل وأصبح كثير البكاء», هذا وتتدرج الأعراض التي يعاني منها جل الأطفال خلال مرحلة التسنين بين اضطرابات في النظام الغذائي والنوم إضافة إلى التشنجات العصبية واضطرابات المزاج لدى الطفل, حيث تتذكر سميرة ما عانته مع ابنتها خلال عملية التسنين قائلة: «كان لعابها يسيل كثيرا, كما ترتفع درجة حرارتها ما يجعلها لا تستطيع النوم ليلا», أما كاتيا تسعة أشهر فأكدت أمها أنها تعض كل من تجده أمامها, هذا وأجمعت العديد من الأمهات أن ظهور الأسنان الأمامية من الفك العلوي أصعب مرحلة في التسنين عند بعض الأطفال, حيث تقول أمال أن طفلها عانى من إسهال حاد خلال ذلك إضافة إلى رفضه للأكل, وعن تعاملهم مع الوضع, فأكدت بعض من تكلمن عن تجربتهن خلال هذه المرحلة أنهن لجأن للرضاعة الاصطناعية وبالكاد تنزع الزجاجة من فم أطفالهن الذين يعمدون إلى شد المصاصة الاصطناعية أو أي شيء آخر يشفي غليلهم. وعن مرحلة التسنين عند الطفل, يفيد مصطفى برداوي, طبيب أسنان, قائلا أنه ومن العادة ما تتراوح عملية التسنين بين ستة أشهر والعامين ويبدأ بظهور الأسنان الأمامية من الفك السفلي ودائما تظهر أسنان الفك السفلي قبل الفك العلوي ويكون ظهور القواطع سابقا للأضراس, حيث تظهر الأسنان في كل من جانبي الفم بصورة موازية. تأخر ظهور الأسنان لا يستدعي القلق أما فيما يخص تأخر التسنين لدى الطفل, فيطمئن طبيب الأسنان الأمهات على أنه أمر جد طبيعي لا يدعو للقلق, ولكنه يكون عادة نتيجة لنقص في الفيتامينات لاسيما ما تعلق بالفيتامين «د» والذي يعتبر المقوي للعظام, كما يمكن أن يتأخر بعض الأطفال في ظهور أسنانهم نتيجة عوامل وراثية ولكن هذا لا يمنع إلزامية الاستشارة الطبية في حال تأخرت العملية, ولكن يستبعد ذلك التأخر على أنه ناتج بالضرورة عن نقص النمو البدني للطفل, وفي نفس السياق يشير طبيب الأسنان أن عملية التسنين تختلف من طفل إلى آخر, فنجد من تظهر أسنانه بصورة بطيئة مقارنة مع آخر رغم أنهما يكونان في نفس العمر, وفي تفسيره لتلك الأعراض التي تلازم الطفل خلال بداية ظهور الأسنان يؤكد طبيب الأسنان أن الطفل يشعر خلال مرحلة التسنين بآلام في اللثة, ما يفسر أنه يرفض الطعام المقدم له, حيث يزيد الألم بملامسة الطعام للثة ما يتسبب بتلك الاضطرابات في المزاج والعصبية. هذا ويؤكد الطبيب أنه وخلال عملية التسنين ترتفع نوعا ما درجة حرارة الجسم ولكن وبالمقابل لا يمكن أن نجزم أن هذا الارتفاع في درجة حرارة الطفل نتيجة ظهور أسنانه, إذ يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى وراء ذلك يجب الانتباه لها, خاصة وأن الحمى هي العارض الأكثر ظهورا عند الطفل خلال المراحل العمرية الأولى على اعتبار نقص مناعته عندما يكون صغيرا فيكون جسمه بذلك عرضة لكثير من الأمراض. هذا ونصح محدثنا الأمهات خلال مرحلة التسنين بضرورة العناية بغذاء الطفل وتوفير الغذاء الذي يتطلب المضغ على اعتبار أن المضغ من شأنه المساعدة في نمو الأسنان ما يفسر توفير بعض الأمهات لقطع اللحم للطفل من أجل تقطيعها بأسنانه, كما يمكن الاستعانة «بالمصاصة المطاطية» التي من شأنها مساعدة الطفل على ظهور أسنانه وتقلل نوعا ما من الحكة التي تلازم لثته, ويؤكد الطبيب أهمية استمرار الأم في الرضاعة فهي جد مهمة خلال هذه الفترة وإن انزعجت الأم من أسنان الطفل ولكن عليها دوما الالتزام بالهدوء في تعاملها معه, كما ينصح دائما بتفادي تقديم المأكولات الباردة أو الجامدة أو المسكرات, وفي حال وجود آلام حادة يمكن تقديم بعض المسكنات بعد استشارة الطبيب. وفي الأخير يجدر الذكر أن العناية بالأسنان تبدأ منذ ظهورها, لذا يجب التزام الأمهات بضرورة العناية بنظافة أسنان الطفل.