تم تكريم روح الفنانة الفقيدة عائشة عجوري التي عرفت باسمها الفني كلثوم يوم الأربعاء الفارط، في افتتاحية الطبعة الأولى للمهرجان الوطني الثقافي للإنتاج المسرحي النسوي، وذلك في أجواء مميزة وبحضور عديد الوجوه الفنية من داخل وخارج الوطن وجمهور واسع من سكان عنابة وهواة الفن الدرامي. تتبع الجمهور الذي توافد بقوة على قاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بالمناسبة شريطا مصورا من إخراج علي عيساوي من المحطة الجهوية لقسنطينة للتلفزيون الجزائري حول حياة الفنانة الراحلة، اكتشف من خلاله المسيرة الفنية والمهنية الثرية للفنانة كلثوم التي دخلت عالم الفن والتمثيل وهى في ريعان شبابها. وقد اكتشف موهبة الراحلة كلثوم أب المسرح الجزائري محيي الدين بشطارزي وذلك سنة 1935 بالبليدة واقترح عليها آنذاك خوض تجربة فنون الغناء والرقص والتمثيل. فكانت في مستوى تطلعات من راهنوا على قدراتها الفنية ومواهبها الكامنة، حيث أكدت كلثوم خلال جولة فنية بفرنسا وبلجيكا على قدراتها الفنية. وشاركت الفنانة عائشة عجوري في سبعين مسرحية وحوالي عشرين فيلما وسجلت قبل سنة 1962 خمس أسطوانات غنائية من بينها أغنيتي “يا أولاد العربان وعهد اثنين” وبعد ولادة ابنها الأول اعتزلت الفنانة الغناء. وبعد الاستقلال استأنفت الفنانة عائشة عجوري نشاطها الفني والتحقت سنة 1963 بفرقة المسرح الوطني الجزائري، حيث وقفت على الخشبة إلى جانب كبار رجال ونساء المسرح الجزائري أمثال نورية وعبد القادر علولة ومصطفى كاتب وحاج عمار وعلال المحب وسيد أحمد أڤومي. ومكنتها عودتها إلى الفن من المشاركة في عدة أعمال مسرحية وأكثر من عشرين فيلما من أبرزها “ريح الأوراس” للمخرج محمد لخضر حمينة. وولدت عائشة عجوري في أفريل 1916 بمدينة البليدة ورحلت عن الساحة الفنية الجزائرية عن عمر ناهز ال 94 سنة تاركة وراءها إرثا فنيا كبيرا. وتميز حفل افتتاح المهرجان الوطني الثقافي للإنتاج المسرحي النسوي الذي حضره ممثل عن وزارة الثقافة وسلطات الولاية بتقديم عروض موسيقية في الفن الأندلسي بمشاركة جمعية “الصادق البجاوي” و “المدرسة البلدية للموسيقى بعنابة وتكريم مجموعة من الفنانات ومحترفات الإنتاج المسرحي من بينهن المخرجة فوزية آيت الحاج والممثلة عايدة كشود. وستشهد هذه التظاهرة عرض ما لا يقل عن 12 عملا مسرحيا من ولايات الجزائر العاصمة وقسنطينة وعنابة وسكيكدة وباتنة وسيدي بلعباس من بيها سبع مسرحيات مبرمجة للمنافسة الرسمية. وسيستضيف المهرجان فرقتين مسرحيتين من تونس والسودان على التوالي “مسرح الليل” الذي سيشارك بمسرحية “التمرين” وفرقة “هدى مامون بمسرحية” احتراق”.. وإلى جانب اللقاءات الفكرية التي ستخصص لمكانة المرأة في المسرح الجزائري ستنشط ورشات بدار الثقافة والفنون محمد بوضياف حول فني التمثيل والإخراج. وبرمجت في إطار هذه التظاهرة التي تنظم بمبادرة من وزارة الثقافة وتتواصل إلى غاية 31 جانفي الجاري عروضا خاصة بالأطفال وأخرى جوالة لفائدة جمهور الفن الدرامي بقسنطينة وسكيكدة وكذا بالإقامة الجامعية بشعيبة عنابة.