تنكح المرأة لجمالها, مالها أو دينها, متغيرات لاتزال قائمة في اختيار الرجل لمن يريدها أن تكون شريكة لحياته؛ ولكن الطاغي أن تفكير الكثير من الشباب صار ينصب في قوام المرأة وجمالها وقلّ ما نجدهم يولون اهتماما كبيرا لفكر المرأة, مستواها ونظرتها للحياة, هذا ما أجمعت عليه بعض من تحدثن معهن حول الموضوع, حيث أكدن أن بعض الرجال لا يهمهم من المرأة سوى أنوثتها وقليلون من يسعون للزواج من امرأة لمتغير آخر غير شكلها. قد يعتقد البعض أن عادات بعض العائلات في اختيار زوجة لابنهم قد زالت, ولكن الواقع يثبت عكس ذلك, فكم من فتاة رفضت من أهل الخطيب لا لشيء سوى أن شكلها لم يعجب أمه أو واحدة من قريباته وهذا هو العيب الذي لا يحسب على الزواج التقليدي حسب ما أكدته بعض من تعرضن لمواقف حرجة رفضن فيها كونهن لا تتمتعن بقدر وافر من الأنوثة, وعن هذا تقول سمية 27: «تقدم لخطبتي لحد الآن ثلاثة رجال لم أعرف أيا منهم, بل كانت خطبة تقليدية وفي كل مرة تحضر نساء من أهل بيت المعني ولكنهن يرددن في كل مرة عبارة «كل عطلة فيها خير», ورغم أنني ذات مستوى تعليمي عال, إلا أن ذلك لم يكن ما أراده كل خطيب, فجسمي النحيف وقف حجر عثرة في وجه زواجي». يصارحها أن علمها وعملها لا يسمن ولا يغني من جوع هو موقف آخر لنسرين 26 سنة طالبة بكلية الطب تروي عن تجربتها مع رجل عقدها لدرجة أنها صارت ترفض الزواج من أي كان: «بحكم دراستي كنت أهمل نفسي كثيرا ولم أكن أملك الوقت الكافي للاعتناء بمظهري كبقية الفتيات, كما لم أكن أعتقد أنني سأقع يوما في حب أحدهم, ولكن كتب علي أن أتعرف على طالب معي في نفسي الكلية كان يوليني اهتماما خاصا وكنت أرى فيه زوج المستقبل, وبعد علاقة دامت ثلاث سنوات طلبت منه توضيحا لمصير تلك العلاقة, وكم كانت مفاجأتي كبيرة عندما قال لي وبكل جرأة أنني لا أعجبه من حيث الشكل, فأنا لا أتمتع بأنوثة جذابة, كما يريدها هو, ومن شدة غضبي صرخت في وجهه قائلة أن مستواي وأخلاقي أرقى من الشكل الذي يبحث عنه, ولكنه أجاب بكل برودة أن مستواي وعملي في المستقبل لا يهمه», تضيف: بعد فترة ليست ببعيدة سمعت أنه خطب ابنة خاله التي لها مستوى الرابعة متوسط ولكنها تتمتع بجمال وأنوثة بارزة». نساء يحيين عادة الملامسة لتفحص جسد المخطوبة تقني سامي في الإعلام الآلي تُرفض, لأن صدرها غير ممتلىء, هي تجربة أخرى عاشتها وسيلة 33 سنة التي لم يشفع لها منصبها في الزواج تقول: «صحيح أن منصبي كان محل إعجاب الكثير من الرجال ولكنهم سرعان ما يغيرون رأيهم باقتراح من أهلهم ممن حضروا لرؤيتي»,تضيف: «اقشعر بدني من أم الخطيب التي صارت تتلمسني, حيث أرجعتني إلى زمن غابر, أين سادت بعض العادات في مجتمعنا تمارسها نساء للتأكد أن من ستكون زوجة لابنها يجب أن تكون فائقة الأنوثة, وهو الخيار الذي لا مفر منه, إلا في حال كان الشاب يعرف تلك الفتاة»,تؤكد: «أعلم جيدا سبب رفضهم لي رغم أنني ناجحة في حياتي العملية, فقد قالت أم أحدهم لبعض المقربين أنها لا يمكن أن تخدع ابنها وتزوجها امرأة غير ممتلئة الصدر». هي تصرفات قد تكون عفوية من بعض النساء, كونهن نشأن في بيئة اجتماعية تكون أنوثة المرأة القيمة الأساسية في زواجها ولكنها تؤثر كثيرا في نفسية بعض النساء, تقول أحلام 30 سنة: «أخجل كثيرا من نفسي, لأنني أعرف أن شكلي لا يعجب الرجال ما يجعلني أنعزل كثيرا ولا أتفرغ سوى للدراسة, خاصة وأنني أسمع همسات قريباتي في كل مرة أجتمع فيها على أنني نحيفة لدرجة أستطيع فيها الاختباء وراء عصا المكنسة وأن لا أحد سيقبل بي إذا لم يزد وزني». نظرة الرجل للمرأة لا يمكن أن تكون واحدة إن التجارب السابقة لا تعني أن رؤية كل الرجال للمرأة واحدة, حيث يوجد منهم من ظفر بذات العلم والخلق بغض النظر عن شكلها ومدى أنوثتها, إلياس واحد منهم, تعترف زوجته أنها ما كانت تحلم برجل مثله, كونها غير جميلة ولا تتمتع بأنوثة كبيرة, ولكنها تؤكد أن فكر زوجها أرقى من الأمور الثانوية التي يفضلها بعض الرجال في المرأة, فهو اختار فيها المرأة الحنونة, المثقفة وذات الأخلاق الحميدة ولا يهمه غير هذا. هذا ويفسر الأخصائيون النفسانيون تفكير الرجل في المرأة كجسد أنثوي جذاب راجع لطبيعة الذكر بتكوينه الرجولي, وعن هذا تقول أم إكرام أخصائية نفسية أن الرجل يختلف كثيرا عن المرأة من حيث التفكير في الجنس, فهو يفكر في العلاقة الحميمية أكثر منها ما يجعله يرى المرأة كجسد ويفضل دوما أن تكون زوجته أكثر أنوثة وهي غريزة إنسانية أساسية خلقها الله في الإنسان. لاعلاقة بين قمة الأنوثة ونجاح العلاقة الحميمية هذا وأشارت الأخصائية النفسية أن الخطأ الشائع لدى الكثير من الرجال أن المرأة الأكثر أنوثة هي الأكثر قدرة على ممارسة العلاقة الحميمية, ولكن تؤكد أنه ومن الناحية العلمية تبين أن نجاح العملية الجنسية لا علاقة له بحجم أنوثة المرأة وجسدها النحيف أو البدين, فذلك لا يؤثر سلبيا على الهدف من العلاقة إلا في حال وجود خلل فيزيولوجي, تقول: «إن تفكير الرجل في المرأة كهدف جنسي قائم مهما كانت طبيعة هذا الرجل وطريقته في التفكير, فإنه لا يمكنه أن ينكر رغبته الجامحة في أن تكون زوجته جميلة شكلا ومضمونا, أما ما تعلق بجسدها فهو يرى منها شريكة في العملية الجنسية, فالمرأة تختلف عن الرجل وقد تثار بكلمة في حين أن الرجل لا شيء أفضل له من امرأة في كامل أنوثتها, غير أن شخصيته قد تتحكم لدرجة معينة في هذه الرغبة».