هل تسيّطر المرأة على العالم؟ البعض يؤكّد أن النساء صرن المفضلات في سوق العمل لدى أصحاب الشركات لتفوقهن، إضافة إلى الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي للمرأة الذي يكبر يوما بعد يوم! عن هذا التحوّل في مفهوم الرجولة، وما أصاب الأنوثة، وكيفية الخروج من أزمة الرجولة والأنوثة معًا.. نقرأ دراسات، ونطالع كتبًا.. ونستمع لرأي العلماء. بداية، تؤكّد الدراسات النفسية والاجتماعية أن هناك سرعة، وتناميًا للكثير من المتغيّرات من حولنا، خاصة الدور الاجتماعي لكل من الرجل والمرأة -قبل وبعد الزواج- لدرجة أصبحت تشكّل ظاهرة اجتماعية في العالمين العربي والأوروبي بعامة، وأزمة نفسية في حياة الرجل -الزوج- وتحديًا لمفهوم الأنوثة في حياة -المرأة- الزوجة!. ويؤكّد طبيب نفساني أن هناك بالفعل إحساسًا بالإحباط النفسي، أصاب الجنسين معًا -الرجل والمرأة-! فالقوامة مثلاً المرتبطة بالرجل تعني مسؤوليته عن إعالة الأسرة، وتواصل العلاقة الحميمة الطيبة التي تربطه بزوجته... هذان الشقان هما »رمانة الميزان« في الزواج.. وإن حدث خلل في أحدهما، وتخلى الرجل عن دوره الرئيسي سيتخبط فيما بعد ويؤذي الغير، ليعوض منصبه ومكانته، ومنهم من ينتحر، أو يصاب بالشلل. وهذا المفهوم للرجولة -الهيمنة، والسيطرة، والاستحواذ، والقيادة- يرجع للنشأة، والتربية الأولى التي وضعت تلك المفاهيم الخاطئة لعلامات الأنوثة، وصفات الرجولة، وطبيعة الزواج نفسه. وعن هذه الأمور. تحدث كتاب »أزمة رجولة« الصادر منذ سنوات للإختصاصي البريطاني في علم النفس »أنتوني كلير« الذي قال فيه: »الرجال محبطون، يعيشون تحت وطأة التناقض الاجتماعي الذي وضعهم فيه المجتمع الحديث، مما أدى إلى عدم ثقتهم بأنفسهم، والشعور بعدم أهميتهم في حياة أسرهم، مما دفعهم للتمرد، والغضب، والعنف، والخروج عن كثير من القوانين«. ويستدرك: »الرجال وجدوا أنفسهم مطرودين من الوظائف الرجالية الحقيقية أمام منافسة النساء الساعيات للحصول على أماكنهم، واللاتي أثبتن بالفعل تفوقًا فيها! الرجال تحوّلوا إلى ضحايا، يشعرون برجولة مفقودة.. أمام تحمّل مسؤولية البيت والأبناء«. كما يذكر أنتوني كلير في كتابه أن ثورة النساء في الأربعينيات كانت من أجل مساواة عادلة.. لكنها تحوّلت إلى نصر قائم على هدم بناء المجتمع، فأصبحت الرجولة، والأنوثة، والمجتمع بكامله في أزمة!! ويضيف معللاً: ''النساء لا يشعرن بالسعادة، ولا التفوق، أو الراحة، فالانقلاب الذي حدث بعد فوضى الستينيات لم يمنحهن حياة ذهبية، فالجمع بين الزواج، والأمومة، والدخل المادي، والقوة، والهيمنة، والتسلط يستحيل! وكان لابد من التضحية بشيء على حساب شيء، وإن كانت المرأة قوية، واستطاعت الجمع بين الإثنين فستخسر صحتها، وأعصابها.