لاتزال العائلات الثلاث القاطنة بإحدى العمارات القديمة الواقعة بحي 6 شارع صالح باشا بحسين داي تعيش منذ أزيد من أربعة أشهر حالة من الرعب والتخوف من حدوث كارثة إنسانية يكونون هم ضحاياها بسبب هشاشة بنايتهم المهددة بالانهيار في أية لحظة, والتي ازداد نسيجها العمراني سوءا في أعقاب أشغال البناء التي شرع فيها أحد الخواص بالبناية الملاصقة لعمارتهم, يحدث هذا في ظل ضبابية موقف السلطات المحلية بشأن إجلاء العائلات من الخطر عن طريق إعادة إسكانها في شقق اجتماعية لائقة, أو بمساعدتها على إدخال الترميمات الاستعجالية اللازمة على مساكنها. وتعود مأساة العائلات المذكورة إلى تاريخ الفاتح من شهر أوت 2011 عندما أقدم المالك الجديد للبناية المحاذية لعمارتهم على هدم العمارة بغية إنجاز عمارة جديدة من أربعة طوابق, متسببا بذلك في انهيار الجدار الأيسر من البناية وتعرية أساساتها, كما انجر عن ذلك تصدعات كبيرة على مستوى الشقق, فضلا عن الاهتزازات التي بات يشعر بها السكان جراء الأضرار التي لحقت بشققهم, وهو ما وقفت عنده يومية «السلام» خلال الزيارة الميدانية التي قادتها في وقت سابق إلى عين المكان, ولكن ورغم التحذيرات التي ضمها تقرير المصالح المختصة بالمراقبة التقنية للبنايات التابعة لبلدية حسين داي الذي أوصى بالإخلاء العاجل للعمارة فإن السلطات المحلية لم تتخذ موقفا حاسما تجاه العائلات بترحيلها العاجل, كما عبر عن ذلك أحد السكان في اتصال هاتفي مع الجريدة. وأمام تواصل الأشغال على مستوى البناية الجديدة التي تعرف تقدما وصل إلى انتهاء صاحبها من إنجاز الطابق الأول منها تستمر معاناة العائلات الثلاث التي لم يتبق منها إلا اثنتين من أصل تسع عائلات كانت تقطن بالعمارة بسبب قرار الطرد الذي صدر في حق العائلة الثالثة المتبقية, حيث أعرب محدثونا عن استيائهم من تجاهل المسؤولين المحليين لمطالبهم المتكررة بالترحيل, مناشدين في ذات الشأن الجهات المعنية إلى الالتفات لهم من خلال إدراجهم السريع في عمليات الترحيل القادمة بالبلدية والتي سيستفيد منها أصحاب البنايات القديمة القريبة من مواقع مرور الميترو. وللإشارة, فإن العمارة تصنف ضمن خانة البنايات القديمة المهددة بالانهيار ببلدية حسين داي وفق تقارير عديدة تعود إلى سنوات مضت, منها تقرير يعود إلى سنة 1993 أشار إلى أن أرضية البناية تشهد أضرارا كبيرة تستوجب إدخال ترميمات مستعجلة عليها, الأمر الذي ينذر بوقوع انهيارات مرتقبة, وهو ما حدث بالفعل بمجرد شروع صاحب البناية الجديدة في أعمال الهدم والحفر والتسطيح.