تعيش عشر عائلات بشارع صالح باشا، لافارج سابقا، ببلدية حسين داي في العاصمة، خطرا حقيقيا، كون البناية التي يشغلوها منذ عدة عقود مهددة بالإنهيار على رؤوس قاطنيها في أي لحظة، بعد إقدام أحد الخواص على أشغال الحفر، لإنجاز بناية ملاصقة لها بشكل ألحق أضرارا بليغة، حيث انهار الجزء السفلي في الجهة المقابلة للمشروع وعجلت تلك الوضعية بقاطني تلك البناية إلى الاستنجاد بالسلطات المحلية لترحيلهم، خصوصا أن تقرير الخبرة التقنية للعمارة نص على إخلاء البناية بشكل استعجالي، بسبب الوضعية الكارثية التي آلت إليها البناية. حالة من الخوف والهلع تعيشها 10 عائلات تقطن ب 6 شارع صالح باشا التي استيقظت خلال أول يوم من الشهر الفضيل على وقع صدمة حقيقية جراء انهيار الجزء السفلي بأكمله من بنايتهم، في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، ما استدعى خروج العائلات إلى الشارع، خصوصا أن حياتهم أضحت مهددة في تلك البناية، وبقاؤهم فيها يعد مجازفة حقيقية. وفي زيارة “الفجر” إلى عين المكان وقفنا عند حجم المعاناة الحقيقية والخطر الذي يتربص بالعائلات التي أصبحت تجهل مصيرها، بسبب خطورة وضعية العمارة التي يعود تاريخ إنجازها إلى الحقبة الاستعمارية. وبنبرة شديدة طالبوا بالتدخل العاجل للمسؤولين المحليين من أجل إنقاذهم من الهلاك، لاسيما أن أحدهم طاعن في السن ومعاق بنسبة مائة بالمائة. وحسب شهادة ابنه فإنه فور انهيار الجزء السفلي من البناية، اضطر إلى حمله خارج البناية خشية على حياته، قائلا إن الزلزال الذي ضرب العاصمة لم يحدث أضرارا بليغة بالبناية كتلك التي تسببت فيها الأشغال الجديدة. وخلال معاينتا للطابق السلفي الذي يتواجد به مسكن إستاجره أحد المواطنين مؤخرا وجدناه منهارا بشكل كلي بإستنثاء بقايا بعض الجدران وكأن زلزالا قويا أتى على المنزل كله، ما أدى إلى خروج الزوجين من المنزل خوفا على حياتهما. وحتى الطوابق العليا لم تسلم من الشقق الكبيرة على مستوى الجدران، بما في ذلك البلاط إثر تأثرها مباشرة بعد إجراء أشغال الحفر، فمعظم الشقق تعاني من تصدعات كبيرة. ودخلنا إحدى الشقق المكونة من ثلاث غرف، ورغم ذلك تعد جد ضيقة حسب شهادة مالكها فهي أكبر شقة بالبناية مقارنة بالأقفاص المكونة من غرفة واحدة. وما شد انتباهنا التشققات الظاهرة على البلاط. وحسب شهادة سكان العمارة فخلال معاينة الخبرة التقنية للعمارة خلال اليوم الموالي للواقعة طالبوهم بإخلاء البناية فورا، كونها تشكل خطرا على سلامتهم، حيث ذكر تقرير المعاينة أن أشغال إنجاز البناية ألحق تشققات كبيرة بجدران البناية، كما طالبوا بضرورة التوقف الفوري للأشغال وإخلاء العمارة من السكان. وأضاف محدثونا بعين المكان أن رئيس البلدية قام بزيارة جد قصيرة إلى عين مكان دون أن يقدم وعودا للسكان تفيد بنقلهم إلى مكان آخر. كما تنقل من جهته الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لحسين داي، حيث أمر أصحاب المشروع بتوقيف الأشغال. كما اكتفت مصالح البلدية بإحصاء العائلات القاطنة بالبناية فقط. وفي غضون تلك الوضعية وجهت العائلات مراسلات إلى المسؤولين السابقين للتدخل العاجل وترحيلهم في أقرب الآجال كون حياتهم مهددة. جدير بالذكر أننا حاولنا عدة مرات الاتصال برئيس بلدية حسين داي، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل.