تصاعدت الحركات الاحتجاجية المنظمة من قبل أولياء التلاميذ المتمدرسين بمختلف المؤسسات التربوية لولاية تيزي وزو بشكل ملفت خلال الأيام الأخيرة كرد فعل عملي عن إنعدام شروط التمدرس و قلة الهياكل القاعدية التي من شأنها أن ترفع من التحصيل العلمي لأبنائهم و تساعدهم على مزاولة دراستهم في أحسن الظروف فالمدرسة الإبتدائية »خوجة خالد« التي تقع بقلب مدينة تيزي وزو وصفها الأولياء باليتيمة من خلال رفعهم لشعارات تندد بالوضعية غير اللائقة بجيل المستقبل. حيث أن هذه المدرسة المنشأة منذ سنة 1971 التي تحتوي على نحو 400 تلميذ في مختلف الأقسام إلاأنها مهمشة ضمن مشاريع النسيان من قبل مسؤولي البلدية وهذا من ناحية الميزانية. وصرحت مديرة هذه المؤسسة التربوية لجريدة «السلام « بأنه غالبا ما يتحمل أعوان المدرسة و أولياء التلاميذ مصاريف عمال الترميم الخاصة بالمدافئ وكذا دوريات المياه إضافة إلى مصروف التغدية نظرا لعدم إستغلال المطعم المدرسي أمام انعدام الدعم البلدي ولا مبالاة المسؤولين بمشاكل المدرسة والتلاميذ. هذا الوضع إنعكس سلبا على المردود الدراسي للتلاميد وتحصيلهم العلمي، وفي هذا الصدد قرر أولياء تلاميذ ابتدائية »معمر أعمر« الواقعة »بليتور فيلا« في بلدية تيزيوزو تشكيل جمعية خاصة للدفاع عن حقوق أبنائهم والمطالبة بتحسين أوضاعهم بالمدرسة، خاصة بعدما تخلى مالك مؤسسة للأشغال العمومية على استكمال مشروع تهيئة فنائها بعدما باشرها وغادر دون استكماله لها حيث تركها شبه ورشة مهملة لعدم حصوله على مستحقاته المالية، آثار الأشغال لا تزال قائمة بهذا الفناء وتعرض يوميا حياة الأطفال للخطر خاصة وأنهم صغار لا شئ يحول دونهم ومغريات اللعب كما حرمتهم هذه الوضعية للفناء من ممارسة حصص التربية البدنية، واضطر هؤلاء الأولياء لاعتماد لغة الشارع لإيصال انشغالاتهم للجهات المعنية، بعدما باءت سبل الحوارالسلمي بالفشل حيت تلقوا ضمانات من قبل السلطات المحلية خلال مطلع الدخول المدرسي الجاري، الا ان الوضع بقي مستمرا حتى بعد استئناف الدراسة عقب العطلة الشتوية، و لم يجد هؤلاء حلا لإنهاء خطوط المعاناة التي ظل يتخبط فيها أبنائهم سوى إمطار الجهات الوصية من مديرية التربية ووالي الولاية بعديد الشكاوي بغية إنتشال فلذات أكبادهم من الظروف القاسية التي يعيشون أطوارها يوميا ونظموا عدة مرات اعتصاما ت أمام المدرسة منددين بالصمت الذي تنتهجه السلطات حيال مطالبهم التي لا تتعدى مطالب مشروعة من شانها توفير أدنى ضروريات حسن التمدرس لأبنائهم، وفي ثانوية »علي ملاح« وإكمالية »الإخوة حرشاوي« الواقعتين في دائرة ذراع الميزان أقصى جنوب الولاية شلت هذه المؤسستين التربويتين عن العمل خلال الأسبوع الأخير نظرا لإنعدام وسائل التدفئة و عدم قدرة التلاميذ على تحمل البرد القارس الذي يعصف بالأقسام كما هو الشأن بالنسبة لإكمالية »تيزي نتلاثة« في دائرة واضية بعد تهاطل كميات كبيرة من الثلوج على هذه المناطق حيث منع الأولياء أبنائهم من الإلتحاق بمدارسهم خوفا من إصابتهم بنزلات البرد وفي هذا الصدد يناشد الأولياء جميع الجهات المختصة بما فيها مديرية التربية للولاية من أجل النظر في ظروفتمدرس التلاميذ وتوفيركل الشروط الملائمة خاصة وسائل التدفئة داخل الأقسام وكل ما يلزم من أجل توفير أجواء أفضل وتفادي الترسبات الدراسية.