لا يزال يتساءل الرأي العام بولاية تمنراست عن سر تأخر تعيين مدير جديد على رأس قطاع الصحة بعدما تم تحويل المدير السابق أحمد زناتي لولاية البليدة, منذ ما يزيد عن التسعة أشهر قبل أن يزج به في السجن, هذا التأخر غير المبرر جاء ليثبت مرة أخرى ما جاء على لسان للبروفيسور يحيى قيدوم عندما كان وزيرا للصحة, وقال كلمته المشهورة عندما زار عين صالح ووجد أجهزة طبية حديثة مغطاة بالغبار, بعد أن أزاح الغبار بيده في مشهد لم ينساه أبناء الجنوب, أين نظر وقتها لمدير الصحة والسكن وإصلاح المستشفيات بولاية تمنراست, وقال له أمام كل الجزائريين (غير أو تتغير) فتغير الوزير ولم يتغير لا المشهد ولا المدير. وللأمانة فقط لا يزال قطاع الصحة بولاية تمنراست يشكو بعض العراقيل والنقائص, حيث لا تزال تتفاقم معاناة المواطنين المصابين بالأمراض المزمنة والخطيرة بعديد ولايات الجنوب الكبير, في ظل انعدام وجود مستشفي جامعي يخفف من متاعب التنقل نحو جهة الاستشفاء والتي عادة ما تكون بمستشفيات الشمال, كما يقول عديد المتتبعين للشأن المحلي بولايات الجنوب الذي أكدوا في تصريحات متفرقة لهم مع «السلام», أن أهل المنطقة والتي رغم مرور السنوات إلا أن الجهات الوصية لم تكلف نفسها عناء البحث عن حل للحد من هذا المشكل الذي يتفاقم لبعض المصابين بنوبات مرضية مفاجئة, تستدعي تدخلات طبية على غرار مستشفيات ورقلة وغرداية التي هي الأخرى تكلفهم الكثير للوصول إليها لنقص الإمكانات كسيارة الإسعاف, بينما النساء الحوامل لهن نصيب من هذه المعاناة اليومية المتكررة بسبب الضغوط التي يتعرضن لها جراء الفحوصات الواجب إجراؤها من حين لآخر, فيجب عليهن البقاء على أتم الاستعداد لأي طارئ بتحضير سيارة خاصة تنقلهم إلى الطبيب ناهيك عن الإصابة الخطيرة التي تستدعي طبيب فوري كحوادث المرور من جهة أخرى, وفي موضوع ذي صلة أصبح مواطنو ولاية تمنراست يتساءلون لماذا لا يقبل ترشيح بناتهم في سلك القابلات رغم حصولهم على معدل فوق المطلوب؟ ولماذا لا تقبل طلبات أبنائهم في قطاع الصحة, بينما هناك جنس واحد يسيطر على القطاع أين تقبل البنات اللواتي ينتمين لهذا الجنس في السلك شبه الطبي «القابلات» والبنات والبنين من نفس الجنس في سائر الأسلاك, ومن جهتهم يرجع محدثونا ذلك إلى المسؤول عن مصلحة الموظفين بالقطاع الصحي سابقا, والذي يترأس هذا القطاع المريض بالنيابة حاليا والذي يحتاج إلى وثبة نوعية ليستفيق من سباته ويواكب طموحات السلطات العليا في البلاد خاصة في أقصى الجنوب, ولن يكون هذا إلا بتعيين مدير ولائي كفء ونشيط ودينامكي بعد أن يتم إرسال لجنة تحقيق لهذه السلوكات الطائشة لتصفية القطاع من الإنتهازيين والمتربصين والطامعين, حتى يصبح الجو داخل قطاع الصحة بولاية تمنراست ملائما للعمل.