تميزت الجهود المكثفة في مجال مكافحة انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) بولاية تمنراست بالتركيز على العمل الوقائي بكافة جوانبه، كما أفاد مسؤولو مديرية الصحة والسكان واصلاح المستشفيات. وقد وضعت في اطار هذه الجهود الوقائية خطة عمل فعالة بالتنسيق مع مختلف المصالح الإستشفائية العمومية والخاصة من أجل الحد من انتشار هذا الداء المدمر كما أوضح مدير القطاع بالولاية. وأشار في اطار احياء اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا أن القطاع يضع من بين أحد أهم أهدافه العمل بكل الوسائل المتاحة من أجل الحد من انتشار داء العصر في هذه الولاية الواقعة بأقصى جنوب البلاد والتي تعرف اقامة و عبورا للمهاجرين غير الشرعيين من جنسيات متعددة. وفي نفس الإتجاه، يرى الطبيب قرقيط محمد وهو أحد الإطارات الطبية المشرفة على تطبيق برنامج مديرية الصحة والسكان بولاية تمنراست أن عتماد أساليب إتصال ملائمة للخصوصية الإجتماعية للمنطقة تظل أهم العوامل المساعدة على ضمان فعالية العمليات التحسيسية المخصصة للتعريف بأخطار هذا المرض وأعراضه وعوامل انتقاله وسبل الوقاية منه. وأشار في هذا الاطار الى أهمية إقامة المعارض و تنشيط الندوات الطبية بإشراك مختلف فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة. كما شدد نفس المتحدث على أهمية الدور الذي يؤديه مركز الكشف الطوعي والذي يضمن السرية التامة للشخص وهو مفتوح أمام الجميع من الحنسين ومن مختلف الأعمار. ويستقطب هذا المركز حاليا الأفراد الراغبين في إجراء عمليات الكشف مجانا كما أنه يضمن المرافقة و الدعم النفسي للمعنيين. وبالمناسبة، ذكر نفس المصدر بأهمية مشروع الشراكة الجزائري - البلجيكي القائم في مجال الصحة العمومية على مستوى ولاية تمنراست والذي يتضمن في أهدافه فيما يتعلق بجانب مكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة ( السيدا) إجراء دورات تكوينية لفائدة الأطباء و الممرضين العاملين في هذا المجال. كما يتضمن المشروع اقتناء الأجهزة و المعدات الطبية المستعملة في عمليات الكشف إلى جانب تمويل مختلف الأنشطة التحسيسية التي تقوم بها الجمعيات الفاعلة في ميدان الوقاية من هذا المرض الخطير.