عجز وزير الصحة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس لدى زيارته الخاطفة لوهران، من إقناع الأطباء النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الإستشفائيين والجماعيين من العدول عن قرارهم المتعلق بشن إضراب على مستوى 48 ولاية المقرر هذا الأربعاء 25 من الشهر الجاري، حيث قال عضو النقابة الوطنية، وعضو المجلس العلمي الطبي للمستشفى الجامعي لوهران بحي بلاطو الدكتور جازولي أن الوزير ولد عباس رغم تلبيته لنداء الجلوس على طاولة الحوار لحل المشاكل العالقة، إلا أن الأمور بقيت على حالها وأنه لم يحل بوهران، فحملة المشاكل التي رفعت عليه عن طريق إرسالية مقرر الإضراب تحت رقم: 12/SECHU/29 والتي تسلمها بتاريخ 16 من الشهر الجاري، لم تعرف حلول وتجسيد فيها يتعلق بجملة المطالب الأمر الذي سيرسم هذا الإضراب الذي سيدوم يومين هذا الأسبوع ويومين أخريين الأيام المقبل و3 أيام الأسبوع الثالث زيادة على مقاطعة جميع امتحانات المتعلقة بالمناصب المالية لما بعد التدرج لموسم الدراسي (2011 2012)، حسب مصرح به المتحدث حصريا للأمة التي تحصلت على نسخة من قرار الإضراب الذي أعادته النقابة الوطنية للأساتذة الباحتين. من جهته، وزير القطاع جمال ولد عباس ولدى مداخلته في الإجتماع المنعقد بعد تفقد الجناح الخامس لمرضى فقر الدم بمستشفى بلاطو، والذي حضرته السلطات المحلية وعلى رأسه والي ولاية وهران ورئيس المجلس العلمي الطبي للمستشفى البروفيسور دلال ومدير المستشفى وجملة من النقائص، اعتبر اللجوء إلى الإضراب وشل مختلف المصالح الطبية أمرا غير إنساني، من باب أن الإضراب أصبح يمس وبصفة مباشرة صحة المرضى، والقاصدين ولاية وهران للعلاج من مختلف ولاية غرب وجنوب الوطن لما يمثله من معاناة كبيرة لهم قائلا تخيلوا معي مريضا يأتي من ولاية البيض قطع المئات من الكلومترات أو من أدرار قاطعا من الكيلومترات، لقصد العلاج ولما يحل بالولاية يجد الأبواب موصدة في وجهه كيف يكون حاله؟ مضيفا أن كل المشاكل يمكن أن تحول بالحوار والدراسة والمشاورات، ما عدا صحة المواطن لا يمكن أن تقبل النقاش. وزير القطاع ولدى تدخله لفض تسييس موضوع الإضرابات في البلاد، مؤكدا أنه تم تنصيبه على رأس قطاع الصحة خلفا للوزير سعيد بركات، أنه ترك حقيبته السياسية في بيته، بمعنى انه يريد حل المشاكل العالقة من المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها الطبيب ومشكل نقص الدواء وسوء التوزيع وغيرها، بطريقة علمية وبراغماتية بحثة، كاشفا عن تلاعبات كبيرة كانت حاصلة بالقطاع خاصة فيما يتعلق بمشكل تضخيم فواتير استيراد وتوزيع الدواء والمواد الصيدلانية. كما قال ولد عباس إن المشاكل التي تطرح عليه يأخذ من جانب مهني بصفته أول مدير صحة للجزائر منه 1964 وبروفيسور سابقا، بعيدا عن كونها مشاكل تطرح بصفة إدارية. من جهته، اعتبرت النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الاستشفائيين والجامعيين حصريا للأمة العربية وعلى لسان عضوها الولائي الدكتور حازولي تصرح الوزير هذا بخصوص موقفه من الإضراب أمرا خاطئا مضمونا وشكلا لكون أن صحة الطبيب هي التي أصبحت في المحك لسبب بسيط وهو أن حد الأطباء خضعوا لعمليات جراحية على مختلف التخصصات بسبب المعاناة اليومية، مضيفا أنا شخصيا قمت بعمليتين جراحيتين السنة الماضية بسبب الضغط والمشاكل الاجتماعية فلا يمكن الكلام عن صحة المواطن وصحة الطبيب على المحك. وبلغة الأرقام كشف وزير الصحة وإصلاح المستشفيات من وهران، أن قطاعه سيعرف هذه السنة توظيف 15 ألف موظف منها 2 ألف منصب عمل للأطباء المتخصصين، 2 ألف للأطباء العامون، و10 آلاف منصب عمل خاص بالسلك الشبه الطبي، مقابل ألف منصب عمل خاص بالإداريين، فيما لم يكشف عن التخصصات المطلوبة عن تواريخ ووجهة المسابقات، وذلك بهدف تعزيز القطاع الذي بلغت تكلفة أجور عماله 432 مليار سنتيم سنويا، منها 275 ألف عامل كمناصب دائمة، و25 ألف عامل غير دائم.