تَحسّر الناخب الوطني السابق رابح سعدان عن غياب المنتخب الوطني عن الطبعة 28 لنهائيات أمم إفريقيا، التي سيُسدل الستار أمسية اليوم على وقائعها، الجارية مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية، مضيفا أن الجزائر الخاسر الأكبر من الغياب عن العرس القاري؛ بما أن »الخضر« سيفقدون عدة مراكز في الترتيب الشهري ل»الفيفا«، معتبرا مستوى المنتخبات الإفريقية في تقدم مستمر، فيما أرجع إقصاء المنتخب المغربي لافتقار المدرب البلجيكي للخبرة الضرورية في أدغال إفريقيا، وهذا في إطلالة عبر أحد المواقع الرياضة المغربية. في البداية وبحكم تجربتك المحترمة في المنافسات القارية، كيف تقيّم مستوى النهائيات الحالية لأمم إفريقيا؟ كرة القدم في إفريقيا شهدت قفزة نوعية في الأعوام الأخيرة؛ بدليل التغيير الكبير الحاصل في خريطة كرة القدم القارية، حيث لا وجود الآن لمنتخبات ضعيفة وأخرى قوية مثل الماضي، وما يعكس ذلك فعلا هو الأداء المذهل لبعض المنتخبات التي تقدمت كثيرا مقارنة بوقت مضى، على غرار المنتخبين الليبي والسوداني، كما أن بروز بعض المنتخبات الأخرى على غرار بوتسوانا، يدل على أن المعطيات تغيرت بشكل كبير في القارة السمراء، وهو ما يعسّر من مأمورية الخضر خلال المواعيد المقبلة. رُشحت كوت ديفوار للتأهل للنهائي، لكن، صراحة، هل كنت تتوقع تأهل المنتخب الزامبي؟ صحيح أني رشحت في وقت سابق الفيلة الإيفوارية لتنشيط النهائي؛ بالنظر إلى معطيات عديدة أبرزها الأسماء الثقيلة للمنتخب، فضلا عن غياب المنتخبات الكبيرة عن النهائيات الحالية، لكن تأهل المنتخب الزامبي لم يفاجئني تماما، لأنه سبق وأن واجه هذا المنتخب مع الجزائري. والسر في تألقه يكمن في الروح القتالية للاعبيه، كما أن الفضل يعود لمدربه هيرفي رونار، الذي أهنئه، بالمناسبة، على إنجازه. وما هي توقعاتك بخصوص النهائي؟ صعب جدا التكهن، صحيح أن الأمور على الورق تبدو شبه محسومة للمنتخب الإيفواري، لكن ومع هذا أتوقع مفاجأة كبيرة من لاعبي زامبيا، وأظن أن اللقب لن يُحسم في الوقت الرسمي للمباراة. مقابل تألق منتخبات مغمورة، إن صح التعبير، هناك بعض المنتخبات المعروفة في الساحة الإفريقية تراجع مستواها وخيبت الآمال، على غرار المنتخب المغربي، وبدرجة أقل، المنتخب التونسي، ماهو سبب الإقصاء المبكر لأسود الأطلس؟ مثلما أسلفت الذكر، لم تعد توجد منتخبات صغيرة في إفريقيا، وموازين القوى أضحت متساوية إلى حد بعيد، لكن صراحة، فإن المنتخب المغربي كان بإمكانه الذهاب بعيدا في الطبعة الحالية قياسا بالتشكيلة الثرية وحنكة المدرب البلجيكي إيرك غيرتس، هذا الأخير الذي خانته الخبرة في التعامل مع معطيات الكرة في أدغال إفريقيا؛ لأن الأمور مغايرة تماما مقارنة بأوربا. لكن المدرب المغربي صرح قبل انطلاق الدورة بأنه سيقود المنتخب لمعانقة التاج القاري؟ رغم أن غيرتس أفرط في التفاؤل قبل انطلاق المنافسة لكن تصريحاته تعود، ومن دون أدنى شك، إلى ترسانة النجوم التي يضمها المنتخب المغربي على مستوى الخطوط الثلاثة، لكنه لم يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كرة القدم في إفريقيا، واللعب في منافسة بحجم »الكان«، يحتاج لخبرة ونفَس طويل أيضا، وهو الأمر الذي يفتقر إليه مدرب االمنتخب المغربي إيريك غيرتس، الذي أخطأ الظن، شأنه في ذلك شأن كل المدربين الذين يفتقرون لهذه الخبرة. وكيف ترى غياب الجزائر عن النسخة الحالية للكان؟ غياب المنتخب الجزائري عن النهائيات الحالية شكّل صدمة، خاصة وأن «الخضر» دخلوا التصفيات في ثوب المنتخب المنديالي والمرشح لتنشيط الأدوار الأولى، لكني ولأسباب عديدة، أرفض الخوض فيها؛ فشل المنتخب في تحقيق التأهل، وهو ما قد يلقي بظلاله على المستوى الفني للتشكيلة، على عكس المنتخبات التي أسعفها الحظ في التأهل، والتي ستستفيد كثيرا من هذه المنافسة لخلق الانسجام والتناسق، وسيستفيد اللاعبون أيضا من عدد المواجهات التي لعبوها والأخطاء المرتكبة والسعي وراء تصحيحها، ناهيك عن أن الغياب سيُفقد الجزائر الكثير من المراتب في التصنيف الشهري للفيفا. كيف ترى حظوظ المنتخب الجزائري في المواجهة الصعبة التي تنتظره نهاية هذا الشهر أمام غامبيا؟ بكل موضوعية، أرشح منتخبنا الوطني لتجاوز عقبة غامبيا دون أي إشكال؛ بالنظر إلى التباين الكبير في مستوى المنتخبين، فضلا عن أن مواجهة العودة ستجري بالجزائر؛ وبالتالي فإن حظوظ »الخضر« تبقى وفيرة، لكن الأصعب سيكون في انتظار المنتخب بعد مباراة غامبيا، بما أن المنتخب الوطني وبحكم التعديلات الجديدة التي أحدثتها »الكاف« على نظام المنافسة، سيجد نفسه مجبَرا على خوض تحدّ أصعب حين يواجه أحد المنتخبات المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا 2012، وهنا يكمن المشكل بين لاعبين على أتم الجاهزية من الناحية الفنية ولاعبين آخرين لا يملكون أدنى مواجهات في الأرجل وتصعب عليهم الأمور. لكن حاليلوزيتش لا يملك متسعا من الوقت لتحضير أشباله بسبب تواريخ الفيفا التي تحرمه من الاستفادة من خدمات اللاعبين المحترفين؟ أعتقد أن هذه المعطيات ليست بالشيء الجديد علينا، وسبق لي التعامل معها، ولما قلت بعد المونديال إن المنتخب بحاجة لوقت كي يستعيد بريقه وسأكون منتخبا قويا في ديسمبر 2010، سخر مني الجميع وساهموا بقسط كبير في رحيلي، لذا فعلى المدرب الوطني الحالي أن يتحمل كامل مسؤولياته، أما إذا أراد تفادي تواريخ الفيفا فعليه التفكير مليا في تكوين منتخب من المحليين، وأرى أنه الحل الأمثل للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها كرة القدم الجزائرية.