رافع منسق هيئة المؤسسين لحزب جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة من أجل تغيير شامل في الجزائر دون عنف، معتبرا جبهته (قيد التأسيس) أمل الجزائريين الراغبين في طي صفحة الماضي التي وصفها بالمأساوية في شتى المجالات. ودعا مناصرة في خطابه الافتتاحي لأشغال المؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير المنعقد أمس بمركب محمد بوضياف بالجزائر العاصمة، إلى جمهورية جزائرية ثانية بأساسها التغيير الإصلاحي بعد 50 سنة من الاستقلال، بدايتها القيام بتعديل دستوري يحدث التوازن بين مختلف مؤسسات السلطة، وتثمين المصالحة الوطنية والحوار البنّاء أسلوبا في الوصول لذلك. وتساءل مناصرة عن مستقبل الجزائر قائلا »إلى أين نحن ذاهبون، الجزائر تعرضت لصراعات شوهت تجربتها الديمقراطية، وأجهضت حلم الشهداء والشباب، الجزائر متأخرة عالميا في شتى المجالات المتعلقة بالحريات الإعلامية وميادين البحث والتنمية والاستثمار والخدمات«، مشيرا إلى أن الحل يكمن في التغيير باستغلال فرصة الانتخابات القادمة لإنقاذ الجزائر، مما أسماه من تضارب المصالح والأطماع الخارجية التي تتقاذفها من كل جانب. وتحدث عبد المجيد مناصرة عن تطلع حزبه لأن يكون ضمن الأغلبية البرلمانية الجديدة لتشكيل الحكومة المقبلة، موجها رسالته للإسلاميين بالتوحد ولم الشمل، معتبرا الفرصة سانحة لتحقيق ذلك، كما وجه النداء إلى المسؤولين في الدولة ودعاة الأمة وقضاتها قائلا «أيها الرعاة احموا الجزائر من المصالح الخارجية، أيها الدعاة أحموا رسالة الإسلام والشهداء من تأويل الجاهلين، أيها القضاة أمامكم فرصة تاريخية لحماية أصوات الشعب من التزوير والاختطاف لتعيدوا التوازنات للسلطة التشريعية. كما وجه منسق جبهة التغيير النداء إلى الرئيس بوتفليقة داعيا إياه بإلزام الجميع بالضمانات والإجراءات الهادفة لحماية الانتخابات من التزوير وصون الإرادة الشعبية، مبديا استعداد حزبه للتعاون مع كل الأحزاب لخدمة المصلحة العامة للبلاد، متوعدا من أسماهم بالطغاة قائلا »لا طغيان بعد اليوم..الشعب ظلم وكفانا ظلما«. وجدد مناصرة موقف تشكيلته من عناصر الجبهة الإسلامية للإنقاذ «المحلة» بالتأكيد على حق التائبين في الممارسة السياسية، مطالبا في الشق المتعلق بالسياسة الخارجية بعلاقات جوار دون نزاعات. هذا وجرت أشغال المؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير تزامنا والاحتفال بذكر اليوم الوطني للشهيد المصادف ل 18 فيفري من كل سنة تحت شعار «الجزائر من التحرير إلى التغيير«، بمشاركة أكثر 6000 مؤتمر بينهم 2000 مندوب عن ولايات القطر ال 48 و4000 مشارك، وحضرت الأشغال شخصيات سياسية وحزبية منها أمين عام حركة النهضة فاتح ربيعي، جمال بن عبد السلام رئيس حزب جبهة الجزائرالجديدة (قيد التأسيس) وقيادات من حركة الإصلاح الوطني وممثلي منظمات وأحزاب عربية، فضلا عن نشطاء في التيار الإسلامي السفلي بالجزائر كالشيخ الهاشمي سحنوني والإمام الخطيب عزالدين بوغيم، وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.