يعتزم ممثلو الجالية الجزائريةبفرنسا تشكيل لوبي انتخابي عشية الإنتخابات الرئاسية المقررة شهر أفريل القادم، وذلك باعتماد منهج براغماتي مع جميع المترشحين يقوم على موقف كل منهم من قضايا الهجرة والتاريخ الإستعماري قبل تحديد موقف المغتربين من المتسابقين لقصر الإيليزيه، بحكم أن الجالية الجزائرية أصبحت رقما صعبا في المعادلة الانتخابية بتعداد يفوق ستة ملايين نسمة، غير أنها ظلت في السابق تتعامل بشكل غير منظم مع هذه المواعيد الإنتخابية. وقام منتدى فرنسا-الجزائر وهو تجمع مستقل وغير سياسي يضم أشخاصا ومنظمات ترغب في ترقية مكانة الفرنسيين ذوي الأصل الجزائري في المجتمع الفرنسي، بمراسلة المترشحين للرئاسيات الفرنسية لمعرفة موقفهم من عدة مسائل لاسيما تلك المتعلقة باعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية ومواقفهم من قضايا الهجرة والهوية. وقدم هذا التكتل لائحة أسئلة وجهت للمترشحين يأمل من خلالها لفت الانتباه وتنوير النقاش الانتخابي حول عدد من المواضيع الذي يرغب في عرضها. وبخصوص هذه المسألة أكدت جمعية الفرنسيين ذوي الأصل الجزائري أنه، يجب على فرنسا أن تعترف بأن سياستها الاستعمارية جاءت عكس مبادئها الجمهورية والمتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة»، مضيفة أن الاعتراف بالأخطاء والجرائم المرتكبة خلال الفترة الاستعمارية قد يسمح بطي صفحة الماضي والتفكير في المستقبل. كما أكد المنتدى أن فرنسا تجد صعوبات في الاعتراف بتنوع سكانها بكل أبعاده (العرقي والثقافي والديني وغيرها..). في نفس الخصوص لاحظ المنتدى أن قسما من النخبة لا يتردد في تلغيم الانسجام الوطني لأغراض انتهازية قصيرة المدى من خلال تشويه صورة جزء من الفرنسيين والمهاجرين أو بتأجيج معاداة الاسلام»، مطالبا المترشحين للرئاسيات بتوضيح نوع الإجراءات التي سيتخذونها لتعزيز هذا الانسجام الوطني ومكافحة تشويه صورة الفرنسيين ذوي الأصل المغاربي على وجه الخصوص. كما تطرقت الجمعية إلى التمييز في مجال الشغل مشيرة إلى أن الفرنسيين ذوي الأصل المغاربي والأفارقة من جنوب الصحراء هم الأكثر عرضة لهذه الظاهرة. وفي الجانب المتعلق بالمواطنة والتمثيل السياسي أوضح المنتدى أن الانتخابات الجهوية الأخيرة ألقت الضوء على نسبة الامتناع العالية في أوساط السكان القاطنين بالمناطق الحضرية، مشيرا إلى أن ذلك لا يعد مفاجأة لأنه أيا كان الاتجاه السياسي للحكومة فإن وضعية السكان والممثليات المؤسساتية لهذه المناطق في تدهور مستمر. من جهة أخرى أعرب منتدى فرنساالجزائر عن تأسفه لشروط تشديد القوانين المتعلقة بدخول الأجانب وإقامتهم رافضا استغلال النقاش حول الهجرة لأغراض سياسية وانتخابية وانتهاك حقوق الانسان إثر القواعد الجديدة بخصوص دخول وإقامة الأجانب.