أعلن سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عدم ترشحه لولاية أخرى على رأس الحزب عشية انعقاد المؤتمر الرابع، الذي انطلقت أشغاله صباح أمس. ويرتقب أن تختتم اليوم السبت بانتخاب قيادة جديدة وسط تضارب في الآراء حول جدية رغبة سعيد سعدي في تنحيه من منصبه على رأس الأرسيدي. وجاء إعلان سعيد سعدي عدم تقديم ترشحه لخلافة نفسه على رأس الأرسيدي خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب أمس الأول الخميس، حيث عبّر سعدي في تدخله بالمناسبة عن عدم رغبته في مواصلة قيادة التنظيم داعيا المجلس الوطني باعتباره أعلى هيئة قيادية بين مؤتمرين للتفكير في قيادة جديدة يتم تزكيتها من طرف المؤتمرين. موقف سعيد سعدي هذا، اعتبره متابعون لبيت التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية استقالة ضمنية لرئيس حزب فشل في قيادة حزبه نحو مزيد من التجدر الشعبي والاستجابة للتطلعات الحقيقية للقاعدة النضالية، بينما يرى فيه البعض مجرد زوبعة إعلامية أراد من خلالها التكفير عن أخطائه السياسية وقياس مدى تجاوب القواعد النضالية وتمسكها بشخصه واستراتيجيته التي انتهجها في إدارة شؤون الحزب منذ أكثر من 15 سنة. وبينما تؤكد مصادر قيادية في الحزب نهاية عهد سعيد سعدي على رأس الأرسيدي، ولم تعد ترى في الأخير سوى مجرد مناضل في الحزب مستبعدة تزكيته رئيسا شرفيا للتنظيم مثلما هو الأمر في أحزاب أخرى، ترى أطراف أخرى أن إعلان سعيد سعدي زهده في منصب رئيس الحزب مجرد مناورة وسياسة لذر الرماد في الأعين غير مستبعدة أن يعمد الرجل من الباب الواسع إلى منصبه لعهدة خامسة من خلال بيانات التضامن والمطالبة بترشحه، التي بدأت تروج لها جهات في المجلس الوطني مسنودة بقواعد نضالية في بعض الولايات بإيعاز من سعدي. وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج المؤتمر الذي سيقوم بانتخاب رئيس وأعضاء المجلس الوطني الحزب مساء اليوم، يبقى سعيد سعدي مدانا بتركة سياسية ثقيلة سواء داخل الحزب الذي لا زال رهين حضور جهوي ضيق، أو خارجه بسبب الأخطاء المرتكبة في التعاطي مع الشأن السياسي الجزائري، لا سيما مساعي قيادة الحزب الحثيثة لتدويل الأزمة الجزائرية والتعاون مع أطراف أجنبية، أدى تدخلها في عديد الدول والأقطار العربية إلى مآسٍ يصعب تجاوزها ومسح آثارها.