كبّدت العاصفة الثلجية الأخيرة التي اجتاحت ولاية تيزي وزو في شهر فيفري المنصرم، وعلى مدار أسبوعين كاملين أضرارا جسيمة في عدة منشآت ومختلف القطاعات قدرت بأكثر من 02 مليار دينار جزائري حسب مصدر محلي، حيث شهدت شبكة الطرقات عدة إنزلاقات وانجراف للتربة في عدة قرى ومختلف بلديات الولاية بالإضافة إلى انهيار عدة سكنات، وجد المواطنون أنفسهم بين عشية وضحاها منكوبين بامتياز، كما تضرر أيضا القطاع الفلاحي بشكل كبير. تدهور شبكة الطرقات تُنذر بمخاطر للسائقين شهد الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين بلدية تادمايت وبجاية، مرورا ببلدية إعكوران انحراف جسر بوقدورة على مستوى بلدية ذراع بن خدة بعد فيضان الوادي نتيجة الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة التي لم تشهدها الولاية منذ عدة سنوات، الأمر الذي تسبب في عرقلة حركة السير، فرغم أن الجسر أعيد فتحه أمام حركة المرور إلا أن أشغال الترميم لا تزال متواصلة إلى حد الساعة، كما تعرض الطريق الرابط بين منطقة بوهينون وعاصمة الولاية تيزي وزو إلى عدة إنزلاقات في عدة أجزاء منه، و في نفس السياق لا يزال الطريق الولائي رقم 147 الرابط بين دائرة معاتقة ومقرالولاية مرورا بمنطقة بترونة مغلقا أمام حركة المرور بسبب انزلاق عدة أجزاء فيه وسقوط أعمدة كهربائية، ما أرغم أصحاب مركبات النقل إلى تغيير مسارهم نحو بلدية تيرمتين في دائرة ذراع بن خدة رغم بعد المسافة و تدهور الطريق، ناهيك عن المخاطر التي قد تصادف هؤلاء أثناء عبورهم منه بسبب غياب الإنارة العمومية، ومن جهة أخرى شهد الطريق الوطني الذي يربط دائرة بني واسيف بمدينة تيزي وزو عدة إنجرافات على مستوى منطقة “ثالا خليل”، حيث أصبح يهدد سلامة مستعمليه لذا يجب توخي الحذر الشديد من طرف السائقين، و في المنطقة الجنوبية للولاية عرف الطريق الرابط بين ثلاثة بلديات وهي فريقات و ذراع الميزان و تيزي غنيف إنزلاق للتربة على مستوى قريتي “زازوة” و«لعزيب” ليتم غلقه أمام حركة المرور لضمان سلامة مستخدميه، وقد أجبر السائقون على العبور من دائرة تيزي غنيف للوصول إلى دائرة ذراع الميزان، ومن جهة أخرى سجل إنزلاق الطريق الولائي رقم 148 الرابط بين بلدية ذراع الميزان و بلدية بونوح في دائرة بوغني على مستوى قرية “إقرعيشان”، بالإضافة إلى تدهور شبكة الطرقات في قرى و بلديات المناطق الشمالية والشرقية للولاية. إحصاء 30 مؤسسة تربوية مغلقة أمام التلاميذ أما القطاع التربوي فحدث ولا حرج حيث أحصت مديرية التربية للولاية 30 مؤسسة تربوية مغلقة، لم تفتح أبوابها بعد أمام التلاميذ من بين 930 مؤسسة منتشرة عبر مختلف دوائر وبلديات ولاية تيزي وزو، بعد أن شهدت عدة خسائر ما جعلها عاجزة عن إستقبال التلاميذ، وتجدر الإشارة إلى أن أغلب هذه المدارس لم تمر على فترة تشييدها مدة طويلة وانهارت كليا، لتكشف بذلك أعمال البريكولاج التي تُستعمل لبناء مؤسسات تعليمية، هذا وقد استنجدت السلطات بدور الشباب كحل مؤقت لاستئناف الدروس في انتظار إعادة ترميم ما أفسدته الثلوج بهذه المؤسسات التربوية، ومن بين الخسائر التي تسببت فيها العاصفة الثلجيية انهيار سقف إحدى أقسام ثانوية بوجيمة، كما إنهارت جدران أقسام إبتدائية آيت اخلف في بلدية بوزقان، وسجلت أيضا ببلدية آيت زكي إنهيار ستة أقسام بإكمالية البلدية وكذا إنهيار قسمين بأكملهما بقرية منصورة، كما شهدت إكماليتان إنهيارا كليا في كل من إيفرحونان وأبي يوسف في عين الحمام، حيث لجأ مسؤولو هذه الأخيرة إلى تحويل التلاميذ إلى دار الشباب المتواجد بالمنطقة، كما تدهور جزء كبير من إكمالية قرية أبيزار في آيت جناد إضافة إلى بعض الخسائر في بعض المنشآت التربوية الأخرى في دائرة الأربعاء ناث إيراثن. تضرر قطاع الري وراء أزمة جفاف حنفيات السكان وفي سياق آخر عرف قطاع الموارد المائية عدة خسائر، بعد تضرر أزيد عن خمسة آلاف متر من شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب على مستوى عدة بلديات على غرار القاهرة في تيزي راشد وبلدية سيدي نعمان ومقلع بالإضافة إلى بلدية آيت يحي موسى في دائرة ذراع الميزان، كما تعرض سد “كودية أسرذون” في ولاية البويرة الذي يُمول المنطقة الجنوبية لولاية تيزي وزو بالمياه الصالحة للشرب على غرار ذراع الميزان وواضية وبونوح ومشطراس وكذا بلدية سوق الإثنين في دائرة معاتقة بالإضافة إلى دائرة بوغني إلى الإنجراف، حيث واجه بذلك سكان هذه البلديات أزمة حادة في التزود بالماء الشروب لعدة أيام، كما تدهورت ثمانية محوّلات لضخ المياه، و رغم كل هذه الخسائر المسجلة في هذا القطاع إلا أن الثلوج كانت بادرة خير على سد تاقصبت الذي إرتفع منسوب مياهه إلى 88,89 في المائة. 6 ملايين دينار خسائر مديرية الطاقة والمناجم تكبد قطاع الطاقة والمناجم في ولاية تيزي وزو خسائر جد معتبرة قدرت ب 06 ملايين دينار نتيجة الثلوج الكثيفة، التي أغرقت الولاية في ظلام دامس وبرد شديد بفعل الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وتسجيل سقوط عدة أعمدة كهربائية عبر مختلف مناطق الولاية ومحاولة مصالح سونلغاز إعادة ما أتلفته هذه الأخيرة. إنهيار السكنات وتضرر القطاع الفلاحي بشكل كبير وجد عدد كبير من سكان ولاية تيزي وزو أنفسهم منكوبين بامتياز بين عشية وضحاها بعد إنهيار سكناتهم نظرا لهشاشتها والإنزلاقات المتكررة للتربة التي شُيّدت عليها هذه المباني، حيث أحصت بلدية ذراع الميزان وحدها إنهيار أزيد من 15 مسكنا في كل من قرى “عواوضة” و« تازروت” و غيرها بعد انجراف التربة التي شُيّدت عليها هذه السكنات، وفي قرية “تيزي عامر” في بلدية عين الزاوية أحصت المصالح التقنية لهذه البلدية تضرر مسكنين بعد الانجراف الكبير للتربة كما تم إحصاء ثمانية سكنات أخرى آيلة للسقوط في قرية “لعزيب”، وفي إحدى قرى دائرة تيقزيرت انهارت بنايتين رغم أن إحداهما شُيّدت حديثا، بالإضافة إلى تسجيل انهيار عدة أسقُف للمنازل نتيجة عدم تحملهم للكمية الهائلة من الثلوج. و من جهة أخرى سجل قطاع الفلاحة هو الآخر عدة خسائر مادية تتمثل خصوصا في إتلاف عدة هكتارات من أشجار الزيتون والأشجار المثمرة، كما تعرضت عدة دواجن إلى الهلاك بفعل البرد الشديد نظرا لأزمة غاز البوتان التي شهدتها الولاية و عدم تحمل الدواجن للبرد القارس، بالإضافة إلى هلاك عدة صناديق من النحل في مختلف بلديات الولاية.