تكبّدت ولاية تيزي وزو بفعل الثلوج التي تساقطت على مرتفعاتها مؤخرا، خسائر مادية معتبرة، قدرتها الجهات المعنية بمليار و129 مليون دينار، كحصيلة أولية مرشحة للارتفاع باستمرار تجريد مخلفات الثلوج. وتصدر قطاع السكن والتجهيزات العمومية قائمة القطاعات الستة المتضررة، في حين دفعت غاليا كل من دوائر (بوزقان، إيفرحونن، عين الحمام وبني يني)، فاتورة موقعها المرتفع بتسجيلها أغلب الأضرار، المحصاة جراء العاصفة الثلجية التي اجتاحت إقليم الولاية، وأعادت عجلة التنمية على مستوى 51 بلدية منها سنوات إلى الوراء. قطاع السكن والتجهيزات العمومية يخسر مليار دينار والفاتورة مرشحة للارتفاع بلغت الخسائر المادية التي تكبدها قطاع السكن والتجهيزات العمومية بولاية تيزي وزو، عتبة المليار دينار مع ترشحها للارتفاع، بعد استكمال تجريد خسائر دائرة إيفرحونن والتي لا تزال جارية لحد الساعة، وأكثر المنشآت التي تضررت بفعل العاصفة، هي تلك التابعة لقطاع التربية والتعليم، وبخسائر قدرت قيمتها 693 مليون دينار، حيث أحصي تضرر 32 مؤسسة تربوية في الطورين الابتدائي والمتوسط، 4 منها أقصيت من خارطة مؤسسات القطاع بعد انهيارها، ويتعلق الأمر بإكمالية بمنطقة "إيلولة أومالو" وأخرى في "بني زيكي"، وابتدائيتين بكل من "بوزقان" و"أبي يوسف"، وقد اضطرت السلطات المعنية إلى إعادة بعث المدارس التي أغلقت، وتحويل التلاميذ ناحيتها قصد تعويض النقص الناتج واستكمال الموسم الدراسي الجاري، في حين تمت الاستعانة بإكمالية كان من المزمع استلامها خلال الموسم المقبل، وهذا على مستوى قرية "أبيزار" بنواحي "واقنون"، لتحويل نصف التلاميذ ناحيتها.
وتضرر335 عمارة و191 مسكن بفعل الثلوج كما أحصى قطاع السكن والتجهيزات العمومية، خسائر مست المئات من السكنات، الفردية منها والجماعية، خاصة تلك الواقعة بالمرتفعات، وقد أحصت الجهات المعنية مجموع 335 عمارة متضررة عبر 42 موقع بالولاية، وتمثلت الخسائر في سقوط 170 سقف و165 سطح عمارة، أما السكنات الفردية فقد أحصي تضرر وانهيار 191 مسكن عبر 21 موقع بإقليم الولاية، من ضمنها 49 سكنات صنفت في خانة المساكن الهشة. وبفعل هذه الانهيارات، تعالت أصوات المتضررين من العاصفة الثلجية الأخيرة، والذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها، منكوبين اضطر أغلبهم إلى حلول مؤقتة، سواء عبر المبيت لدى الأهل والأقارب أو الجيران، أو في منشآت تربوية وأخرى ثقافية، اتقاء البرد والتشرد في العراء، وهذا من أجل المطالبة باتّخاذ الإجراءات اللازمة وبصفة استعجالية، من أجل النظر في حالتهم المزرية، وإدراجهم ضمن خانة المنكوبين لإيجاد حلول عاجلة لهم تقضي بإعادة إسكانهم في أقرب الآجال الممكنة.
قطاع الفلاحة منكوب بتضرر أشجار الزيتون، تراجع تربية النحل ونفوق الدواجن. قطاع الفلاحة بدوره عرف خسائر كبيرة، لم يتم بعد تحديد قيمتها الإجمالية، وبصفة تقريبية، فقد قدرتها المصالح الفلاحية، بإتلاف ما نسبته 50 بالمائة من أشجار الزيتون المتواجدة بمرتفعات وجبال الولاية، وهذه الأخيرة تحتل نسبة 85 بالمائة من إقليمها، وبنسبة 20 بالمائة بالمناطق المنخفضة، بالإضافة لعدد من الأشجار المثمرة على غرار التين، الكرز وكذا المحاصيل الموسمية كالحوامض. كما تضرر نشاط تربية النحل الموجه منه لإنتاج العسل أو فقير النحل، بدرجة أعادته لما كان عليه قبل سنوات عديدة خلت، حيث أتلفت أكثر من 1200 خلية نحل بما حوته، بعد ردمها تحت الثلوج لعدة أيام. كما تضرر بدوره نشاط تربية الدواجن الموجهة منها لإنتاج اللحوم أو البيض، حيث أحصي انهيار وإتلاف ما لا يقل عن 19 مدجنة، 4 منها نفق عبرها ما عدده 13 ألف دجاجة كانت جاهزة للاستهلاك، بالإضافة لعدد غير محدد، وصف بالمعتبر، من خسائر رؤوس الماشية والأبقار، عبر مختلف أرياف الولاية وهذا بانهيار مجموع 17 اصطبلا. بالإضافة إلى هذا أتلف 130 مسلك فلاحي، بفعل الانزلاقات وسيول الأمطار عبر 46 بلدية، حيث قدرت القيمة المادية المطلوبة لترميمها، بأكثر من 94 مليون دينار، كما تسببت فيضانات وادي "سيباو"، بفعل المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج، في إتلاف ما قدره 4000 م3 من السد الحجري المتواجد على ضفافه، والذي يتطلب إنجازه مجددا، غلافا ماليا قدره 18 مليون دينار، كما يتطلب إعادة بناء السياج المنهار، على مستوى المديرية الفرعية للمصالح الفلاحية بعين الحمام، غلافا ماليا قدره 9 ملايين سنتيم.
السيول تجرف قنوات مياه الشرب والمياه القذرة والينابيع وتهدد بإغراق ما حولها تسببت السيول الجارفة التي خلفتها مياه الأمطار وذوبان الثلوج، في جرف ما قدره 45 ألف متر طولي، من شبكة المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي، وكانت أخطرها تلك التي مست القناة الرئيسية لاستقدام المياه من سد "كوديات أسردون" نحو المناطق الجنوبية لتيزي وزو، وهو ما عرض 120 ألف نسمة للعطش في عز تراكم الثلوج، كما طال أمد حرمان كل من مناطق، (مقلع، القاهرة، سيدي نعمان وآيت يحي موسي) من المياه الصالحة للشرب لأيام عديدة، وهذا لتعذر إصلاح قنوات المياه. ومن جهة أخرى طرح بالولاية، أمر خطورة فيضان وانجراف 21 مجمعا مائيا وسدود صغيرة الحجم، وتضرر 21 منبعا طبيعيا، بعدما فاضت المياه الجوفية وأصبحت تهدد بإغراق ما حولها، على مستوى مناطق عديدة، على غرار منطقة "تالة عمارة" بتيزي راشد، إلى جانب إحصاء 3 محطات تصفية مياه قذرة مهددة بالفيضان والتصدع، ويتعلق الأمر بتلك الواقعة بجنوب وغرب مدينة تيزي وزو ومنطقة تيڤزيرت، وقد تسببت الانقطاعات الكهربائية، في وقف التموين بالمياه الصالحة للشرب بنسبة 25 بالمائة، خاصة بمحطات الضخ، وخسر قطاع الري بفعل ذلك 8 محولات، 6 منها استبدلت، وأتلفت الفيضانات 8550 م3 من الحواجز الحجرية.