وتكابد العائلات المقيمة بحي »الزوين« والمقدر عددها بحوالي الخمسة مائة عائلة معاناة كبيرة من جراء تلوث مياه الوادي الواقع بالقرب من منازلهم منذ أزيد من خمس سنوات مضت، حيث وبالرغم من المناشدات والمراسلات العديدة التي قام بها سكان الحي إلى الجهات المختصة على مستوى بلدية بئر توتة من أجل تطهير مياه الوادي الذي يشهد درجات كبيرة من التلوث بسبب تحوله إلى مصب إلى قنوات صرف المياه القذرة التابعة للمنازل المنتشرة عبر تراب الحي. هذا فضلا عن عمليات الرمي العشوائي للنفايات المنزلية وغيرها من فضلات الحيوانات كالأبقار والغنم التي يقوم بعض قاطني الحي بتربيتها غير مراعين في ذلك الضرر الكبير الذي يتسببون فيه نتيجة تصرفاتهم وسلوكياتهم غير المسؤولة على الوضع البيئي على الحي، وما قد ينجر عن التدهور البيئي الذين يعتبرون أحد المتسببين فيه على الصحة العمومية ونظافة تجمعهم السكني، وفي هذا الشأن، تحول حي »الزوين« إلى نقطة سوداء تنفر المارة والزائرين له بسبب الآثار السلبية الكبيرة التي تركها تلوث مياه الوادي المجاور لسكنات المواطنين على المحيط، حيث يذكر في هذا السياق أن الوادي العابر بالتجمع السكني »الزوين« كان منذ وقت ليس بالطويل يعد أحد أهم موارد السكان المحليين للتزود بالمياه الشروب، كما كان الوادي يعتبر مكانا خصبا لتكاثر الأسماك قبل أن تعبث به الأوساخ والنفايات المنزلية حسب بعض سكان الحي ممن تحدثوا إلى يومية «السلام اليوم». من جانب آخر، أعرب محدثونا عن تذمرهم الشديد من تماطل السلطات المحلية في أخذ نداءاتهم العديدة بتطهير مياه الوادي بعين الاعتبار، مضيفين أنهم يصارعون ظروفا صعبة بفعل تصاعد حدة الرواح المؤذية المنبعثة من المجرى، خاصة في فصل الصيف واشتداد درجات الحرارة، أين تصبح ظاهرة تصاعد الروائح الكريهة من الوادي هي الصفة الطاغية بحيهم، الأمر الذي نجم عنه تكاثر الحشرات الضارة كالجرذان التي وجدت الفضاء الخصب للتجول بكل حرية بين منازل المواطنين، حيث أبدى ذات المتحدثين تخوفهم الكبير من الخطر المتربص بسلامة وصحة أطفالهم وأفراد عائلاتهم بسبب عضات الجرذان، هذا فضلا عن المعاناة الكبيرة التي يعيشونها مع حلول كل موسم اصطياف نتيجة تكاثر الحشرات الطائرة كالناموس، حيث شدد محدثونا في ختام حديثهم على ضرورة التدخل العاجل من جانب الجهات المعنية لإعطاء إشارة انطلاق الأشغال على مستوى الوادي لتخليصهم من مصدر أرق كبير صاحب يومياتهم طيلة سنوات طويلة مضت دون ان تتدخل الجهات المسؤولة لوضع حد لمعاناتهم.