يناشد حي المنكوبين رقم 1 ببلدية مناصر بولاية تيبازة السلطات المعنية لتخليصهم من الأمراض الوبائية التي باتت تهددهم في السنوات الأخيرة، بعد أن تفاقم الوضع البيئي بهذا المجمع السكني الموجود على حافة وادي لحشم والذي أصبح شبيها بمستنقع للمياه القذرة تصب إليه قنوات أحياء مجاورة مثل حي المناجم وحي الزجاج لتحوّل حياة السكان إلى جحيم قاتل· تتواصل أكثر من 21 سنة معاناة سكان الحي الموجود على بعد أمتار عن مقر البلدية والذي يضم في غالبيته عائلات هي من ضحايا زلزال سنة 1989، وأخرى فرّت من بطش الإرهاب سنوات التسعينات مع مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة والناتجة عن تلوث المحيط القريب من الوادي الذي يجمع المياه القذرة التي تصرف من سكنات الحي ومجمعات سكانية أخرى كحي الزجاج وحي المناجم عن طريق قنوات تقليدية لم تراع فيها أدنى المقاييس الصحية ولا حتى الإعتبارات الإنسانية وعلى هذا الأساس، تبقى العائلات المحاذية للحي هي الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الوبائية نتيجة الإنتشار ما يدفع السكان إلى سدّ النوافذ هروبًا من الروائح الكريهة المنبعثة من مستنقعات الوادي والتي تبلغ ذروتها في فصل الصيف مما دفع ببعضهم إلى هجرة الحي دون رجعة، وكما يشير المتضرّرون إلى أنهم تقدموا بشكاوي إلى السلطات المختصة يطالبونها بالتدخل لمعالجة المسألة· وفي سياق متصل، أكد المهتمون بالوضعية البيئية بالبلدية أن السيول التي تحمل معها المياه القذرة تزيد من تأزم الوضعية جراء التأثيرات السلبية على سدّ بوكردان الذي يتغذى من مياه ثلاثة وديان نابعة من جبال البلدية، تأتي محمّلة بالقاذورات، وتساءل السكان عن جدوى المشروع الذي كان الوادي قد استفاد منه في وقت سابق لتطهيره من النفايات المشكّلة من العجلات المطاطية وبطاريات السيارات وكذلك بقايا النشاط التجاري بالسوق الأسبوعي· ومن جهة أخرى، يشكو الحي من غياب التهيئة وندرة المياه صيفا، مما يدفع بالسكان إلى تحمّل تبعات جلب المياه خلال هذا الفصل من أماكن مختلفة وحتى عن طريق اقتناء الصهاريج بمبالغ مالية تُثقل كاهلهم لتزيد من معاناتهم التي لا تنتهي· وذكر المتضررون أن أطفالهم لم يسلموا من عضات الجرذان التي كان ضحيتها العديد منهم ومن مختلف الأعمار، وحسب ماجاء على لسان هؤلاء أن هذه الحشرات الضالة سجلت حالات عديدة وخطيرة على سبيل المثال الطفلة حليمة ذات العشر سنوات ومعاناتها من ورم في رجلها اليمنى بسبب التدهور البيئي، وكذا الطفلة سارة ذات الخمس سنوات التي كانت عرضة للسعة خبيثة من بعوض أدت إلى انتفاخ جسمها وأدخلت إثرها العناية المركزة لأكثر من شهر، وكذا حكاية الصبية مروة التي تعرضت لعضة جرد خضعت بسببها لفترة علاج دامت أشهر، هذا الأمر ضاق به المتضررون ذرعا مما جلعهم يوجهون أصابع الإتهام إلى المنتخبين المتداولين على المجالس الشعبية الذي لم يكن هدفهم الوصول إلى ذلك المنصب من أجل مشاكل السكان وإنما لتحقيق مبتغاهم لا غير·