يواصل المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني لليوم الثالث على التوالي لقاءه الحاسم لعقبة القوائم الانتخابية التي سيدخل بها سباق تشريعيات العاشر ماي القادم، وسط «حرب كواليس» جعلت الحزب العتيد تحت منظار الرئيس بوتفليقة الذي تسعى قيادات في الحزب لتحكيمه من موقعه كرئيس شرفي للحزب في النزاع الدائر حول تصدر القوائم الانتخابية. وتعد المعركة الفاصلة في الاجتماع الذي يديره بلخادم منذ أيام بفندق الأروية الذهبية بالعاصمة مسألة ترشح الوزراء والمسؤلين الحاليين والسابقين في مختلف المناصب التابعة لهياكل الحزب، حيث يواجه بلخادم رفض وزراء التخلي عن حق الترشح وخوض غمار المنافسة الانتخابية ولاسيما بولاية الجزائر العاصمة التي ينازعها حتى مساء أمس كل من الوزير رشيد حراوبية ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري الذي رفض الإذعان لطلب بلخادم بتخلي المسؤولين السابقين عن أماكنهم لجيل جديد من الإطارات الأفلانية. وإلى غاية أمس تمكن الاجتماع المغلق الذي يجري دون أي اتصال بالمحيط الخارجي حسم ترتيب أكثر من 35 ولاية عبر التراب الوطني، ولم يتبقى حسب مصادر قيادية سوى 10 إلى 15 قائمة سيتم الفصل فيها اليوم على أن تعلن نتائج العمل المتوصل إليه من طرف بلخادم في أعقاب تسليم القوائم لمصالح وزارة الداخلية. ويعد اللقاء الذي يجري منذ الأربعاء الماضي بلا هواتف نقالة ولا أنترنت –حسب مصادر من داخل الحزب- باللقاء الأصعب والأكثر تعقيدا على بلخادم الذي يخوض صراعا طاحنا مع ما يعرف بالحرس القديم للحزب المتمسك بالتموقع في القوائم الانتخابية وعدم السماح بترك المجال للكفاءات الصاعدة. ويواجه بلخادم ضغوطا من ثلاث جهات، هي حركة التقويم والتأصيل لمنسقها الوطني صالح قوجيل الذي قيد اتفاق الهدنة مع بلخادم بشرط تصدر نشطاء التقويمية وقياداتها في القوائم الانتخابية والهياكل القاعدية، كما يواجه بلخادم ضغوط ما يعرف بتنسيقية شباب «الأفلان» التي شنت احتجاجات متوالية في الأيام الماضية أمام المقر المركزي للحزب مطالبة بالحق في الترشح وتصدر قوائم الحزب، وهو الطلب الذي استجاب له بلخادم بتقديم وعد بالذهاب إلى أبعد من ترشيح الإطارات الشابة في القوائم الانتخابية بتأكيده للوفد الشباب الممثل للمحتجين، حرصه على أن يكون ضمن الفريق الأفلاني المقترح لتشكيل الحكومة القادمة كوادر شبابية للحزب. وتعد الجبهة الأكثر شراسة في مواجهة قرارات بلخادم وتوجهاته في هذه المرحلة تلك التي يقودها ضده مساعدوه في المكتب السياسي، وعلى رأسهم عبد الحميد سي عفيف والوزير عمار تو ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيزري الرافضين لإسقاط أسمائهم من القوائم الانتخابية، وهو ما سيجعل من لقاء اليوم امتحانا عسيرا للحزب العتيد.