كشفت مصادر مؤطرة للانتخابات التشريعية القادمة أن لجانا ولائية للإشراف على الانتخابات رفضت تسجيل أسماء وزراء في الحكومة ضمن قوائم الانتخابات، منهم أبو بكر بن بوزيد وجمال ولد عباس ورشيد حراوبية والهادي خالدي، ''بسبب عدم وجود أسمائهم ضمن الدوائر الانتخابية التي تعودوا أن يكونوا فيها كمترشحين وليس كناخبين''، مما أحدث ارتباكا كبيرا وسط الطاقم الحكومي، تزامنا مع نزول خبر صاعقة على مسامع الأفلانيين وهو أن الوزراء وقيادات في المكتب السياسي لم يعودوا معنيين بالترشح على رؤوس القوائم· قالت مصادرنا إن الحكومة تعيش غليانا كبيرا، خاصة الأفلانيين منهم، ''إذ بسهو من بعض الوزراء نسوا أن القانون العضوي الجديد للانتخابات يلزمهم، في حال الترشح للتشريعيات القادمة، أن يكونوا مسجلين ضمن الوعاء الانتخابي للولاية التي يترشحون فيها، بينما الواقع أن وزراءنا مسجل معظمهم بالعاصمة وكانوا يترشحون في ولايات مسقط رأسهم''· وتضيف مصادرنا أنه بعد انتهاء مراجعة قوائم الانتخابات تفطنوا لذلك، لكن الأمر جاء متأخرا كثيرا· وتذكر مصادر الجزائر نيوز أن كل من وزراء الصحة والتربية والتكوين والتعليم العالي وقعوا ضحية هذا السهو السياسي''، بل إن وزير التربية بوبكر بن بوزيد حاول التسجيل بأم البواقي الولاية التي عهد الترشح فيها إلا أن القضاة في اللجنة الولائية للإشراف رفضوه بالمطلق''· من جهة أخرى تفيد معلومات بحوزتنا أنه أنهي إلى علم أعضاء المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني أنهم غير معنيين بتصدر قوائم التشريعيات، مما ''جعل الدنيا قائمة بلا قعود داخل الحزب العتيد''· وقد أكد زحالي عضو المكتب السياسي المكلف بالشباب، في اتصال مع الجزائر نيوز هذا الخبر، موضحا أن المسألة لم تبلغهم رسميا بعد، مع العلم -تضيف مصادرنا- أن هذه الأمور لا تضبط بمراسلات رسمية وإنما بقرارات داخلية لا تكون مقيدة بالكتابة· وأكد عضو قيادي آخر في المكتب السياسي ذلك أيضا، موضحا أن ''قرارا من هذا القبيل يعد انتحارا سياسيا حقيقيا، فمن غير المعقول الدخول لانتخابات تشريعية بوجوه جديدة لا تملك شعبية كالتي نملكها نحن''· وراح القيادي في المكتب السياسي إلى غاية القول ''إذا كان يُعتقد أن مجرد منع وزراء أو قياديين في الأفلان من تصدر القوائم الانتخابية تم التغيير فهذا خطأ على طول الخط''· ويقول محدثنا الذي رفض الكشف عن هويته ''إذا تم فعليا اتخاذ هذا القرار يعني أن المسار السياسي لكثير من الوجوه قد انتهى''، داعيا إلى ''ترك قرار الإقصاء للصندوق وليس للأوامر الفوقية''· وكان عبد العزيز بلخادم وعبد العزيز زياري أمس في المؤتمر الحادي عشر يتحدثان بشكل غير مسبوق ''قالت مصادرنا إن موضوعه كان غير بعيد عن الحدث الحكومي''· وكانت الجزائر نيوز قد كتبت قبل يومين عن وجود توجه شبه محسوم نحو عدم ترشيح وزراء وقيادات أفلانية توافقا مع إرادة الرئيس في التجديد والتشبيب، وكانت حركة التقويم والتأصيل في جبهة التحرير الوطني أول من أعلن عدم ترشح قياداتها إلى التشريعيات بينما كان بلخادم قد أعلن أنه ليس من حق أحد منع الآخر من الترشح سوى الصندوق·