ترغب الكثير من العائلات الجزائرية في قضاء بعض الوقت في مساحات خضراء خارج البيت والمدينة ككل، وقد شكل إعادة افتتاح حديقة الحامة فرصة لسكان العاصمة للتمتع بجمال الطبيعة بعيدا عن مشاغل الحياة وروتينها الممل. وأضاف افتتاح حديقة الحامة متنفسا قريبا بعد اضطرار العائلات للتنقل بعيدا من أجل الظفر بمكان للراحة والاستمتاع. أثار قرار إعادة فتح حديقة الحامة ارتياح العديد من المواطنين الذين تعودوا، في السابق، على ارتياد هذا المعلم الطبيعي والجمالي منذ طفولتهم. وقد مكنت الإصلاحات التي عرفتها الحديقة من إعادة رسم ملامحها القديمة التي تعود عليها المواطنون. ورغم شساعة الحديقة إلا أنها بدت مكتظة فقد عرفت خلال الأيام الأولى لافتتاحها إقبالا منقطع النظير من قبل الزوار الذين ملوا من غياب المرافق الترفيهية وقلة المساحات الخضراء، وهو الأمر الذي حتم عليهم البقاء في بيوتهم خلال فترات العطل ونهايات الأسبوع، أما بعد افتتاح حديقة الحامة فقد تتغير المعادلة بعد أن عادت كمتنفس طبيعي لسكان العاصمة وما جاورها. وحسب السيد ''مراد '' فإن وجود مساحات خضراء أصبح أكثر من ضروري في ظل كثرة مشاغل الحياة التي فرضت على الإنسان الابتعاد عن الراحة النفسية التي لا يمكن أن يحصل عليها إلا من خلال التجول بين المساحات الخضراء والطبيعة التي لا تتوفر في أي مكان، وأضاف السيد مراد أن افتتاح حديقة الحامة زاد من ارتياح المواطنين. ويؤكد أحد المواطنين الذي كان برفقة عائلته، ''أنه بحكم قرب حديقة الحامة من البيت أصبح بإمكاننا التنقل إليها كل مساء واصطحاب الأطفال، وهو الأمر الذي يريحهم خاصة وأنهم يستعدون للامتحانات مما يخفف عنهم حدة ضغط الدروس ويمنحهم الراحة النفسية التي تمكنهم من المتابعة الجيدة لدروسهم والتحضير للامتحانات بحيوية أكبر''. المتجول بين جنبات الحديقة يلحظ تلهف الناس لاكتشاف هذه المساحة الخضراء التي تتفنن في رسم أجمل الصور الطبيعية التي تغري الناظر وتدفعه للبقاء أطول مدة ممكنة داخلها، أما أجمل ما في الأمر هو عودة كبار السن الى أماكنهم التي اعتادوا الجلوس فيها للاستمتاع بالهدوء والنقاء الذي تفرضه الحديقة على زوارها. الحيوانات تتلقى أكبر الزيارات تعتبر حديقة الحيوانات التابعة للحامة المكان الأكثر زيارة من قبل الأطفال، حيث تستأثر الأسود والقردة والحيوانات الأخرى على اهتمام الأطفال وحتى الكبار. وحول أقفاص الحيوانات تجمع عدد كبير من الأطفال الذين بدأوا في مداعبة والتفرج على حيوانات الحديقة التي طالت مدة غيابها عنهم. والمثير أن الحيوانات الكبيرة والمفترسة هي التي أثارت انتباه الأطفال على عكس الحيوانات الهادئة، بسبب فضول الأطفال الزائد الذي يدفعهم الى التعرف على حيواناتهم المفضلة. والملاحظ أن زيارة الحديقة قد اختلفت أسبابها ومواعيدها لدى الكثير من المواطنين، لكنها اجتمعت في هدف واحد هو الهروب من روتين الأيام والبحث عن متنفس طبيعي لهم ولعائلاتهم بعيدا عن القلق والتوتر. حديقة الأحلام متنفس آخر تفتقد العائلات الجزائرية إلى مساحات خضراء وحدائق لقضاء عطل نهاية الأسبوع، وحتى وإن وجدت فهي لا تكاد تكفي الكم الهائل من العائلات التي تبدأ في التدفق على هذه الأماكن خلال يومي العطلة. وتشهد حدائق الألعاب والتسلية إقبالا منقطع النظير فهي المقصد الذي يفضله الأطفال ومن بين الحدائق التي تعرف هذا الرواج حديقة الأحلام التي مازالت قبلة مفضلة للأطفال الذين يتدفقون عليها يوميا ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا الى غاية منتصف الليل، خاصة في نهاية الأسبوع. وتفرض حديقة الأحلام بعض الشروط على زوارها منها الحرص على دخول العائلات وتجنب دخول الغرباء الى فضاء الحديقة الواسع. ويحرص على ضمان الأمن ومراقبة الزوار عدد من أعوان الأمن المتجولين داخل الحديقة، بالإضافة الى كاميرات المراقبة المثبتة بين أطراف الحديقة. وقد كانت حديقة الأحلام الى وقت قريب متنفسا للعائلات الجزائرية المقيمة بالجهة الشرقية للعاصمة وحتى من مناطق أخرى. وأكدت السيدة ''منيرة'' من بلدية الرويبة التقيناها بحديقة الأحلام، أنها تحرص ان تأتي رفقة أطفالها للحديقة ولو مرة واحدة في الشهر للتخفيف عنهم، خاصة وأنهم بصدد إجراء امتحانات في الأسبوع المقبل. وأضافت أنها تحرص في كل مرة على تخصيص جزء من المال بغرض التنزه ومشاركة أبنائها اللعب وتناول وجبة الإفطار تحت أشجار الحديقة في جو طبيعي قل مثيله ولا يمكنهم التمتع به إلا في هذا المكان الذي تأوي إليه عائلات جزائرية وجاليات أجنبية مقيمة بالجزائر. وما زاد من إقبال المواطنين على حديقة الأحلام احتواؤها على ألعاب حديثة ومسلية يلتف حولها العديد من المراهقين والشباب الذين تستهويهم المغامرة وركوب الصعاب. والطريف أن الكثير من المراهقين من الجنسين يختارون ركوب الألعاب الصعبة وهو ما يدفعهم للصراخ و لقاء الزغاريد في آن واحد، وهذا ما يزيد في رغبة غيرهم من الشباب في تجريب هذه الألعاب.