خبز الشعير - الحامضة تحن الكثير من العائلات في ولاية تيسمسيلت، خلال شهر رمضان الكريم إلى خبز الشعير أو ما يسمى محليا ب''الحامضة''، حيث يتم تحضيره أو شراؤه جاهزا من الأسواق الشعبية أوقارعات الطرق ويقدم على طاولة الإفطار ليحل محل العديد من أنواع الخبز على غرار الرقايق والمطلوع وغيرها. تعتبر ولاية تيسمسيلت منطقة فلاحية بامتياز، خاصة في زراعة الحبوب، ولذا يقبل أهلها وخاصة في المناطق الريفية منها على استهلاك الكثير من أنواع الخبز المحلي في طليعتها خبز الشعير (الحامضة)، لما له من فوائد ومنافع صحية. ويزداد الإقبال عليه بشكل لافت خلال شهر رمضان، حيث تعكف ربات البيوت على تحضيره قبيل حلول الشهر الفضيل بأسابيع. وحسب بعض العائلات القاطنة بمنطقة سيدي سليمان، الواقعة في عمق الونشريس حوالي 65 كلم شمالي الولاية، فإن التحضير يبدأ من حصد المحصول، ثم يتم درسه وغسله وتنقيته من الشوائب قبل تجفيفه وطحنه باستعمال في الكثير من الأحيان المطحنة التقليدية المسماة محليا ''القرويشة''، بعد ذلك يتم غربلته بغرض الحصول على دقيق صاف يميل لونه إلى الفضي. ومن أجل الحصول على خبز الشعير يتم عجنه بالماء، وتترك العجينة مدة تقارب ال24 ساعة. وفي اليوم الموالي، يتم خبزه على شكل أقراص دائرية، ويطهى على نار الحطب، أو يوضع في الأفران التقليدية المصنوعة من الطين لمدة لا تتجاوز 10 دقائق، وأخيرا تقدم ''الحامضة'' في أطباق عادة ما تكون من مادة الحلفاء. كما يعد هذا الخبز مصدر رزق لبعض العائلات من خلال تسويقه عن طريق الأطفال في الأسواق الشعبية أو على قارعة الطرقات، وحتى داخل المناطق الحضرية على غرار عاصمة الولاية التي تشهد أرصفة شارعها الرئيسي أول نوفمبر، والسوق الشعبي المسمى ''سوق حليمة'' رواجا لهذا الخبز، الذي له من الفوائد الصحية الكثير منها التخفيض من نسبة الكولسترول، وتضميد جراح القرحات المعدية والوقاية من أمراض القلب والسكر. محمد دندان