"براريك" برج بونعامة دعا شاغلوا البنايات الجاهزة المتواجدة بتراب بلدية برج بونعامة بتيسمسيلت أهل الحل والربط بالولاية الى ايقاف منسوب " الميزيرية " المسلطة عليهم بفعل الواقع أو الحالة المزرية التي آلت اليها سكناتهم التي لم تعد قابلة لاحتضان وايواء بني البشر بفعل الاعلان عن مراسيم وفاتها بعد انقضاء عمرها الافتراضي عام 97 من القرن التاسع عشر عن عمر يناهز 17 سنة بما أن هذه السكنات عفوا الأكواخ تم تشييدها من قبل مؤسسة دراقادوس الاسبانية في أعقاب زلزال الأصنام عام 1980 الذي لامست قوته بعضا من مناطق تيسمسيلت ومنذ هذا التاريخ " اي تاريخ الوفاة " دخلت العائلات القاطنة بها في معاناة أبدية وصراع مرير مع شتى " ماركات " الأمراض في طليعتها وباء السرطان الناجم عن تحلل مادة " الأميونت المسرطنة " المتواجدة بنسبة كبيرة داخل الصفائح المستعملة في البناء اضافة الى أمراض الربو والحساسية والأمراض الصدرية التي ما فتئت تفتك بالعشرات من شاغلي هذه البراريك خصوصا شريحة الاطفال وكبار السن نتيجة انعدام خدمة التهوية بسبب غياب الشرفات عن تصاميم هذه البنايات " المعتلة " التي كانت محل زيارات ومعاينات العديد من اللجان المحلية منها والوزارية وقفت تشكيلاتها على حجم الغبن الذي يئن تحت وطأته جحافل آدمية تموت في اليوم الواحد أكثر من مرة وبكل الاشكال والألوان وعنوان المرض هو السرطان من دون أن تأتي هذه الخرجات بمثقال ذرة من الحلول لا الاستعجالية منها ولا تلك المبرمجة في أجندة المسؤولين رغم فوات نصف سنة عن آخر زيارة ، ويقول البعض من المتضررين أنهم يفضلون الموت في مقرب على البقاء كرهائن للأوبئة والعلل الفتاكة في اشارة منهم الى الموت البطيئ الذي لم يقو هؤلاء على تخليص انفسهم منه بانفسهم كون " البراريك " تنتمي لحظيرة السكن الوظيفي ولم يحظوا بعد من الاستفادة من مقررات التنازل عليه رغم طلباتهم العديدة والمتعددة التي تكبدوا معها سوى خسارة الورق والحبر ومصاريف ايتاوات الرسائل المضمونة التي يبدوا وكأنها التهمتها سلات مهملات الجهات الوصية منهم من حل موعد انضمامه الى شريحة " الموتى قاعدين " وبالتالي مغادرة المسكن مع العلم أن " البارطمات " المريضة يسكنها الى جانب موظفين بقطاع التعليم أساتذة وعمال مركز التكوين المهني الشهيد " محمد رتيعات " ، ويضيف آخرون أن انتشار مرض الاهتراء في مفاصل البنايات التي تزداد تآكلا يوما بعد يوم حرمهم من توصيل وتركيب انابيب غاز المدينة والاستنفاع بهذا المورد الحيوي وبالأخص في الايام الشتوية ، ووسط هذه " الغبينة " التي وصفها البعض ببرميل " ديناميت " قابل للانفجار في اي وقت يجدد المتضررون من افرازات سكنات تحولت بمرور الزمن الى علب أو اقفاص موت مناشدتهم وصرخاتهم باتجاه المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي وبقية الجهات المعنية ايلاء قضيتهم أهمية بالغة بعيدا عن سياسات التطمين المرفوقة بالعهود والوعود الجوفاء لتخليصهم من الموت المحتوم على الأقل باتخاذ حلول سريعة على غرار الاجلاء الفوري من تحت أسقفها الآيلة للانهيار ريثما يتم التكفل بما هو مسطّرا مستقبلا ، يذكر أن الحظيرة السكنية في تيسمسيلت تضم قرابة 400 " براكة " موزعة على بلديات برج بونعامة وخميستي والعيون وثنية الحد يتقاسم شاغلوها نفس الهموم