اذا كانت السلطات المحلية تعمل على حماية المواطنين و توفير أسباب الراحة لهم حتى يكون في الامكان خلق التنمية المنشودة التي نادى بها رئيس الجمهورية ، فان سكان حي حيدرة ببلدية الملعب بولاية تيسمسيلت يشكلون الاستثناء لدى السلطات المعنية ، التي طالب بها سكان الحي اثناء زيارة لنا لهذه المقابر التي بنيت في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين والتي هي عبارة عن 20 سكن مبنية على شاكلة بيوت بلاستيكية او بالاحرى بيوت الاسكيمو في القطب الشمالي وذلك احتسابا لعدم اتساعها من جهة ومخاطرها من جهة ثانية ، فهذه السكنات التي احصيت سنة 2007 لهشاشتها وعدم ملائمتها بخطورتها على الساكنة لم تحرك السلطات المحلية لانتشالهم من مقابرها فجميعها تتوفر على غرفة واحدة وتم توسيعها من قبل مواطنيها غير ان هذه التوسعة لم تلبي الحاجة لهؤلاء ، ضف الى ذلك مشكل تسرباتها المائية كلما تساقطت الامطار والتي تلزمهم اقفال الشبكات الكهربائية نظرا لتشابكه خطوطها وقدمها ، حيث توجد اقفال الكهرباء بجانب مصابيح الاضاءة وبجانبها العداد الكهربائي وشبكة التوزيع وذلك راجع لهندسة هذه البيوت النصف دائرية ، ويؤكد السكان جميعهم انه عند تساقط الامطار تتسرب المياه فتكهرب سكناتهم ما يجعلهم يستغنون عن الكهرباء في اعز الشتاء ، ليعودو بهدها الى الحياة البدائية باستعمالهم الكانكي والشموع وحتى الفحم نظرا لعدم استفادة البلدية من مشروع التزود بالغاز الطبيعي ، الى جانب هذا فالمراحيض وقنوات الصرف الصحي هي الاخرى من موانع سكان هذه المقابر بسبب الشتاء و الضيق و عدم تصريف شبكاتها المتداخلة هنا وهناك خصوصا بعد التوسعة التي قام بها السكان باقتسام غرفهم مع بعضهم البعض لتصبح السكنات متشابكة في فوضى مثل المقابر المتكومة لا تصلح لاي شيئ سوى للبؤس والدفن ولحياة سراق الزيت" الصراصير" والجرذان" ، حيث اكد احد السكان في نبرة صوته شعوره بالغبن والحرمان في حق كان سيقيه ووالديه وابنائه القليل من معاناة العيش في هذه الجحور القصديرية التي تفتقرالى ابسط ضروريات العيش الكريم خصوصا والحي يتوسط بلدية الملعب بالقرب من مقر البلدية ، لكن المعاناة التي وقفنا عليها تستدعي صحوة ضمائر مسؤولينا واستعجال لا نتشال هؤلاء السكان من الغبن والعيشة في مثل هكذا وضعيات بل وبالاحرى تستدعي ايضا التحقيق معهم حول البرامج التي تقرهها الدولة لانتشال الفقراء البؤساء من الامراض والابوئة التي مرجعيتها سوء الحكمة والتسير والتخطيط طيلة الحقبة البومدينية ، منتظرين بفارغ الصبر توزيع السكنات الاجتماعية الثلاثون الموجهة اليهم لكن السكنات الجديدة هي الاخرى تشوبها العديد من الاختلالات والعيوب في التوزيع و الانجاز كمشكل شبكات التطهير وقنوات الصرف الصحي التي كشفت عيوبها المصالح التقنية منذ اسبوع تقريبا ، اضافة الى مشكل تحويل مشروع الملعب الجواري من الحي الجديد الى مخرج البلدية بطريق تيارت والذي يتناقض تماما مع برامج التمنية الحضرية.