جودة الحياة خير من الناتج القومي ، و العِلْمُ بالوطن أحسن من التغني به ، و المجتمع معرفة لأن " المجتمع المتخلف عن الحضارة و خطى الغد لا تقبل شهادته أبدا ، و هو كالفرد المنحرف و المتخلف عن مسيرة السلوك الاجتماعي تسقط شهادته في ميزان العدالة حسب رأي المفكر مالك بن نبي رحمة الله عليه " ، و المعرفة قوة لا تُسوق التحزب و التمركز و تجزئة الجمهور بالإعلام الانطباعي بدل الاعلام الاقناعي ، على اعتبار أن القضية إن لم يكن مجزوما بها فلا تدخل في العلم ، إنما في الشك أو في الظن أو في الوهم ، خلافا فالديمقراطية شبيهة بعلبة كبريت غير مرتبطة بمدة صلاحية ، و غير مستعلمة بالمقادير و دواعي الاستعمال ، و الجميع يعلم أنه كلما زاد الطهي تضاءلت النكهة. أحاول أن أطوي صفحة يمين الأمس و يساره ، حتى لا أستبطن هامشيته على خريطة الحدث الانتخابي بداعي التوفيق بين الحدود المتضاربة و الحدود المتنافرة ، أحاول أن أسُوق رأي على ظمإ صافي الرؤية ، فالدعوة إلى الانتخاب هي العودة إلى الانتخاب الفعلي القائم على إمداد السلطة بالنخب التي تحتاج إليها و برنامج يصوغ وصية تفصيلية لمشروع مجتمعي متكامل لا سيكولوجية الدعاية اللفظية المطعمة بالوعود العاجلة و الآجلة ،فالمجهود برمته يهدف إلى توسيع دائرة الحكم لا السيطرة على الحكم، و الظاهرة تتجلى أكثر في الانتقال من النزعة الفردية إلى النزعة النظامية بقالب مؤسساتي عنوانه من يحكم في الدولة لا يملكها . باختصار، سهل أن تسْحَقَ فراشة بِرَاحَةِ يَدك، و صعب أن تُنظِفَ الحدث بالمبررات . فالاعلام العربي لم يتخلص بعد من الاملاءات الفوقية و اللآت المزاجية، بل لم يرتق بعد إلى صناعة الأخبار، أي لا يتعاطى الخبر كمعرفة و الرأي كتوجيه، بل معظم ما هو جاري هو مجرد تعبير عن آراء، و الرأي يُنسب إلى صاحبه . فتصور أخي عندما تضع هذا الإعلام في منابر مطاطية و يصبح شكله يخالف شعوره، إذن فلا القنوات الغربية تستطيع أن تسرق جزائريتي و لا القنوات العربية تستطيع تهريب حريتي بجواز سفر مزور.