الفساد من ظاهرة إلى منظومة ، " تحس أنه طبيعي من كثرته " حسب تصريح أحد الوزراء العرب ، حاضر بمهارات أوصلته إلى مقدمة حريصة على تغليفه بالسرية ، لم يعد مجرد ضجة قادمة من " اليوتوب"، أو صفحة سخرية مستحدثة على الفايس بوك ،أو مشهد درامي مُكرر يتبلل بحسرة الدموع، بل عضو في فرقة المطافئ حَسًنَ كثيرا سِجَلهُ المدرسي ، يلعب دور الطاووس بحلاقة سيئة ،تسعيرة بذلته تطوق عنقه بالفضائح ،شبيه بالسموم النووية التي تسربت إلى جينات الأجيال، فابتلع معظم اقتصاديات العالم خاصة العالم الثالث كما يبتلع تسونامي الشواطئ ، فائق الدقة في تحضيراته ، لكنه يُحسب على الخطأ المألوف بحجة الصراع نوع من النفوذ ، و بدل الاستماع إلى تأبينه الجنائزي ، بقي أنفه قريبا من أعمالنا يجلب إليها الطفيليات . الأجواء ليست صالحة للطيران،فالقذائف تأتي من دون دعوة ، امتلأت الذاكرة بقصص التزوير ، و الضربات محملة بإحداثيات دقيقة ، تتوسع أكثر بمناطق الاستجواب ، لم تعد تقارير الاطمئنان ضوء الشرفة الذي تنتظره ، تمارين الرعب على ممرات العبور مخيفة بمباريات عالية المخاطر ، تجعل الشاة لا تقوى حتى على الذهاب إلى المرعى ، وكمية من الشائعات تقضي على شخصك ولا تُعفيك من الذمم السابقة فالمعروض الفكري غالبا ما يقابله عرض تهديدي. الفوضى عميل مهمته التخلص من الأدلة ، و العض على الجراح ، يستعمل الإبر للحصول على المعلومات ثم يتحول إلى جرح في خاصرة الموضوع ،الأمر شبيه بالمُستجير من الرمضاء على النار ، الفوضى تبيع ضمادات جراح التي لا تفوق مهاراتها العلاجية بحجة لا يمكن تنظيف مطبخ عمره عقود ، رائحتها شبيهة برائحة الفرامل المتكررة التي لا تنتبه إلى إشارات المرور الدورية . الصمت لساننا الطبيعي لكن لا تنفذ منه الأسئلة ، و الكلام الصريح لا يمكن إبادته بالتبخير أو تشغيله في فنادق الترفيه ، و العمل الجيد لا يفحص بنصيحة باردة في وسط تتغير فيه مواقع التماس لأن النصر مولع بالاستعداد لا يُقطر بوصفة طبية ، الجسم السليم لا يأبه للجراثيم العابرة ، ملفاتنا ساخنة تقاعدت عن لعبة التجسس فالأخبار المريضة هي أيضا رجل مريض ، و من يزرع حنظلا لا ينتظر سكرا. دافعو الضرائب أصبحوا عملة نادرة والممثلون استهلكوا و لم يعودوا نجوم شباك في تفسير المناطق الرمادية،تسممت عقولهم بقافية الصلاحيات و السلطات ، انتهت دراستهم لا مزيد من الأقلام لا مزيد من الكتب . التخلف مثل مروج الرحلات السياحية، لا يمكن إخفاؤه بالمراجعة و إعادة التخزين ،المصابيح في طريقها إلى القاعة لتحرير المشروع من لوحة الرسم، لا يمكن سرقة الكحل من العين أو تحويل المناقب إلى مذاهب فمن يملك قوة الحجة خلاف من يستعمل حجة القوة. عمر الوطنية ليس خمس سنوات ،و الأحزاب السياسية لا تمنح شهادات الوطنية،و لا صكوك الانتماء ، هذه ليست ملاعب طفولة تتشابه فيها قطع الغيار بقطع الحلوى فالايديولوجيات تتجاسر لتقديم بديل لا ينطفئ في بدايات عهده من هزة واحدة ، للوقت ضريبة ، و من يريد محاربة الوقت فعليه الإطاحة بعقارب الساعة أولا إن استطاع ، حرروا صمامات الأمان فالعيش الوطني مستهدف لأنه فرحة ، و الفرحة ليس لديها رقم في عالم يتواصل و يتسوق عبر الأنترنت ، قالها أسانج " صاحب موقع ويكيليكس تعبيرا عن المواقع المكيفة " العيش في السفارة كالعيش في مركبة فضائية " .