30 ألف إصابة بالحروق سنويا في الجزائر ذكر البروفيسور جوكدار سمير رئيس مصلحة الجراحة الترميمية بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة ،على هامش الملتقى الدولي الثالث للجراحة التجميلية للحروق الذي احتضنه فندق الصنوبر الذهبي بوهران، أنه يتم تسجيل ما يقارب 30 ألف إصابة بحروق سنويا بالجزائر ، و أن أغلب المصابين يتمكنون من مغادرة المستشفى بعد أيام من العلاج ، بينما يظل ما يقارب 7 آلاف مصاب سنويا - حالاتهم خطيرة - مدة أطول تحت المراقبة الطبية عبر المصالح الخمسة المنتشرة في مختلف جهات الوطن . وكشف الدكتور كمال لونيس من مصلحة الحروق بمستشفى وهران أنه يتم استقبال 30 مصابا يوميا ، مما يدل على تفاقم هذا النوع من الإصابات أمام انعدام التوعية لتجنب التعرض لحوادث الحروق خاصة داخل المنازل ، حيث أن المصلحة لا تحتوي سوى على 19 سريرا .علما أن وهران ستحظى بمركز خاص لعلاج الحروق و الذي يندرج ضمن برامج المخطط الخماسي القادم لتغطية 12 مليون نسمة من غرب البلاد بسعة 120 سرير. وعرض الدكتور ماووش رابح من مستشفى عين تموشنت نماذج عن بعض العمليات التجميلية التي أجراها لمرضى مصابين بأورام في الوجه أو إنتفاخات للغدة اللعابية . و أكد أن التكفل بعلاج مريض واحد يكلف الخزينة العمومية ما يقارب 9 آلاف دج عن كل ليلة يقضيها في المصلحة الاستشفائية . مشيرا إلى أنه تمكن بفضل الإمكانيات التي وفرتها وزارة الصحة لمستشفى بن زرجب من تقليص مدة بقاء المريض لديها من 7 أيام إلى 3 أيام فقط .و أعلن أنه قام بجراحة تجميلية ترميمية ل15 مريضا ما بين سنتي 2008/2010 و كانت كلها ناجحة . 16 بالمائة يموتون قبل العلاج بتونس قال الدكتور مسادي محمد من تونس أن علاج الحروق قد عرف تطورا في التكفل بالمريض منذ سنة 2008 تاريخ فتح مركز الإصابات و الحروق البليغة المختص في هذه المهمة فقط ، و رغم هذا التحسن يضيف المتحدث لا زال 30 بالمائة من المصابين بحروق في تونس يموتون أثناء نقلهم للمركز أو المستشفيات أو حتى بتأخير علاجهم في المؤسسات الصحية حيث يتغلب عليهم التعفن و لا يستطيعون المقاومة .و أكد أن المركز الجديد استقبل خلال السنة الجارية 5905 حالة إستعجالية تم قبول منها 728 مصاب لمتابعة العلاج نظرا لخطورة الحروق .و كدليل على تضاعف الإصابات بالحروق قال الدكتور أن المركز وحده قام أطباؤه بإجراء 9 آلاف فحص و أكثر من 8 آلاف تغيير ضمادات خلال السنة الجارية و هذا لوجود أجهزة متطورة .علما أن تونس هي الدولة المغاربية الوحيدة التي تتعامل مع الشركة العالمية "سميثنافيو"المختصة . جلد الموتى و بقايا الختان لتجميل المحروقين بالمغرب رغم أن الوضع لا يختلف في المغرب عنه في باقي الدول النامية فيما يخص علاج الحروق، إلا أن هناك إجراءات اتخذت للتكفل الجيد بهؤلاء المرضى منها اللجوء لتكوين أطباء عامين في كيفية تقديم الإسعافات الأولية للمصاب بحروق عند وصوله للمشفى. و هي المرحلة المهمة في العلاج، و يتوقف عندها مصير المريض المستقبلي. و أضاف الدكتور بوكيند حسان أنه يوجد الآن بالمغرب 70 طبيبا مختصا في علاج الحروق و الجراحة التجميلية ، و لكن إذا لم يقم الطبيب العام بتقديم إسعافات مناسبة فيمكن أن يموت المحروق، حيث تسجل المغرب وفاة 16 بالمائة من المحروقين . و بخصوص العمليات الترميمية قال الدكتور بوكيند أنه يتم حاليا العمل على توفير بنك للجلد، يتم جمعه من جلود الموتى الصالحة للعمليات وبقايا الجلود المستعملة في عمليات جراحية أخرى. و إذا كان المصاب طفلا غير مختون فنلجأ لختانه و استعمال الجلد المقطوع لترقيع المواقع المصابة من الجسم .و هي طرق عملية لتفادي بقاء المريض مشوها. العسل الطبيعي..علاج استعجالي فعال لمنع تعفن الحروق أشار البروفيسور شادي الحايك من لبنان ،أن هناك أبحاث علمية أثبتت فعالية استعمال العسل الطبيعي كمعالج استعجالي للمحروقين ، حيث أن العسل يحتوي على إنزيمات عندما توضع فوق الحروق تقتل البكتيريا و تمنع التعفن ، و تحافظ على أنسجة الجلد إلى غاية تدخل الأطباء المختصين . وأنه بهذه الطريقة يمكن التقليص من عدد الوفيات الناجمة عن تأخر العلاج. و أضاف البروفيسور أنه يجب دراسة و تطوير الطرق التقليدية للعلاج في الدول النامية، عوض اللجوء للأدوية و التجهيزات الحديثة التي هي مكلفة جدا.موضحا أن هناك طرق تقليدية مشتركة بين عدة دول تتم دراسة فعاليتها العلمية و الطبية لتبنيها كعلاج استعجالي للمحروقين قبل وصولهم لمراكز العلاج، فحتى التراب في بعض الدول يستعمل علاج أولي خاصة و أن 70 بالمائة من الحروق يصعب علاجها كما قال، نظرا للمضاعفات الناجمة عن تأخر أو سوء تقديم الإسعافات الأولية حتى داخل مراكز العلاج ،كون المصاب بحروق يتم فحص قلبه و ضغطه و تنفسه و غيرها من الفحوصات قبل الوصول لعلاج حروقه .فما هو متفق عليه عالميا أن المصاب بحروق يجب إنقاذ حياته أولا ، لذا فالفحوصات لا تخص الحروق في حد ذاتها في البداية ، بل تقديم الإسعافات الأولية لتجاوز مرحلة الخطر و الموت. و لكن تبقى العلاجات النفسية و السوسيولوجية هي الأمر الصعب ، للبحث عن طريقة إدماج المحروق في المجتمع بالتشوهات التي يمكن أن تنجم عن الحروق ، خاصة في فترة العلاج التي قد تطول. و من أجل تفادي كل هذه الوضعية يضيف البروفيسور شادي، تبقى الوقاية و التربية و تحسين ظروف العيش للأسر في المجتمعات النامية هي الأساس، لاستغلال المصاريف الباهظة لعلاج الحروق في مجالات تنموية أخرى. و على صعيد العلاج التجميلي ،أكد البروفيسور شادي أنه ضرورة لإعادة تأهيل و دمج المحروق في المجتمع ، ولكن الشرط الأساسي أن يكون واعيا بما يمكن أن ينجم عن العمليات الترميمية أو التجميلية .و هذه العمليات كما قال صعبة أيضا حسب نسبة احتراق الجسم لأن الترميم يتم بواسطة اقتطاع جزء من جلد المريض ، و عندما لا نجد هذا الجلد تتوقف عملية الترميم. وذكر الطبيب اللبناني أنه يتم الآن البحث عن الحلول كالجلد الاصطناعي مثلا، وإن كان هذا الحل أيضا مكلف جدا و ليس في متناول الدول النامية و الفقيرة. الأكتيكود" تقنية حديثة تبحث عن سوق بالجزائر و كحل لهذا المشكل المتمثل في إيجاد جلد لترميم و تجميل المصاب بحروق، قدم ممثل الشركة العالمية للتجهيزات الطبية و الأدوية المعالجة للحروق، آخر تقنية يتم تداولها اليوم في عدة دول من شأنها تقليل عدد مرات احتياج المريض لجلد. و هي تقنية " الأكتيكود" و هي حسب ذات المصدر تقنية تخفف أيضا من تكاليف العلاج ، كونها تقلص أيام العلاج داخل المستشفيات من 7 أيام مثلا إلى 3 أيام . و في شرحه للتقنية قال السيد محمد زينة ممثل فرع دبي لشركة " سميث نوفيو" البريطانية ، أنه يتم صنع حبيبات الفضة التي أثبتت فعاليتها العلاجية ، ونضعها فوق ضمادات خاصة و كبيرة الحجم توضع مباشرة فوق الجزء المحروق فور وصول المريض للعلاج ، وذلك قبل فحص قلبه و نبضه و غيرها من الفحوصات .و الفائدة منها هي منع التعفنات ، و خاصة المحافظة على الأنسجة الجلدية ، وأيضا ضمان الترقيع الدائم لجلد المريض ،كي لا نقع بعدها في مشكل البحث عن جلد إضافي لمواصلة العلاج . فذوبان حبيبات الفضة في الجلد المحروق يقتل البكتيريا و يمنع تحلل الأنسجة .و أضاف السيد زينة أن تواجده في الملتقى من اجل تقصي إمكانيات التعامل مع الجزائر، لتوفير هذه العلاجات التي تنتجها الشركة و التي هي غير متوفرة في الجزائر. الجراحة التجميلية..ضرورة علاجية أو مظهر في ردهم على سؤال طرحته النصر حول الجراحة التجميلية ، هل هي ضرورة علاجية أم فقط من أجل المظهر، أجاب البروفيسور كوستاغي من فرنسا أن الجراحة التجميلية تختلف من شخص مصاب إلى شخص عادي ، فالأفراد العاديون لهم الاختيار في إجراء العملية من عدمها ، أما المصابون بحروق مثلا فلا خيار لهم ، خاصة إذا كانت التشوهات كبيرة و بارزة . و أوضح أن المرضى يجب أن ينتظروا مدة لا تقل عن 8 أشهر للتحضير للعمليات التجميلية التي يجب أن تسبقها تجارب على الجلد المحروق، أما الأصحاء فقال البروفيسور "لا أحبذ أن يلجأوا للتجميل ، إلا في حالات التشوهات الخلقية التي تؤثر على مسيرتهم الحياتية ،كالفنانين الذين يجب أن يتوفروا على منظر مقبول من طرف معجبيهم ، حيث تصبح العمليات التجميلية ضرورية لهم في هذه الوضعية " . أما البروفيسور شادي الحايك من لبنان فقال أن التجميل هو عملية جراحية كغيرها من العمليات ، لذا يجب تثقيف و توعية المقبل عليها ، بما يمكن أن ينجم عنها من مخاطر ، و في حالة فهمه ووعيه بذلك فلا مانع من إجرائها ، و لا فرق إن كان المريض مصابا بحروق أو شخص عادي لأننا نتعامل مع حالة طبية. ويذكر أنه اختتم أول أمس الملتقى الدولي الثالث للجراحة التجميلية للحروق الذي نظم من طرف مصلحة الحروق بمستشفى وهران و الجمعية الأورومتوسطية لعلاج المحروقين ،بعد يومين من المحاضرات العلمية و الطبية حول الإصابة بالحروق و الطرق الواجب إتباعها للعلاج، و كيفية البحث عن العلاجات الأقل تكلفة بالنسبة للدول النامية .