صورة للسد سنوات بعد الإنجاز استهلك قطاع الري في ولاية تيسمسيلت خلال العشرية الأخيرة، خاصة في مجال البحث عن الثروة المائية وتزويد السكان بمياه الشرب وإنجاز هياكل التخزين، أموالا طائلة. لكن في المقابل لا يوجد ما يعكس حجم وضخامة تلك الاستثمارات على أرض الواقع. لاتزال معظم بلديات ولاية تيسمسيلت وقراها تعاني من أزمة عطش حادة، تشتد حدتها خلال كل صيف ومنذ سنوات طويلة. ويراهن المسؤولون على سد ''كدية الرصفة ''لحل المعضلة. غير أن هذا السد أنجز واستلم منذ 3 سنوات، والى يومنا هذا لم يشرب منه حتى سكان البلديات المحيطة به. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن تيسمسيلت قد لاتشرب منه رغم فاتورة المشروع التي قدرت بحوالي ألف مليار سنتيم. فمنذ منتصف التسعينيات ومعظم بلديات ولاية تيسمسيلت تعاني من أزمة الماء الشروب بعدما جفت وقل منسوب الآبار والمنابع السطحية التي تتزود منها. وصارت هذه الأزمة بمرور الوقت أكثر حدة في لرجام، برج بونعامة، الأزهرية وأولاد بسام وغيرها من البلديات. حيث لا يزور الماء الحنفيات، حسب المواطنين، إلا مرة في أسبوعين، وأحيانا مرة في ثلاثة أسابيع أو أكثر، كما هو الحال في بلدية لرجام إحدى أهم البلديات الكبرى في الولاية مساحة وسكانا. وقد نفد صبر سكانها مؤخرا بعدما انقطع عنهم الماء لمدة فاقت 21 يوما؛ حيث خرجوا إلى الشارع. والأزمة لازالت مستمرة في ظل غياب الحلول والاقتراحات، مع العلم أن لرجام تتزود من 10 آبار سطحية منذ 5 سنوات لكنها جفت. وقبل هذا كانت البلدية تتزّود من عاصمة الولاية على مسافة حوالي 30 كلم بواسطة أنبوب بصورة كافية جدا، غير أنه ولأسباب يعرفها العام والخاص قطع المسؤولون الماء عن لرجام، مبررين ذلك بكون الأنبوب لم يعد صالحا. وحسب العارفين، فإن حل أزمة لرجام ليس في توصيل مياه كدية الرصفة، وإنما في إعادة تشغيل هذا الأنبوب، وهناك إمكانية كبيرة لتنفيذ هذا المقترح. ويكمن حل أزمة تيسمسيلت مع الماء في رأي مسؤوليها في توصيل مياه سد ''كدية الرصفة '' الذي يعول عليه لتزويد 14 بلدية بالماء الشروب، لكن هذا الطرح ظل يسمعه المواطن منذ أكثر من 10 سنوات، والآمال كلها كانت موجهة صوب هذا المشروع، الذي استهلك إلى يومنا حوالي ألف مليار سنتيم، وأنجز واستلم منذ 3 سنوات. غير أن مياهه لم تصل إلى أقرب نقطة إليه وهي بلدية سيدي سليمان. وقد وعد المسؤولون سكان سدي سليمان وبرج بونعامة بأنهم سيشربون مياه هذا السد قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية، لكن الحقيقة كانت غير ذلك. فمستوى منسوب مياهه لازال بعيدا جدا عن المستوى المطلوب بسبب الجفاف، حسب رواية المسؤولين. وفي حالة استمرار حالة الجفاف فقد لا تشرب الولاية أصلا من سد ''كدية الرصفة ''الذي ما كان لينجز لولا مجهودات الصينيين.