صورة للزاوية تلعب زاوية المقطع ببلدية برج بونعامة في ولاية تيسمسيلت أدوارا تربوية واجتماعية مميزة، أهمها انتشال العشرات من التلاميذ المتسربين سنويا، وإصلاح ذات البين، والتكفل في بعض الأحيان بالمعوقين والعجزة، وتأهيل الطلبة للإمامة وتدريس القرآن وحفظه، إضافة إلى تنظيم ملتقى وطني للشيخ العلامة أحمد بن يحي الونشريسي، وتسعى الزاوية إلى إنشاء مدرسة للبنات. في سفح جبل الونشريس الشامخ، وعلى الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين تيسمسيلت والشلف، تقع زاوية سيدي علي الحاج العداوية الشاذلية، المعروفة بزاوية المقطع، نسبة إلى اسم المكان. أخذت اعتمادها الرسمي في سنة .1982 ومنذ ذلك الوقت وهي قبلة للكثير من الأطفال الصغار وحتى الكبار من المنطقة وحتى خارجها، يأتون لحفظ القرآن وتعلم الفقه وغيرها من الأمور المتعلقة بالعقيدة واللغة. وحسب شيخ الزاوية الأستاذ محمد بودينار، فإن الزاوية ''ساهمت ولا زالت تساهم بشكل كبير في انتشال العشرات من تلاميذ المنطقة المتسربين مدرسيا، حيث يلجأ العديد من هؤلاء المتسربين إلى الزاوية عوض مراكز وملاحق التكوين المهني والتمهين لبداية مسيرة جديدة في حياتهم مرتبطة بالدين والدنيا''. ويقول الشيخ بودينار في هذا الصدد ''إن زاويتنا تحتضن على مدار السنة 120 طالب مقيم من الولاية وحتى من الولايات المجاورة كالمدية والشلف وعين الدفلى وغيرها. يتلقون دروسا في الفقه والنحو الواضح والتجويد والسيرة والتاريخ وفي العقيدة من طرف أساتذة وأئمة ومعلمين في حفظ القرآن على مستويات متفاوتة، وبعد مدة يصبح الطلبة مرشحين لخوض مسابقة الأئمة ومعلمي القرآن''. وقد تخرج من الزاوية أكثر من 220 بين إمام ومؤذن ومعلم للقرآن. ويفتخر شيخ الزاوية بهذا الإنجاز الذي يعتبره كبيرا وعظيما، بالنظر إلى عزلة المنطقة وضعف الإمكانات المالية للزاوية. ولم تكتف الزاوية بهذا فقط، بل تلعب أدوارا أخرى منها إصلاح ذات البين والحفاظ على تماسك وترابط وتقاليد المجتمع. وإقامة حفلات دينية كبيرة. وتنظيم ملتقيات ثقافية آخرها الملتقى الوطني الذي نظمته للعلامة الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي الذي أحيته ولاية تيسمسيلت لأول مرة في تاريخها مع نهاية التسعينيات. ويعتبر العلامة أحمد بن يحي الونشريسي أحد كبار أعلام المنطقة، وله فكر وكتب قيمة تدرس في الجامعات، أهمها كتاب ''المعيار''. وقد دعت الزاوية إلى تنشيط هذا الملتقى دكاترة وأساتذة مختصين من جامعات وهران وبلعباس وغيرها. وبرأي العديد من الأساتذة والمختصين فإن زاوية المقطع بدأت في السنوات الأخيرة تكرس تقاليد جديدة، بانفتاحها المباشر على الجامعة والمدرسة. مما يعزز ويقوي من أدوارها ويجعل منها فعلا قطبا فكريا وثقافيا لإشعاع المنطقة. وبالنظر إلى حجم وأهمية المشاريع التي هي في طور الإنجاز فإن مستقبل الزاوية يبدو أكثر إشراقة وسمعة. من بين هذه المشاريع إنجاز مسجد كبير، إضافة إلى إنجاز مدرسة كبيرة للبنات أمام إلحاح سكان المنطقة على تعليم بناتهم الدين. ويناشد شيخ الزاوية في هذا الصدد كل أهل الخير والناس المحسنين مد يد العون لإنهاء هذه المشاريع، التي هي معطلة اليوم. كما يطالب المسؤولين بوضع الممهلات أمام الزاوية كون أبوابها ومخارجها مفتوحة مباشرة على الطريق الوطني رقم .19