المرأة الحامل والأدوية - إن 98c/o من النساء الحوامل عندنا تتناول على الأقل دواءً واحداً أثناء فترة الحمل، بمعل 12.5 دواء لكل امرأة حامل. - ليست كل الأدوية ضارة أثناء الحمل، فالأمر يختلف باختلاف نوع الدواء، المرحلة من الحمل التي تم تناول الدواء أثناءها. - للأدوية تأثير على الأم وعلى جنينها الذي يكون حساساً أكثر لها نظراً لهشاشة عضويته التي تكون قيد التطور. - هنالك غشاء يدعى المشيمة يحدث فيه التبادل بين الأم وجنينها، يسمح هذا الغشاء بمرور بعض الأدوية إلى دم الجنين. - ما هي الأخطار الممكنة ؟ - يمكن لبعض الأدوية أن تتسبب في تشوهات خلقية للجنين تمس الأعضاء، الوجه، القلب، وأحياناً النظام العصبي، ويتم ذلك عند تناول تلك الأدوية في الثلاثة أشهر الأولى لأنها فترة تكوّن الجنين، تتكون فيها الأعضاء وتأخذ مكانها، لذلك فكل تأثير سلبي لدواء ما يكون له آثاره الوخيمة على الجنين. - في الثلاثة أشهر الأولى، تأثير الدواء على الجنين يتبع قانون ''الكل أو لا شيء'' أي إما أن يتسبب في سقوط الجنين وحدوث نزيف للأم، أو يسبب تشوهات خلقية، وإما أن لا يكون له تأثير أصلاً. - في الستة أشهر الموالية، خطر الإصابة بالتشوهات الخلقية الناتجة عن الدواء ضئيل جداً يكاد يكون منعدماً، لكن هناك خطر التسمم الدوائي المباشر للطفل. - في الفترة ما بين الشهر الرابع والسادس، تكون كل الأعضاء قد أخذت مكانها، ويمكن لبعض الأدوية أن تشكل خطراً على الطفل، وذلك بالتأثير على وظائف الأعضاء كالسمع مثلاً. - في الثلاثة أشهر الأخيرة يبقى دائما خطر التسمم الدوائي قائماً، فبعض الأدوية تمر إلى دم الطفل وتسبب في مرضه، كصعوبة التنفس التي تنتج عن تناول الأم للمسكنات أو حتى الباراسسيتامول كما أظهرت الدراسات الأخيرة. وبعض الأدوية تتسبب في تأخير الحمل وبعضها تتسبب في تعجيله. ما هي الأدوية المعنية؟ - كثيرة هي الأدوية التي تتسبب في مضاعفات لدى المولود الجديد، ومن الصعب تحديدها كلها في قائمة. - دراسة احتمال أن الدواء يتسبب في التشوهات الخلقية المباشرة قبل صناعته أمر مستحيل، لذلك فنحن نقوم فقط بتعميم النتائج المتحصل عليها من تجربة الدواء على الحيوان. ونستطيع بذلك نفي تأثير الدواء على الجنين إذا لم يلاحظ الأمر على الحيوان. - القاعدة العامة تقول بتفادي تناول الأدوية أثناء الحمل قدر المستطاع لذات السبب المذكور آخراً، وبعض الأدوية تكون غير معروفة التأثير على الجنين، لذلك فتفاديها أفضل. - نذكر من تلك الأدوية على سبيل المثال لا الحصر: بعض المضادات الحيوية وهي قليلة، بعض الأدوية الهرمونية، مضادات التخثر، مضادات الصرع، مضادات الاكتئاب، مضادات القلق، المهدئات، الليثيوم، بعض المسكنات، مضادات الالتهاب. بالرغم من عدم وجود بعض الأدوية ضمن فئة الأدوية الممنوعة إلا أن استعمالها لا يكون إلا بعد أخذ رأي الطبيب أو الصيدلي. الأسبيرين ممنوع أثناء الحمل؟ - ابتداءً من الشهر السادس، يمنع على المرأة الحامل تناول الأسبيرين أو أي مضادات التهاب غير ستيرويدية أخرى (إيبوبروفان، بيروكسيكام، دكلوفيناك، نابروكسان، كيتوبروفان..الخ). - مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية هذه يمكن أن نجدها أيضا في بعض محاليل العين، المراهم، الكريمات، وغيرها. - من الأفضل تجنب الأسبيرين أيضا في الأشهر الستة الأولى، وتناول الباراسيتامول عند الحاجة الملحة فقط، لما أثبتته الدراسات أن هذه المسكنات يمكن أن تسبب صعوبة في التنفس للمولود الجديد، حتى الباراسيتامول يمكن أن يتسبب في ذلك إن استعمل بكميات كبيرة لمدة طويلة. كيف يتم التعامل مع الإمساك لدى المرأة الحامل؟ - الإمساك عند الحوامل مشكل شائع، ويكون خصوصاً لدى النساء اللواتي عانين منه قبل الحمل. - أصل هذا المشكل الهضمي هو هرموني ناتج عن هرمون البروجسترون الذي يبطئ من عمل الألياف العضلية. - لا تتناول الحامل أي ملين إلا بعد أخذ رأي الطبيب المعالج. - عليها الإكثار من تناول الخضر والفواكه، لأنهما مصدران طبيعيان ممتازان للألياف الغذائية، هذه الألياف هي التي تساعد على سير عملية الهضم. - عليها الإكثار من شرب الماء كذلك، ومن الأفضل شرب كأس من الماء على الريق صباحاً، أو عصير برتقال. - عليها أيضاً تجنب المأكولات المسببة للإمساك: الموز، السفرجل، الفطر. -:- تعرف المرأة الحامل مشكل انتفاخ البطن كذلك، والذي يكون بصفة تدريجية حتى الشهر السابع، وسبب ذلك الضغط الذي يكون من الرحم على الأمعاء. وعلاج هذه الحالة يكون ب: الأكل بكميات قليلة، وتجنب المأكولات التي تتسبب في الانتفاخ والغازات مثل الفاصوليا البيضاء، الكرنب، البصل، المشروبات الغازية..الخ. المرأة الحامل والارتجاع المعدي: - مشكل شائع جداً لدى الحوامل، وينتج عن ضغط الرحم على الجهاز الهضمي. - لا تتناولي المأكولات المسببة له: الإكثار من القهوة والشاي، المأكولات الدسمة..الخ. - عند النوم، ارفعي الوسادة قليلاً. ويمكنك تناول بعض مضادات الارتجاع (وليس كلها) في أي فترة من فترات الحمل مثل: Gaviscon®, Nobac®, Vomiteb®. توصيات مهمة: - تجنبي الاستعمال الذاتي للأدوية أثناء الحمل إلا بعد أخذ رأي الطبيب أو الصيدلي (الصيدلي وليس البائع بالصيدلية). - عند متابعة علاج خاص بمرض مزمن كالسكري أو ضغط الدم، يقوم الطبيب بتصحيح جدول العلاج في كل فترة من فترات الحمل الثلاثة. - عليك بالخضوع لمتابعة طبية أثناء فترة الحمل وإخبار الطبيب المعالج بكل ما تتناولين من دواء وغيره. - يجب الحذر من الأدوية الجديدة، لأن عدم ضررها بالحمل يبقى غير مثبت بصفة نهائية. - تجنبي الأسبيرين أثناء الحمل، واستعملي للحمى والألم الباراسيتامول، لكن عند الضرورة فقط. - ليست كل الأدوية ضارة للحمل، فهناك أدوية يمكنك تناولها بكل حرية أثناء فترات الحمل، فقط اسألي طبيبك المعالج جيداً قبل استعمال أي دواء. - ليست الأدوية وحدها المسؤولة عن التشوهات، فهناك تشوهات تكون لأسباب أخرى عديدة. من لديه استفسار فلا يتردد في إرساله عبر العنوان هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته من إعداد الصيدلي: مسعودي عبد القادر